أبدت الأستاذة فاطمة محجوب كرار.. قبل أيام أعجابها بإمراة زجرت بنات شقيقتها وضربتهم بالمكنسة لأنها ضبطتهم يتلصصون على مشكلة عند الجيران بين رجل وزوجته فمارسوا عادة التصنت خاصة (والشمار) تقيل هذا سلوك إيجابى جداً ولكنه فردى ولايحل المشكلة و إن كان ينقى الأسرة من الشوائب.. إن التصنت والتلصص.. أصبح ثقافة عند بعض البيئات بل حسب ملاحظاتى إن بعض أولياء الأمور يشجعون الأطفال عليه كأن تقول امرأة متفاخرة (حمودى) رخى أضانو وجاب لى الشمار بى ضبانتو.. أو (نهوية) كانت حاضرة وسمعت كل حاجة وجابت الكلام حار حار.. ذلك يشجع الأطفال على التلصص.. خاصة ونحن نستمع إليه فى لهفة وربما إعجاب.. يتناسى الأباء والأمهات أنهم بذلك يتعهدون خصلة سالبة بالرعاية.. وسيكونون أول ضحاياها.. فينقل أسرار البيت إلى الغرباء فنصبح مكشوفين حال دون أن نعرف الأسباب.. مايؤكد ثقافة التلصص إننا بحسن نية.. إذا طرقنا الباب وطالت وقفتنا.. عادى.. ننظر من ثقب الباب لنعرف.. فى زول ولا مافى.. لكننا نكشف أسراراً.. فالمواطن فى خلوته داخل بيته يمارس حريته على مصراعيها.. وقد نشاهد ما لاينبغى أن نطلع عليه.. ظاهرة الموبايل جعلت التلصص.. يجيئك فى محلك.. كأن تكون ضمن ركاب حافلة فيرن موبايل أحدهم فيتحدث بصوت عالٍ.. تعرف منه إن بت خالته علوية طلقوها وهى تستحق لأنها (فقريه).. وإن إبن عمه عادل ما لاقى حق السمايه.. وهو الجابرو على الولادة شنو كان مابقدر عليها.. ونستمع إلى أخبار خاصة جداً.. وتتأمل المتحدث فتجد إنه تطوع وكشف حاله.. مرة فى حافلة كان شاب يتحدث مع آخر.. وبصوت عالٍ أوضح له إنه لا يريد أن يتزوج إبنة خاله.. وإن خاله يريد أن يجبره على الزواج من بنته.. لأن خطابها كثروا.. هذا ملخص الحكاية.. عندما أنهى المكالمة دخلت معه فى حوار.. (ياخى طالما خالك دايرك لى بتو.. ماتغطى قدحك وتتزوجا).. وسرعان ما شارك معظم الركاب فى الحوار وأصبحت ندوة عن مشكلته وأستمر كشف الحال فى سؤاله عن إبنة خاله هل هى جميلة.. أخلاقا كيف؟ متعلمه ولا ما متعلمه؟ عمرها كم..؟ وأستمرت الحكاية.. فى عمارة يسكنها عدد من الأُسر.. شكا لى أحد السكان من أن جارهم يمارس هواية غريبة.. فكم مرة ضبطه يفتش فى أكياس القمامة التى يضعها السكان لعربة النفايات أمام شققهم.. وسألنى الزول دا يكون داير شنو؟.. قلت له ربما هو رجل فضولى.. وتفتيشه للأكياس يجعله يعرف ماذا أكلوا من بقايا الطعام؟.. وبماذا يمرضون من قنانى وصناديق الأدوية التى يرمونها.. ومن تبلع حبوب تحديد النسل.. ومن يتعاطى الحبة الزرقاء.. بل قد يتعرف على الصحف التى يفضلها الساكن.. سألنى بعد ذلك وماذا يستفيد؟ قلت له هذا يتوقف على شخصيته وسلوكه!! إذن فصرخة الأستاذة فاطمة فى محلها تماماً.. ولكنها ثقافة التلصص والتصنت وربما تكون عادة رذيله فقط.. تبناها رجل لم يقتله الفضول الذى قتل القطة!