٭ كان الصديق عبد المجيد عبد الرازق ولا زال وسيظل أحد أهم الأقلام الرياضية المحترمة والتي ظلت حروفها سفراً للحقيقة، ولكنني أمس ومع تقديري الشديد لأخي وصديقي مجيد قرأت حروفاً بطعم الظلم الذي ليس من عادة مجيد أن يمارسه أو يطال به شخصاً بريئاً مثل د، عوض الجاز كما حدث أمس، فهو دائماً ما يتلمس يراعه موطن الحقيقة وليس ما عداها وأظنه وقع فريسة لمعلومة خاطئة وهو يتناول مدينة الصداقة الرياضية بكريمة. ٭ أخطأ مجيد الحقيقة وهو يبعث برسالة غاضبة للحكومة لأنها قامت بتشييد هذه المدينة في كريمة التي لا تلعب في الدوري الممتاز وأن ما قدمته الدولة لأستاد كريمة كان أولى به المدينة الرياضية في الخرطوم التي تبدو كالأطلال! وذهب أخي مجيد أبعد من هذا وهو يعاتب دكتور عوض الجاز بما معناه الانحياز لأهله وتقريباً هذا باختصار ملخص ما سطره قلم مجيد. ٭ والمعلومة الخطأ فيما أورده مجيد أن الحكومة لم تشيد هذه المدينة ولم تصرف عليها مليماً واحداً من خزينتها الاتحادية وانما الذي قام بدفع نفقات هذه المدينة شركتان للأصدقاء في الصين وقد عملا أصلاً لسنوات طويلة في بناء السد والشركات العملاقة في كل مكان بالعالم عندما تستفيد من خيرات البلد ترد الجميل لهذه المناطق من باب الوفاء لها والاعتراف بفضلها وهذا ما شهدته العديد من المناطق في ربوع الوطن عندما قدمت هذه الشركات دعماً للتنمية الإجماعية، وهذه الروح من هذه الشركات تكشف عن وجه معتدل وعقل متفتح لتدفع بهذه المناطق خطوات للأمام مؤكدة التواصل معها في أجمل معانية. ٭ وعندما لمست هاتان الشركتان نبض كريمة والمناطق التي حولها متمثلاً في أقامة استاد جاءت الاستجابة سريعة وقوية فوقع الاختيار فوراً على شركة دانفوديو للتنفيذ ومعها بعض الشركات كل في مجاله ومن بينها الدار الاستشارية. ٭ عندها علت الفرحة أهل الشمالية التي كانت تشعر بالحزن إزاء تهميش الحكومات المتعاقبة لها، فهل كان بمقدور دكتور عوض الجاز أن يتدخل ويحرم أهله من هذه الهدية وهذا الخير الذي تدفق عليهم ونزل عليهم كما ليلة القدر؟ وهل كان بمقدور دكتور عوض الجاز أن يطلب من هاتين الشركتين التراجع لتتنازل الولاية الشمالية لغيرها من الولايات ويهدر من بين يديها فرصة قد لا تدق أبواب الولاية مرة أخرى؟ ٭ نعم كما قال أخي مجيد المدينة الرياضية بحاجة للجهود، ولكن ما حدث غير والشركتان الصينيتان اللتان تبرعتا بالمبلغ استهدفتا به هذه المنطقة في الولاية، وهذه حسابات قد لا يعرفها البعض، وانطلاقاً من كل هذه الحقائق كانت هذه المدينة الرياضية التي أطلق عليها اسم مدينة الصداقة الرياضية تقديراً وعرفاناً بصداقة الصين. ٭ حقيقة أن المنطقة بعد قيام المدينة ستقوم باستقبال القمة الكروية في شكل معسكرات ومباريات، ولا استبعد أن تستقبل المدينة أندية من خارج البلاد في سبيل إقامة إعداد بدني متكامل ومن خلال إقامة المعسكرات