دونت أجهزة المراقبة والرصد.. والأجهزة الخبرية.. دونت وأظهرت أن هناك مصطلحاً جديداً يضاف لمصطلحات الساعة اليوم.. هو مصطلح «الفجر الجديد» على وزن السودان الجديد الذي رفعته الحركة الشعبية يوماً وتعني به امتلاكها للسودان كله.. لتخرجه من التوجه القاصد له وفجر الصلاة وفجر الصلاح.. وفجر رياح التغيير التي لا تتوقف أبداً.. لتخرجه إلى زفة من الناس وآخرين قادمين لا رواشد لهم ولا أهداف نبيلة تقودهم.. فهم قد تعثرت خطاهم وارتكست سهامهم.. بعكس أولئك الراشدين الذين قال لهم المجاهد المعصوم «صلى الله عليه وسلم»: إذا أديتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم.. وهم بذات المنحى الذي خوطبوا فيه بالحكمة القائلة «اللهم بارك لأمتي بكورها».. ودونكم الرعاة المبكرون.. والزراع أهل الهمة والأمهات والزوجات اللاتي يضعن الأواني وحافظات الشاي واللبن مع أذان الفجر الأول ثم هن بعد الصلاة في حل تام من السؤال.. كما كانت تفعل زوجة الشهيد «أحمد محجوب حاج نور» حين كنت أجيئه من شمبات يوماً عقب صلاة الفجر بجامعة أفريقيا العالمية.. فوجدته بمعداته.. وتلفت أنا لأرى الموقد فقال لي هكذا دربتها أمها على ذلك.. فسيترافقان هو وهي في الجنة بإذن الله.. هذا هو فجرنا الصادق.. وهو جديد كل يوم أشرقت شمسه ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون.. وكثيرون قد وقفوا عند القسم العظيم الذي أثبتته آيات سورة كاملة بالقرآن الفخيم تسمى «الفجر» بها «ثلاثون» آية.. وذلك حين قال المولى جل وعلا «والفجر* وليالٍ عشر والشفع والوتر* والليل إذا يسر»... والفجر فيه وبعده تتنامى الروح وينتفض الجسد وتتألق العزيمة.. ويمتد البصر أملاً وزحفاً نحو الأفق.. لإرضاء الطموح وكسب الجزاء.. ولكن بعد كل هذا التدوير والتنبيه لكم أن تصدقوا حين قيل لكم «ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد* إرم ذات العماد* التي لم يخلق مثلها في البلاد* وثمود الذين جابوا الصخر بالواد* وفرعون ذي الأوتاد* الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد* فصب عليهم ربك سوط عذاب* إن ربك لبالمرصاد».. وهنا إيقاظ وإخطار وتحذير لمتمادين يتواددون لإيقاف الشعائر والخلق الحسن الجميل.. ليترك الحبل على الأكتاف والكواهل لتفعل ما تشاء.. وهي العلمانية التي لا تخفى منا عنها خافية.. ومن منا لم يتلظَ بنيران الفجور والسفور والخمور وإلغاء الشرائع والسنن وهتك المستور من أجل حظوظ لا تدوم طويلاً.. ونحن نمضي قائلين «من سن في الناس سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة»، ومقابل ذلك تماماً وزيادة «السنة الحسنة».. فإن قدمنا هذا كذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. خاصة الذين جلسوا مع شعب الباطل ليخدعوا غيرهم.. ورفعوا شعاراً جاذباً هو «الفجر» ولكن الأفهام والعقول قد تغيرت تماماً كذلك.. فهي ترى وتقارن وتمارس واقع الحياة قريباً منها وعلى الوسائل الناقلة كلها وترى أن التجديد يسري بين الناس.. ولا يتوقف أبداً.. كما أسلفت وسنة الله في عباده اقتضت أن تكون هناك هواجس توجب اليقظة والحذر.. كيفما كان السلطان والحكم.. ولكن «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم».. وقال أيضاً سبحانه «.. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب» وبإصحاح وتجديد النية تنبني الأعمال والإنجازات «وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».. وعليك أن تخطر وتخبر وتعلي من شأن إنجازك لأنها نعمة «... وأما بنعمة ربك فحدث».. وإهداء وإبداء المسالب بنية الإصلاح والتجديد والتقرب لله يكون كله إرشاداً وتقويماً لأهل الذكر والحكم.. و«خير الناس أنفعهم للناس».. فإذن وثيقة ومجموعة «كمبالا» المسماة «بميثاق الفجر الجديد».. أي السعي لتغيير نظام الحكم والإطاحة به وإحلال نظام آخر.. يبعد ويزيل شريعة الله بعيداً ولا يقول «من رأى منكم منكراً فليغيره...» والمنهج هو كتاب الله الراشد.. وسنة المصطفى «صلى الله عليه وسلم» في السراء والضراء والاجتهاد المتزامن الحثيث في كل شأن وظرف وبيئة.. و«لا تضيِّقوا واسعاً».. فإذن: «الفجر الصاعق» هو فجر الحقيقة والبيان التي يصدع بها هؤلاء وهؤلاء وأولئك. ويتساءلون ماذا يريد «أولئك» ودونهم التجارب والمثلات.. وأن الله الحكيم لم يفرط في قرآنه المحكم.. لم يفرط في أدنى شيء.. وهذه المواعين التنفيذية والسياسية والتشريعية والبينية كلها مترعة.. فلتراجع كلها من حين لآخر وستكون صاعقة في كل فجر وفي كل آخر جديد.. واستغفر الله لي ولكم.. وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله .. والله أكبر.