تناولنا يوم أمس قضية الشباب والطلاب وانتشار المخدرات والجرائم بينهم وأكدنا أهمية الأسر وسلامتها ومتابعتها لأبنائها حتى لا يقعوا فريسة سهلة للمخدرات أو ارتكاب الجرائم الأخلاقية.. واليوم طالعت خبراً صحافياً تقول تفاصيله إن الشباب يعانون من فراغ روحي كان ذلك على لسان مشاعر الدولب وزيرة التوجيه والتنمية الاجتماعية.. حيث قالت إن كل المشاكل التي يعيشها الشباب اليوم تعود للفراغ الروحي الذي يعانون منه بما في ذلك التطرف والتشدد الديني.. هذا بالإضافة للمخدرات وانتشار الجريمة ودعت أئمة المساجد لقيادة برامج دعوية واسعة لمحاربة الظواهر السالبة في المجتمع.. وأبدت الدولب استغرابها لزيادة معدلات الجريمة رغم وجود العمل الدعوي.. وظني أن السيدة الوزيرة قد رأت في مؤتمر المساجد الثاني الذي أقيم ضمن فعاليات أسبوع الدعوة والتنمية الاجتماعية أن الأئمة والدعاة هم إحدى الأذرع المهمة في المجتمع خاصة وأن الشباب لا يرفضون حديثهم على الرغم من أن بعض الأئمة يعتمدون على نظام العقاب ويسدون الطريق أمام الشباب في قبول الله تعالى للتوبة.. فالدعوة مهمة وطرقها وأساليبها يجب أن تتطور بتطور الزمان والمكان.. فالدنيا كلها تتطور ولا يمكن أن يتمسك الدعاة بالأساليب القديمة خاصة فيما يتعلق بدعوة الشباب والطلاب.. فهم في فترة متمردة ويحتاجون لطرق مختلفة لتستوعب تمردهم.. وقد لا نكون قد تحاملنا على أحد إذا قلنا إن التطرف الذي «شكت» منه الوزيرة موجود في بعض الأئمة والدعاة.. بل إن الدعوة بشكلها الحالي قد لا تستهوي الشباب.. فالطريقة التقليدية كما ذكرنا تجعلهم ينفرون من الدعاة ويعطي أصحاب الغرض والمرض الفرصة للتعامل مع الشباب على طريقتهم.. وبالتالي تزداد الجريمة والمخدرات لأن طريقها محفوف بالورود وطريق الدعوة محفوف بالمكاره. المهم سادتي نحن نضم صوتنا لصوت الوزيرة وندعو لنبذ التطرف والتشدد والجريمة والمخدرات وبالطرق الاجتماعية البحتة.. فالشرطة أو الجهات القانونية غالباً ما يأتي دورها بعد وقوع الحدث.. ولكن دور منع الجريمة في غالبية الأحيان يقع على عاتق المجتمع ومؤسساته.. خاصة وأن هناك انزلاقاً أخلاقياً حاداً يحتاج لوقفة اجتماعية تتضافر فيها كل كيانات المجتمع.. تبدأ بالأسرة مروراً بالجهات الرسمية ثم منظمات المجتمع المدني.. فبتفكك المجتمع ينفرط عقده وتضيع القيم والمثل والأخلاق.. ويسهل بعد ذلك الطريق للجريمة والمخدرات.