لقد أسعدني جداً قرار والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر بتعيين المهندس السعيد عثمان محجوب أمينًا عامًا للتخطيط الاستراتيجي بولاية الخرطوم لأن الرجل يمتلك مقومات القيادي الناجح الذي تكبر به المواقع وقد استطاع عندما عيّن على رأس جهاز المغتربين في بدايات الإنقاذ أن يجعل من الجهاز مؤسسة حاضرة وفاعلة لم يحوج من خلفه شيئاً وكذلك فعل عند توليه إدارة مجموعة بنك النيلين للتنمية الصناعية حيث استطاع بقوة الدفع التي عمل بها أن يحرج كل خلفائه الذين لم يستطيعوا أن يواصلوا قوة الدفع ليتراجع البنك وليبكي كل العاملين أيام السعيد وكذلك فعلها في العاصمة الثقافية الخرطوم التي لولاه لفشلنا في ظل ضيق الإمكانات والأفق في أن نجعلها عاصمة للجميع يشارك فيها حتى اليساريون بلا حجر كما أحرج الشيوعيين ومن سايرهم في إدعاء أنها (الخرطوم الفين وخمشة) بمطالبته بالمراجعة من عتاة المراجعين لميزانية العاصمة ومنحهم كل المستندات والبقاء بعيدًا دون تدخل منه بل رفض حتى الإطلاع على التقرير النهائي الذي أكد سلامة حسابات العاصمة التي اتّضح في المراجعة أن السعيد قد دفع من حر ماله لإنجاح المشروع ورهن منزله حتى لا تفشل التجربة وتحسب على السودان وهكذا ظل السعيد الذي عرفته عن قرب أخو أخوان وصاحب فكر مرتب وشهامة كبيرة وصدر مُتّسع لم يكن يضيق في تجاربه بكل سهام المتربصين والآن وهو يجيء للتخطيط الاستراتيجي يتأكد لنا أن د. الخضر أصدر قراره بعد تمحيص دقيق اختار فيه السعيد لإدارة جهاز التخطيط في الولاية للاستفادة من قدراته التخطيطية وتجاربه الناجحة وشخصيته القوية كما سعدت بالقرار الأخير الذي أصدره د. الخضر بناءً على توصية وزير الإعلام والثقافة بالخرطوم د.محمد عوض البارودي بتعيين د. هاشم الجاز مديرًا عاماً لوزارة الثقافة والإعلام بالخرطوم ونعلم أن قدرات الرجل ليست بحاجة الى إشارة فهو الأستاذ الجامعي الذي تتلمذ على يديه كثير من الكوادرالتي تملأ الساحة بحضورها وهو الإداري القديرالذي أدار مجلس الصحافة بكفاءة عالية في أصعب المراحل وهو الكاتب الذي يفكر قبل أن يكتب ويكتب وهو يفكر ولا يتعامل بردود الأفعال ولا يعرف الانفعال ومعلوم أنه صاحب علاقات ممتدة داخل الوسط الثقافي والإعلامي جعلت الارتياح يتمدد داخل الوسط بمقدمه وتربطنا بالرجل علاقات مميزة وقد قلت للوزير البارودي عبر الهاتف عقب القرار إن الجاز الذي كان يتّجه للدوحة ملحقاً ثقافيا جاءت أم مفاجآت رمضان بتوجهه لوزارة ثقافة وإعلام الخرطوم ليصبح مكسباً لم نتوقعه بالرغم من قناعتنا بأن الخرطوم هي حاضنة للسودان بقبائله وأعرافه وتباين ثقافاته والتي تحتاج الى تكامل البارودي الصحفي والإعلامي مع د. الجاز الصحفي والإعلامي ومع الفنان المبدع عماد الدين إبراهيم وبقية العقد الموجود أو الذي نتوقع أن يأتي به البارودي وهو يحاول إصلاح حال الإعلام والثقافة بالولاية المهمة الشيء الذي يحتاج من الوالي أن يتعامل معه بذات الروح التي تفاعل فيها مع مجيء د. الجاز ولا نشك في أن يفعلها الخضر الذي أكد بتجربته بالخرطوم أنه وال مختلف وجمعة مباركة.