رأي : عبد الكريم علي عوض عبد الكريم: انطلاقاً من راهن ماثل وماض عصيّ التجاوز، وفي صدى ذكري سيدي الشريف الحسين، وبانتماء منزه أقول الي كل الشرف البازخ في الكيان الإتحادي قاطعاً القول بأطيب الهمس المستمد من ماض لايضاهى ومجد لا يطال سماؤه حيث الأمس العتيق المعتق بالرسالة الإتحادية وجلائل أُولي العزم من رسلها الذين كان خاتمهم سيدي الشريف زين العابدين الهندي صاحب المبادرة التي تنزلت وما فتئت تتنزل برداً وسلاماً وسيرة خارقة توجت مناقب ذلك الجيل الجحفل من فيالق التاريخ ذلك الأزهري وصحبه أصحاب البدايات الرائعة التي لازال عبقها يعطر حياتنا ودنيانا مما جعل وسيظل يجعل ودادنا لهم واعتدادنا بهم وامتدادنا منهم، فقد صنعوا لنا دروعاً لليقين، وبنوا لنا وطن النجوم، فكانوا حقاً سبج السها، وقبس الهدي، والكعبة التي لازال الطواف حولها قائماً وسيظل قائماً مادبت الحياة في الأوصال، وما تمدد قفص الصدر بالأنفاس، وانكمش وما علا وانخفض برغم زمان المستحيل وأزمنة الفجيعة زماننا هذا زمان الوهم والوهن والعدم والذباب الذي يطير بين القصاع يقلع من هذه، ويهبط بتلك، وهذه خواء ويباب، وتلك بقية وبقايا فسد مذاقها وتغيرت لوناً وصبغةً بعد ذهاب طيبها ولذيذها هنيئاً مريئاً في جوف الحظوة الذين جمعهم بالناس برزخاً بين البحرين، وهم بجانب العذب الفرات، والناس بجانب الملح الأجاج، يحلقون ويحدقون في زرقة الماضي، البعيد يفكون طلاسم الوشم المرسوم في حنايا الماضي ودهاليزه فيحدثهم مفصحاً بما القت الظلال،ونقشت الأيدي ونحت الإزميل في ذاكرة التاريخ من أصالة للأصلاء وصدق للصديقين، وورع للمتقين ،وتقوى للعابدين، ومخافة للخائفين ،من الله في موطن رعوه سياجاً منيعاً ،وضبطاً محكماً ، ووطناً تولوه عدلاً ورشداً حتى دونوها سيرة ومسيرة تخضبت نقاءً وطهراً ليرحلوا وقد أوفوا ماعاهدوا ليطل علينا زمان الفجيعة بنوفمبر «ناكشط» و«مايو كوبر» وديمقراطية العدم والتآمر لنرمي يونيو بالحجر دون اختشاء ونحن الخطيئة حتي النخاع ولكن والذي نفسي بيده لو ان أهل يونيو صبروا وما تسوروا الحواجز كما تسور قبلهم اليسار النقيض لإنقضت الجدر دون محبوسها وأتاهم طائعاً مختاراً يخطب توليهم جاسياً لأنه اشبع عبساً وارتوي فشلاً وأيضاً لو ان أهل يونيو ما امتطوا صهوات التمكين، واستلوا سيوف الإقصاء لوجدوا العقول والارواح خارج محبسها فوق قمم التراضي ليشرب الجميع نخب احتراق ذلك السائد من الأفكار المترنحة ولو أن أهل يونيو صدقوا مبادرة الشريف العهد لوجدوا عندها ضالتهم ملاذاً وحكمةً وسبيلاً الي دولة الحق والواجب أخذاً كافياً وعطاءً راضيا ً ولتيقنوا أنه ما عادت أطباق الإرتهان والاستسلام والوصاية والإحتكار والتزييف والترقيع والنفخ في الكير المنطفيء يرضي تطلع جيل ليقبع بين التوابيت الماثلة في مواجهة توسنامي العولمة والحداثه والطوفان التكنولوجي والتسابق المحموم الذي فارتنوره لأنه جيل مختلفاً طموحاً ورؤيةً وأملاً وتطلعاً ،ولو أن أهل يونيو صبروا علي تلك الدرجة العالية والتي لا تطاق من الحرارة لوجدوا فوقها مفاعلاً مخصباً لتلك الديمقراطية المفرغة من مضمونها ولكن شاء الله، وسبق السيف، وأتت الرياح وسرنا الي ماصرنا اليه وليس أهل يونيو وحدهم المسؤولين والقدح المعلى للذين إتخذوا من المهجر ومرافيء الغربة ساحة جهاد بلا شرف!! يواربون فيها أبواب فنادق النجوم علي سلخ جلد الوطن وتفصيله، مزقاً وأوصالاً متقطعة نظير مصلحة ضيقه ويعودون لواذاً يؤججون نارًا بالداخل ويصبون عليها زيت العهد والوعد علي العمالة، وندفع نحن والأبرياء جميعاً ثمن الإطفاء يتاما وأراملاً وثواكلاً ونواعياً فوق جوع ومرض وجهل وسحق وضغوط تطال كل السواد القابع تحت خط الفقر دون سواه. وعليه ومن عمق هذه الذكرى ،ومن قاع الخلود فيها وما بالقاع من ندرة ومزايا ومن سجايا لسيدي الشريف الحسين فارس الإقدام وسيد السماحة وصاحب الحلم وأرباب الندى أقول لكل الشرفاء في الإتحادي المسجل خاصة ولبني وطني عامة نحن لازلنا عند مبادرتنا لا ننقلب علي أعقابنا ولا نبدل القول برحيل الشريف، ولا نزيف العهود والمقاصد رافضين لكل مصطلح كسيح وتبعية مذلة متأهبين زماناً ومكاناً لإستدعاءات الواقع الوطني ندفع الأذى ونقصي البلوى، ونغلب لغة الحوار لتوحيد جبهتنا الداخلية في مواجهة انفلات شعاره الدم المسفوح وجفاف العاطفة والتدعر السياسي والمشاكسات الهابطة وليتنا أدركنا جميعاً ما يحاك حولنا وسمونا فوق الصغائر وانتهجنا مخاطبة العقول وحوار الضمائر لأن حاجتنا «وحدة» تشد عُرانا وقبضة تدق أبواب الصاج الساخن دملاً للجروح ووقفاً للنزيف فحاجتنا ليس منتهاها وحدة إسلاميين أو أهل قبلة أو إتحاديين ولافي تجمع علماني أو جهوي أو عنصري أو لما لم ينزل الله به من سلطان ولكنها في وحدة وطن واعتصام بحبل الله وعند ذلك فليتنافس المتنافسون وإلا ازدردنا علي يد مرمطون العالم وسدنته حلول قضايانا زقوماً وغصصاً وتجرعناها غرغرة مذلة وتبعية مهينة بل تسولاً لأسباب الحياة فهلا تناديتم بني وطني علي كلمة سواء نلقي بها الله في يوم عبوس قمطريراً ليوقينا الله شر ذلك اليوم ونلقى نضرة وسروراً ورحم الله سيداي الشريفين القمرين النيرين الزين والحسين سليلي ذؤابة هاشم زينا الوطن وحسنا الوطنية ووفقنا في حقهم مودة في القربي.