قام الجهاز المركزي للاحصاء باجراء عملية تعداد سكاني ناجحة في العام 2008 وقام ايضاً بما يعرف في علم الاحصاء باسقاطات للارقام في العام 2008 الى توقعات منطقية للارقام في العام 2009 وهذا الاسقاط (Projection) اعتمد على معدل نمو منذ العام 1955 حتى 2008 وكان يتراوح ما بين 2% الى 3% في العام اي متوسط حوالي 2.8% في العام. قياساً على ذلك واعتماداً لمعدل نمو سنوي 2.8% مع الاخذ في الاعتبار عوامل الحروب والنزوح المستمرة منذ العام 2008 حتى العام 2013 توصلنا الى الارقام المهمة التالية عن الموقف السكاني في السودان وجنوب السودان موزعة على اقاليم السودان الست القديمة كما يلي: - تعداد السكان في السودان عام 2013 يساوي 35 مليون وكان 2009 حوالي 32 مليون. - تعداد السكان في جنوب السودان عام 2013 يساوي 9 مليون وكان 2009 8 مليون. - سكان اقليم دارفور في 2013 يساوي 8 مليون اي 32% من سكان السودان 19% منهم حضر و59% ريف و22% رحل. - سكان اقليم كردفان في 2013 يساوي 5 مليون اي 14% من سكان السودان 22% منهم حضر و66% ريف و12% رحل. - سكان الاقليم الاوسط في 2013 يساوي 7 مليون اي 20% من سكان السودان المقصود من الاقليم الاوسط الولايات الحالية الجزير، النيل الابيض، وسنار 24% منه حضر و74% ريف و2% رحل. - الاقليم الشرقي ويضم ولايات النيل الازرق، القضارف، كسلا والبحر الاحمر واجمالي تعداد سكانه عام 2013 حوالي 6 مليون اي 17% من سكان السودان منهم 30% حضر و62% ريف و8% رحل. - الاقليم الشمالي ولاياتي نهر النيل والشمالية وعدد سكان الاقليم 2 مليون اي 6% من سكان السودان منهم 23% حضر و75% ريف و2% رحل. - اقليمالخرطوم وسكانه في العام 2013 يساوي 7 مليون اي 20% من سكان السودان منهم 81% حضر و19% ريف وحضر رحل. - دولة جنوب السودان سكانها في عام 2013 حوالي 9 مليون حوالي 26% من سكان السودان «سكان اقليم دارفور 23% من سكان السودان» من سكان دولة الجنوب التسعة مليون فقط 17% حضر و83% ريف ولا يوجد لديهم رحل. - من الارقام الاحصائية المهمة ان نسبة عدد الذكور في السودان تبلغ 51% ونسبة الاناث 49% - ومن الارقام الاحصائية المهمة جداً ان نسبة الشباب من الجنسين في الاعمار من 15 عاماً حتى 45 عاماً تبلغ 60% بتعداد حوالي 21% مليون وفوق 45 عاماً حتى 90 عاماً حوالي 4 مليون اي 11% فقط من السكان والباقي حوالي 10 مليون حوالي 29% للاطفال حتى سن 15 عام. تحليل الاحصاء: - واضح من هذا التوزيع السكاني ان سكان دارفور يقارب تعدادهم تعداد سكان دولة جنوب السودان «8 مليون دارفور و9 مليون جنوب السودان» واذا تمت اضافة عدد العاملين في الخرطوم والاقاليم الاخرى من رجال اعمال، قوات نظامية وعمال زراعة فإن العدد سيفوق عدد مواطني دولة الجنوب ويفوق عدد سكان او مواطني اي اقليم في السودان وان عدد سكان الحضر في اقليم دارفور يقارب العشرين بالمائة مقارنة باربعة وعشرين في المائة في الاقليم الاوسط واذا اضفنا لهم مواطني دارفور في الخرطوم وهم حضر في الخرطوم التي تبلغ فيها نسبة السكان الحضر 81% فإن نسبة مواطني دارفور الحضر سوف تبلغ 39% وهي نسبة عالية. اضافة الى ان باقليم دارفور اعلى نسبة سكان رحل في السودان «رعاة» اذ تبلغ 22% من سكانها وان باقليم دارفور ثروات معدنية باطن الارض هائلة ومتداخلة في ولاياته الزائدة والمتزايدة الامر الذي يضيف عاملاً ا خر للتوتر خلاف النزاع التاريخي بين الرعاة والمستوطنين وهو السبب الرئيسي في الصراع اليوم والذي بدأ في العام 2003 وما حادث مناجم الذهب الاخيرة في شمال دارفور الا تأكيداً لاضافة عنصراً جديداً للازمة كل هذه الحقائق تنادي بضرورة اعادة دارفور الى اقليم واحد تحت ادارة واحدة والغاء الولايات الحالية واستبدالها بأجهزة حكم محلي بقيادة محافظ وادارة اهلية قوية مقننة حتى تتكامل الجهود وتضع الحرب اوزارها وتنتهي الصراعات القبلية وتنتهي ثقافة انصر اخاك ظالماً او مظلوماً. لا امل في انهاء صراع دارفور الدامي المدمر الا بالاستماع الى مطالب الاغلبية المؤثرة على الارض والمطالبة باقليم واحد لدارفور خاصة وان دارفور انضمت الى السودان كوحدة جغرافية متكاملة في العام 1916.. جنوب السودان الذي انفصل واصبح دولة اقدم واعرف من دارفور كجزء من السودان الواحد. دارفور ومواطنوها مختلفون عن الجنوب ومواطني الجنوب. لم يطالب احد حتى اليوم بانفصال.. قبائلهم اكثر القبائل انصهاراً وتواجداً ومساهمة في السودان في شتى مناحي الحياة فيه. رجالهم الاكثر تعليماً وانفتاحاً على السودان والعالم الخارجي كلهم مسلمون مسالمون وفيهم رجال اعمال ناجحون ومبادرون في اعمال الخير.. كلهم وحسب ثقافتهم وبكل قبائلهم طيبون لم يسمع عنهم احد في السودان سوءاً من قبل ويكفي ان من امثلتهم البليغة «دنيا دبنقة دردقي بشيش» والدبنقا هي اناء الفخار وهذا يعني التعامل بالموضوعية والسعي للمصالح ومن امثلتهم «ام جركم ما بتاكل خريفين» وام جركم هي نوع من الجراد الصحراوي الذي يتبدل كل خريف وهذا يعني التداول السلمي للسلطة. والمثل الثالث العميق «المي حار ما بلعب قعوي» يعني الماء الحار ليس، بيئة مناسبة لتواجد الضفادع، وهذا يعني في لغة العسكرية تقدير موقف قبل ارتكاب حماقة غير محسوبة العواقب او بمعنى اخر الانحناء للعاصفة والابتعاد عن المواجهة، اذا لزم الامر. اقول قولي هذا وانا لم اشترف بان اكون من مواطني دارفور، انا بديري دهمشي من تنقسي الجزيرة في الشمالية. والله الموفق