إيماناً وثقافة وتماسكاً اجتماعياً عالياً، والسقف العالي لأي أمة هو من الدلالات البارزة لتقدم الأمة.. عقود من الزمن كانت هناك مقولة مشهورة تعني قياس المعرفة بالسودان «القاهرة تكتب، بيروت تطبع، والخرطوم تقرأ»، ونحن في السودان لنا رسالة مهمة تستمد قيمها من نور الإسلام والحضارة الإسلامية، لأبعاد لا يستطيع أحد قياسها، والإنسان يمكنه أن يواكب الحضارة ولكل عصر بالفكر، وإذا كان هذا الفكر منهجاً من منابع المناهج الإسلامية يصبح سلوكاً حضارياً فاضلاً مميزاً عن الشعوب الأخرى.. فكلما ارتفع هذا السقف درجة نقيس بها مدى توجهنا مشاهدة واقعاً في الطهر والتقدم.. فالدور الوطني والحس بالوطنية هي من الدعائم الأساسية لحقول التقدم لأية أمة والمحافظة على سيادتها وأمنها واستقرارها.. الذي يعنينا لسقف أمتنا وحضارتها في دين ورسالة كانت أول كلماتها هي اقرأ. جاء الإسلام بالنور الكامل من بداية اقرأ ليشمل هذا النور الأقلام في كل مواقعها، والخطاب السياسي، ولغة التواصل بين المجتمع. أقر بذلك كُتَّاب غير مسلمين منهم المؤرخ الفرنسي رينو، فكتب يصف الحالة في اوربا في القرنين الرابع والخامس الهجريين.. فقال إن اوربا كانت مسرحاً للحروب حين كانت حضارة الإسلام تسود علماً ومعرفة. فنجد أن كثيراً من مفكري الغرب لجأوا للشرق، فأخذوا كثيراًمن العلوم والأدب من بلاد الإسلام.. كما يحدثنا التاريخ عن الإعلام المضاد، حين كان اليهود الذين كانوا يقيمون شمال المدينةالمنورة، حاولوا بكتاباتهم غيرالواقعية والانصرافية ليحاربوا الفكر الإسلامي، فلم يستطيعوا زحزحة المبدأ لأنه كان نوراً من القرآن الكريم والسنة المطهرة، ونجحت كل وسائط الإعلام الإسلامي في مكة وفي دولة المدينة، ولم تنفد بحورها حتى الآن لأنها كلمات من الله تعالى، وأحاديث من الرسول صلى الله عليه وسلم، القرآن الكريم محفوظ، والأذان، وخطبة الجمعة، والعيدين إعلاماً لا يزال قوياً راسخاً ومؤثراً، فماذا أضفنا لتلك الوسائط لنشر الدعوة ونشر ثقافة الإسلام وحضارته مع تقدم التكنولوجيا الحديثة؟ المبدأ الأمثل للإعلام هو القرآن العظيم والسنة المحمدية من تلك الموارد الحقيقية للخطاب السياسي، والتعامل والسلوك العام، تطبيقاً لما فعله أو قاله أو أقره الرسول صلى الله عليه وسلم تحت مظلة القرآن الكريم، ونهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأي حجة غير ذلك ليس لها دلالات مقنعة (Ground Less)، وأي لغة غير ذلك فهي تحول انصرافي عن المهام الأساسية لخدمة الإسلام ومجتمعه. الإعلام الفعال الظرف السوداني أحوج لتقديم المفيد ليبقى السقف السوداني أعلى دائماً وأبداً.. بإعلام جديد.. غير مكبل بالحديد لا يهاب ليلاً أو قيوداًًًًًًًً.. للمدائن للضواحي للحدود إعلام جديد للطفل الوليد.. للآباء للأمهات للجدود. فالدور الإعلامي ومهنيته بلا خروج عن دائرة المفهوم المتحضر لنشر الأدب، والثقافة العامة هي أسلوب التعامل مع الحياة ومحيطها من إنسان وطبيعة وغيرها، وحتى نحقق الخيرية «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».