السودان سقف السودان إيماناً وثقافةً واجتماعاً عالياً والسقف الإعلامي لأي أُمه هو من الدلالات البارزه لتقدم تلك الأمة. قبل عقود من الزمان هنالك مقولة مشهودة تعني قياس المعرفة بالسودان «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والسودان يقرأ» ولأن لنا رسالة هامة في توجهنا لمشروعنا الحضاري والذي يستمد قيمه من نور الإسلام والحضارة الإسلامية لمعاني سامية وأبعاد لا يستطيع أحد قياسها، وذلك بإكرام الله سبحانه وتعالى للإنسان وتفضيله على كثير من خلقه، والإنسان يمكن أن يواكب الحضارة ولكل عصر بالفكر وإذا كان الفكر من منهج إسلامي يكون سلوكاً حضارياً فاضلاً مميزاً عن الشعوب الأخرى، فكلما ارتفع هذا السقف درجة نقيس بها نتاج توجهنا ومجهودنا، ونشاهده واقعاً في التقدم والطهر العام بداية من نظافة الأيدي من الغبار إلى أن لا تتعدى على الحقوق العامة إذا كانت جماعية وحتى حقوق الأفراد. طهر الإيمان في كل شيء، في الأيدي وفي الألسنة فما بالك إذا كانت هذه الألسنة جزء من السقف العام وواجبها أن تكون من الدعامات البارزة لحقوق وتقدم الأمة ، بدور وطني للقضايا الوطنية الأساسية ولكل القضايا التي تهم أمن الدولة وسيادتها للحفاظ على استقرار البلاد وجعل الأمة السودانية متوحدة آمنة. سقف الإعلام هو المعنى لسقف حضارة الأمة وفي بلد تدين بدين أول كلماته التي أرسلت من الله تعالى «إقرأ».. جاء الإسلام بالنور الكامل وشمل هذا النور الأقلام والخطاب السياسي ولغة التواصل للمجتمع من ذكر ذلك، وكانوا كتاباً غير مسلمين منهم المؤرخ الفرنسي رينو فكتب يصف الحالة في أروبا في القرن الرابع والخامس الهجري ، فقال إنها كانت مسرحاً للحروب حين كانت حضارة الإسلام السائدة علماً ومعرفة، والكاتب الأندلسي صاعد له كتاب اسمه حضارة العرب لم يخرج كثيراً عن وصف رينو عن الحضارة ا لإسلامية المتقدمة، ونعرف إن كثيراً من المفكرين وفلاسفة أوربا لجأوا للاتجاه نحو الشرق، فأخذوا كثيراً من علوم المعرفة وكذلك الكثير من الأدب الإعلامي من الإسلام. ويحدثنا تاريخ الإعلام الإسلامي إن اليهود الذين كانوا يقيمون شمال المدينةالمنورة حاولوا بكتابتهم غير الواقعية والكثير منها كان انصرافياً، ليحاربوا الفكر الإسلامي فلم يستطيعوا زحزحة المبدأ لأنه كان مبدأ من القرآن الكريم والسنة المطهرة. فكيف اليوم نحن نتعارك والإعلام مسئولية كبرى أمام الله تعالى بنص القرآن العظيم«وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» والإعلام مسئول عن تقديم المفيد للأمة، فكيف بأوراق سميت بالهرم، والسوداني، وهي وسائط إعلامية تحذو حذواً إنصرافياً عن المسميات فالمسألة ليست أسماء أو شعارات. أكرم الله ذا الفضل الخبير الإعلامي ب. علي شمو الذي قال قولته الفاضلة والفاصلة، فهل لنا أن ننتظر قراراً حازماً وحاسماً، والإنتباهة هامة ونرجو من وزير الثقافة والإعلام أن يراجع كل المنابر الإعلامية لإعلام بناء شامل هادف، فإذا كان الإعلام صنعة وإنتاج فلما لا ننتج المفيد للوجه الإعلامي العام للسودان عبر الوسائط المسموعة والمقرءة والمرئية. نجحت كل وسائط الإعلام الإسلامي ولم تنفد بحورها لأنها كلمات من الله تعالى فكان القرآن العظيم وأحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» والآذان، وخطبة الجمعة، والعيدين، فماذا أضفنا لدعم تلك الوسائط بتقدم الوسائل الآن لنشر الدعوة ونشر ثقافة الإسلام وحضارته، وحتى إذا كانت هنالك كتابات للجميع بإختلاف أيدلوجياتهم وتوجهاتهم ، فهل هنالك ما يبيح في إحدى الوسائط الجماهرية أن تكون المخاطبة ذاتية؟. المبدأ الأمثل للإعلام وغيره لتوجيهات المجتمع هو القرآن العظيم والسنة المحمدية ، والتطبيق هو لما قاله أو فعله أو أقره مثلنا الأعلى الرسول «صلى الله عليه وسلم» فالقرآن منهج تربوي متكامل للمعرفة والمهنية والشئون الاجتماعية فهو مورد عذب حقاً فأي حجة غير ذلك ليس فيها ما يبررها من توجهات أو دلالات مقنعة ، فقد بذل العلماء الجهد الكبير لفهم نصوص القرآن والسنة المتصلة بالقضايا الأساسية للحياة تحت مظلة القرآن والسنة لتحقيق أهداف المسلمين. أما اللغة الجديدة فهي تحول إنصرافي من المهام الأساسية ولكنها تنكشف للمتلقي، فالمتلقي يدرك المعاني وأبعاد ما وراء ذلك. الإعلام الفاعل: الظرف السوداني في حاجة لتقديم المفيد لمجتمع يحتاج ما يناسب ظرفنا وتوجهنا نحو مشروع حضاري متوحدين آمنين متقدمين بوجود الإعلام وتطور الوسائط ليبقى السقف السوداني أعلى دائماً وأبداً. بإعلام جديد.. أقلامه للوطن للطفل الوليد.. للآباء وللأمهات للجدود يحمي المدائن والحدود.. لا يهاب ليلاً أو قيود نوره فكر غير مكبل بالحديد للفقر اللعين للجوعى للعرايا ولكل الصابرين للنحيف البطنو خاوية ودائماً نظيف البيسأل ربه وما سكت من قول يالطيف «وأنا بها وأنا لها سأكون أول مهتدي». ü مستشار