الماء (سائل لا لون له ولارائحة ولا طعم) تعريف نحفظه ولم نتدبر الحكمة في هذه الخصوصية، فلقد أثبت القرآن الكريم أن كل المخلوقات خلقها المولى عز وجل من الماء.. قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، تخيلوا لو كان للماء لون أحمر مثلاً لصار الناس حُمر والعجور أحمر ولصار كل عصير أحمر اللون.. ولو افترضنا رائحة الماء كالفل لصار الناس معطرون برائحة الفل، والطماطم بالفل، والسمك ينضح فلاً، ولو كان للماء طعم البرتقال لأصبح اللبن بالبرتقال، والشاي بالبرتقال، فما أعظم خلق الله وحكمته، هذا الماء الذي وهبنا له الولي عز وجل، وجعل لنا انهاراً ومياهاً جوفية تعد ثروة في عالم اليوم، ومازالت ولايتنا الرشيدة تحرمنا منه مع أنه ضرورة للحياة بل هو الحياة نفسها.. يعتبر الماء عنصر أساسياً لجميع الكائنات الحية (فلا حياة بدون ماء)، فلقد نشأت الأرض منذ بدء الخليقة، وستبقى الى الأبد مرتبطة بالماء.. وقديماً كانت الحضارات تقام على ضفاف الأنهار وبالقرب من مصباته.. ونضوب الماء يعد من أهم أسباب زوال تلك الحضارات، وللماء صلة أساسية ملموسة بتطور الإنسان واحتياجاته اليومية من المياه في جميع أنشطته الحيوية والمنزلية والدينية والصناعية والتجارية وغيرها.. نحن في مدينة الصحفيين- اي الوادي الأخضر- نعاني أزمة حادة في المياه .. فالوادي الأخضر بعيد من الأحياء السكنية، فمحاط بنا (الخلاء) من جميع الجوانب، لا نجد من نغتاث منه بقطرة ماء، يعني انعدام الماء انعدام الحياة.. فنرجو من هيئة المياه أن توفر لنا المياه، فهي أبسط الحقوق حتى يكون الوادي الأخضر أخضر بناسه وزرعه.