فى فترة ما بعد اكتوبر انتخب احمد محمد يس عضواً فى الجمعية التأسيسية (1967-1969م) ممثلاً للحزب الاتحادى الديمقراطى عن دائرة ريفى الخرطوم الجنوبية, اى حتى قيام النظام المايوى, وخلال ذات النظام عين عضواً فى مجلس الشعب القومى الخامس, وعضواً فى برلمان وادى النيل, وبعد انتفاضة ابريل 1985م اختير عضواً بالمكتب السياسى للحزب الاتحادى الديمقراطى. من المعروف ان رحلة الزعيم الازهرى الى بريطانيا عندما كان رئيساً للوزراء ابان فترة الحكم الذاتى قبيل الاستقلال كان لها تأثير خطير وكبير على مسار الكفاح الوطنى السودانى الذى كان يعانى من انقسام حاد فى الحركة الوطنية ما بين الاستقلاليين ودعاة وحدة وادى النيل, وقد سبق هذه الرحلة ذهاب وفد برلمانى سودانى الى بريطانيا لحضور الدورة البرلمانية لرابطة الشعوب البريطانية, وقد رؤى ان يعطى السودان فرصة حضور هذه الدورة ليطلع على الخطى التى يسير عليها البرلمان السودانى, واختار البرلمان للوفد كل من رئيس مجلس النواب بابكر عوض الله, ورئيس مجلس الشيوخ احمد محمد يس, وامين عام مجلس الشيوخ أمين زيدان, ومساعد الامين العام لمجلس النواب الطاهر السراج, وقد لعب احمد محمد يس دوراً مهماً فى تدبير رحلة الازهرى المذكورة الى بريطانيا. يقول يس فى مذكراته وهو يتحدث عن ما جرى خلال دعوة غداء وجهها للوفد السودانى وزير الخارجية البريطانى سلوين لويد, يقول ( وجه الّى السيد وزير الخارجية الحديث قائلاً :( هناك مسائل كمسألة السودنة والجلاء واستحقاقات الموظفين تحتاج الى جو هادئ للبحث فيها وصولاً للحلول السلمية, واضاف مازحاً: اننى اخشى اذا ذهبت للسودان مرة اخرى ان يقول الصاغ صلاح سالم اننى أخذت مليونى جنيه معى لدعم حزب الامة.. فهل نأمل ان يزورنا السيد رئيس الوزراء ؟ ويمضى يس قائلاً ( اجبته على الفور: اننى اعتقد وبناءً على ما ذكرت انه لو وجهت حكومة صاحبة الجلالة الملكة الدعوة لرئيس الوزراء لهذا الغرض فسيصبح من واجبه ان يلبى الدعوة ). ويردف قائلا:( وفى طريق عودتى عن طريق مصر, وكنت أزورها لأول مرت ذكرت امر الدعوة المرتقبة للصديق الصاغ صلاح سالم, وقد سافر الرئيس والسيد على عبد الرحمن والسيد يحيى الفضلى فى نوفمبر من ذلك العام لبريطانيا, وقد قيل فيما بعد ان تلك الزيارة كانت سبباً من أسباب اتجاه الرئيس اسماعيل الازهرى الى الاستقلال والتخلى عن الاتحاد أو الوحدة). ومعروف ان جلسة البرلمان التاريخية فى 19 ديسمبر 1955م شهدت تقديم الاقتراحات الخاصة بالاستقلال وترتيبات ما بعد اعلانه, وفى اليوم التالى عقد مجلس الشيوخ برئاسة احمد محمد يس واجاز الاقتراحات المذكورة بالاجماع, ويعلق يس فى مذكراته على ذلك بقوله: فى هذا اليوم التأريخي الخالد تحقق استقلال السودان الكامل غير المقيد وغير المشروط بقيد أو شرط, وغير المقيد بأية تحالفات واشتراطات او تعهدات خارجية .. ويختتم احمد محمد يس قوله بالآية الكريمة (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى) .. صدق الله العظيم.