هنا يمكن أن تمارس هذه الأندية السياحة الرياضية باعتبار أن هذه المدينة وما حولها مناطق آثار وسياحة وبجانب أنها بيئة جيدة خالية من التلوث. وإذا استقبل أستاد المدينة أحد فرق القمة فان جمهور الولاية كله سيضع المباراة نصب أعينه وسوف تشهد المدينة زحفاً جماهيرياً غفيراً مثل الأمواج البشرية الهادرة التي ملأت كل جوانب مدرجات الأستاد تماماً مثل ما حدث في افتتاحها عندما شكل الجمهور لوحة زاهية بحضوره الرائع والآخاذ. ٭ أما ألعاب القوى فقد وجدت كما قلت من قبل ضالتها في المشروع وشاركت بمنتخب البلاد عرفاناً وتقديراً للمدينة الرياضية التي عادت عليهم بالخير من خلال (التراك) العالمي، ففي كل المرات التي أقاموا معسكراتهم في كريمة جاءت النتائج إيجابية عربياً وأفريقياً بل أن سكرتير اتحاد ألعاب القوى دكتور مكي فضل المولى قال بصورة جادة وحازمة إننا نفكر في تحويل البطولات العربية والأفريقية التي سينظمها السودان، تحويلها لكريمة خاصة وأن (تراك) المدينة الرياضية بالخرطوم أصبح عديم الفاعلية ومنتهي الصلاحية، وهذه كلها مكاسب تعود للشمالية المهمشة من خلال المدينة الرياضية. ٭ وأعود لبعض حقائق تشييد المدينة الرياضية، فكما أعلن المهندس عبد الله عباس حبيب مدير الدار الاستشارية أنها تمت بتكلفة بسيطة جداً لأن بعض الشركات مثل دانفوديو تعاملت بهامش ربح بسيط، بل ذهب مدير شركة دانفوديو المهندس أمير حسن أحمد لأبعد من هذا عندما قال لي لقد عملنا ونفذنا بعيداً حتى عن هامش الربح البسيط تقديراً لدور المدينة في حياة إنسان المنطقة، هذا بالإضافة إلى أن هذه الشركات تحمل رصيداً من الود والمحبة لمدير الشركة الاستشارية الذي يهفو قلبه لإنجاز المدينة خدمة له خاصة أن كريمة آهله وموطنه، هذا بجانب أن كل ولاة الولاية السابقين قد تنادوا لدعم هذا العمل مادياً وكانوا ينتظرون بشغف شديد اكتمال هذا الحلم والأنجاز فأسهموا في كسر العقبات وإزالة الصعوبات. ٭ إن الأخ عبد المجيد كما قال لي الأستاذ عباس عبد الله عباس أحد أهم أركان اللجنة العليا هو رجل مهني حتى النخاع.. وحديث عباس صحيح مئة بالمئة ويكفي انفعاله مع الحدث بمساحات واسعة سطرها قلم الصحافي الشاب الشاطر الطيب شيخ إدريس بصحيفة السوداني، والكلمة الرصينة التي سطرها عبد المجيد نفسه يوم الافتتاح، ولكنه يبدو أنه لم يملك المعلومة الصحيحة خاصة وأن الدولة لم تكن طرفاً وأن دكتور الجاز الذي عرفته منذ توليه منصب نائب مدير بنك التضامن رجلاً وطنياً من طراز فريد لم يدفع بالحكومة لإنجاز المدينة بل تم الأمر على هذا النحو الذدي قمنا بتناوله وشرح قصته الكاملة من الألف للياء، والرجل كما عرفته وعرفه غيري شخصية متفردة لما يتمتع به من انضباط وانكار للذات وأداء للواجب الوطني، ولم يقم بالانحياز لأهله بل ترابطت مشاعره فرحاً بما تحقق لهم من إنجاز بعد أن تقطعت أنفاسهم من التهميش.