لا أعتقد أن د. محمد عوض البارودي سعى ليكون وزيراً كما يفعل الكثيرون في بلادنا فهو الذي اختار عندما تسابق «الإخوان» وغيرهم نحو الحقائب الوزارية اختار الهجرة لمدة امتدت قرابة العشرين عاماً عاملاً في مجال الصحافة بلندن ولأنه لم يفكر في الاستوزار لم يهيئ نفسه له وتفاجأ بإعادته من المهاجر ليكون وزيراً في ليلة ظلماء بتعيينه على رأس أهم الوزارات وفي أعقد المراحل. عاد البارودي وزيراً بعد انقطاع طويل جداً عن الوسط الإعلامي والثقافي والفني تغيّرت خلاله على مسرحه أحوال وتبدل الشخوص.. أعيد ليشغل وزارة كان قد سبقه إليها الوزير د. محمد المهدي المندور الذي تعد فترته الذهبية للوزارة ثم جاء هاشم هارون الذي كانت أيامه أكثر حضوراً في الساحة إعلامياً من د. المتعافي والي الولاية الشيء الذي صعب من مهمة سيد هارون الذي خلفهما. عاد البارودي الذي ظلموه ليجد كل شيء أمامه صعباً.. اتخاذ القرارات والتعيينات وسرعة الإيقاع ومصادمة التداخلات لتمضي الأشهر حتى تبلغ العام والبارودي المظلوم ما يزال مصدوماً بواقع لم يتوقعه وصراعات لم يستعد لها ليُفاجأ بتوقف تلفزيون الخرطوم ولأول مرة في تاريخه وفي عهده نهائياً عن البث دون أن يجد له حلاً ويُفاجأ بصرعات لم يتحسب لها. ü عاد البارودي وزيراً وصفقنا له عندما أفلح في إقناع د. هاشم الجاز بالعمل معه مديراً عاماً وكلنا يعلم من هو الجاز وما هي قدراته وفرص نجاحه إذا ما اطلقت يده ووفرت له الإمكانات المالية.. فسعادة الوزير به وحدها لا تكفيه وهو لا علاقة له بالإذاعة والتلفزيون بحسب سلطات وصلاحيات المدير الموضوعة. ü عاد الباروردي ومعه قيادات بقامة الجاز وعماد الدين إبراهيم وآخرين كثر يمكن خلال العمل الجماعي أن يفعلوا الكثير ويحدثوا حراكاً ثقافياً واسعاً ولكن! ü عاد البارودي وما زال بعيداً عن الجو الوزاري أو ربما أراد البعض أن يجعله كذلك. الحال في وزارة الثقافة والإعلام بالخرطوم بحاجة الى وقفة لمعالجة القعدات خاصة وإن صح وجود تداخلات وتدخلات من وزراء آخرين في إدارة الشأن الإعلامي مع وجود الوزير فهل يفعلها البارودي ليوقفها أم يقدم استقالته حفاظاً على تاريخه الإعلامي الجميل المليء بالإنجازات؟ إنه سؤال بريء جداً. حاجة ثانية أكد الواقع أن البلابل بدون بشير عباس ورود بلا عبير هكذا قالت حلقة العيد التي قدمت فيها أعمالاً جديدة بعد مقاطعتهن لألحان بشير عباس والتعاون مع شعراء وملحنين جدد غير الحلنقي وبشير وجاء أبلغ وصف لحالة البلابل بعد عودتهن وخلافهن مع بشير ما قاله أستاذنا حسين خوجلي في بابه المقروء بالزميلة ألوان بأن البلابل كن يسحرن الجمهور بالإبداع ولكنهن الآن صرن مسحورات بالماضي.. وقد صدق الحسين. حاجة أخيرة عاد الحجاج والكل يشتكي من المعاناة.. فلا أحد مبسوط حتى (1) قيراط.. كثيرون طالبوننا بأن نكتب عن معاناتهم.. إنها مساحة قادمة لعمود آتي.