حوار: أميمة عبدالوهاب- فاطمة أحمدون: كعادته وحنكته السياسية وردوده الدبلوماسية لم يجب رئيس الوزراء السابق وإمام الأنصار وزعيم الحزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي على سؤالنا عما إذا كان دكتور كامل ادريس قد نجح في إزالة الجفوة بينه وبين حزب المؤتمر الشعبي بلا أو نعم، اكتفى بالقول.. هناك عوامل تاريخية تسببت في كثير من الجفاء، ولكن يجب ألا يرهن الناس المستقبل والحاضر للماضي، وألا يجعلوه يتحكم في تصرفاتهم... المهدي أبدى تفاؤلاً وأملاً كبيراً في المعارضة، ناصحاً المؤتمر الوطني ألاّ يصرف جل اهتمامه في إهانتها والسخرية بها والضحك عليها، وعليه الالتفات إلى التحديات التي تواجهه من داخله وجعلته يتساقط.. ما دار في لقائكم بالدكتور حسن الترابي من نقاش لم يخرج كله المعلن هل يمكن أن نطلع على مزيد من التفاصيل؟ - ما كل التفاصيل استطيع أن أقولها، ولكن أنتم تعلمون إن هناك إطاراً يعمل فيه كامل ادريس، وهو يرى أن الظروف الحالية مواتية إلى أن يتفق الناس على خروج آمن للبلاد من المواجهات الموجودة حالياً، وهو الآن يتصل بكل القوى السياسية في إطار إيجاد معادلة متوافق عليها من كل الناس توجد مخرجاً للبلاد مما يهددها، بإيجاد سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، وهو في مساعيه تلك يتصل بالقوى السياسية، وهو رأى هناك جفوة سياسية بيننا وبين المؤتمر الشعبي، لذا كانت مهمته إزالتها، ولذا رتب لهذا اللقاء في هذا الإطار، ولكن الإطار أوسع من العلاقة، والإطار الذي يسعى لحل المشكلة فيه هو توحيد الصف الوطني كله، ليحقق مخرجاً للبلاد. ü ولكن عدم إعلان ذلك اللقاء فتح ثغرات للتكهنات، وكأنما مؤامرة تحاك في الخفاء ضد بقية عناصر المعارضة؟ - ليس هناك أي نوع من التآمر، بالعكس الفكرة كانت أن يلتقي كل الناس ولكنه حس بوجود جفوة بين الأمة والشعبي، وإذا في «صامولة معصلجة» «بتزيتها»، فهو مشى في إزالة هذه الجفوة، ونحن نقول دائماً لا المخارج الحزبية ولا الثنائية بتفيد البلد،ولا كافية لاخراجه، ولابد من اللقاء القومي. ü مقاطعة.. وهل استطاع إزالة هذه الجفوة بينكم وبين الشعبي؟ - هناك عوامل تاريخية تسببت في كثير من الجفاء، ولكن يجب أن لا يرهن الناس المستقبل والحاضر للماضي، وأن لا يجعلوه يتحكم في تصرفاتهم. ü وماذا بشأن اختلاف وجهات النظر بينكم وبين الشعبي حول الدستور الانتقالي ونظام الحكم بين رئاسي ورئاسة وزراء؟. كلها أشياء تحت البحث، وليس الثنائي لكن المهم الدخول في هذه الحوارات بذهن مفتوح، بهدف الوصول لشيء قابل للاجماع القومي. ü وهيكلة قوى الاجماع الوطني، ولم كان النفي بتداولها في لقاءكم شيخ حسن الترابي وهي اصلاً من الموضوعات المدرجة في أجندة الاجماع؟ - نحن اتفقنا على مناقشة هذه القضايا الخلافية، ولكن لم نناقشها فيما يتعلق بموضوع الهيكلة، نحن حزب الأمة من عام ونصف طرح فكرة محددة بضرورة الهيكلة، لأنه الآن قوى الاجماع ليست لها وجود في الساحة ووجودها فوقي، ولابد أن يكون لها وجود قاعدي حتى يكون لها فاعلية، وكنا قد وضعنا تصور للهيكل الجديد، ونعتقد أنه في المستقبل القريب سيبحث هذه القضايا، نحن لم نطرح فكرة الهيكلة الجديدة فقط وإنما التسمية الجديدة، و قلنا كلمة اجماع لا تعكس الحقيقة، لأن هناك خلافاً، لذا قلنا يجب أن يسمى هذا التكوين المشترك بوظيفته.. ووظيفته يمكن أن تكون استرداداً للديمقراطية أو قوى النظام الجديد أو قوى المطالبة بالنظام الجديد، ويمكن أن تتخذ التسمية شكلاً آخر ينطبق بصورة حقيقية على وظيفة التجمع، وما تكون حاجة الناس يمكن أن يطعن فيها الناس يعني اجماع. ü نتوقع حدوث تحالف جديد بين الأمة والشعبي؟ - الفكرة هي أن نتفق على شيء يتفق عليه الجميع، ونحن ساعون لمناقشة كل القضايا بهدف برنامج كامل متفق عليه، بالاتفاق مع القوى الحاملة للسلاح، لأنها صارت جزءاً من الأجندة الوطنية، وأيضاً لابد من تحديد الموقف من التيارات داخل النظام الحاكم، التي تتطلع للتغيير، وأصبحت عاملاً جديداً لابد من التعامل معه، وأيضاً التعامل مع الأسرة الدولية، وتحديد ماذا نريد منها، كل هذه القضايا حددناها في كتيب اسميناه «مشروع الخلاص الوطني»، لكن التفكير في هذه القضايا غير متفق عليه الآن، ولكن هناك وسائل مختلفة مطروحة في الساحة سوف تناقش كلها حتى يتفق الناس على ما يوحد الكلمة، لأن الفكرة الأساسية- أي الكلام عن تغيير للنظام- لابد أن يحدد ما هي معالم النظام الجديد، الشيء الآخر ما هي الوسائل لتحقيق ذلك، وإذا لم يتم الاتفاق على كل ذلك ستصبح هناك فراغات، مثل الدول التي حدث فيها تغيير دون أن يكون هناك اتفاق، وذلك يخلق فراغاً يؤدي إلى درجة عالية جداً من الفوضى.. والسودان لا يحتمل اي نوع من الفراغ، لأن به الآن «6» جبهات قتال، وعدد كبير من الذين لديهم مرارات، وحاملو أسلحة، وتكوينات ومليشيات.. السودان الآن محتقن، وكأنه برميل بارود،، ومن الخطأ جداً في هذه الظروف عمل قفزات في الظلام، لابد أن يذهب الناس بخطى واضحة المعالم، فيما يتعلق بالبديل الجديد المنشود. ü قادة المعارضة يقرون بضعفها وعدم توحيدها وفشلت في تحريك الشارع حتى الآن؟ - أنا رأيي أن التغيير يمكن أن يحدث كثيراً كما في تونس ومصر لم يكن هناك معارضة منظمة، عندما أصبحت الظروف مواتية حدث التغيير.. التغيير يمكن أن يأتي لأن هناك اخفاقاً واضحاً في النظام، والنظام يمكن أن يسقط من ثقله ومن ثقل اخطائه.. والكلام عن أن المعارضة غير منظمة لأنها ضعيفة، غير صحيح، وفي مرات كثيرة جداً إذا ارتكب النظام كثيراً من الأخطاء يسقط باخطائه، وكما قيل في الشعر لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه، وممكن جداً شخص يموت ليس لأنه قتله إنسان آخر، ولكن قتلته أمراضه الذاتية، وهذا حدث لبلدان مختلفة، لكن نحن نعتقد أن النظام لم يسقط، وصحيح لديه الامكانات ولكنه يتساقط، والدليل على ذلك ليس المعارضة الحزبية ولكن الجبهات القتالية التي تؤدي إلى الاستنزاف وتعتبر استنزافية ،وحتى ولو لم تحقق شيئاً، والحركات المطلبية تمثل جزءاً واسعاً جداً، وستمثل وجهاً من أوجه الحصار للنظام، والآن ولأول مرة تكون هناك أصوات قوية من داخله، تردد صدى ما تقوله المعارضة، وضرورة الإصلاح الجذري، ، هذا ما عاد كلاماً مكتوماً، وإنما أصبح مطالبات ومواقف ومحاولات انقلابية، وما عاد الموقف داخل القوات المسلحة هو الصمت أو الانحياز للنظام.. حيث هناك وجود رافض للسياسات الموجودة حالياً، الموضوع الآخر الآن هو الحديث عن الفساد، وهذا يمثل جبهة كبيرة جداً تنخر في عظم النظام، والحديث عن تكوين آلية إبراء ذمة وغيره «ابراء ذمة بعدما خربت مالطا»، وبعد ما حدث الذي حدث.. وهذا لن يعالج المشكلة بل يقوي نبرة الهجوم على مفاسد النظام، أيضاً موضوع الأسرة الدولية، النظام، الآن عندما يذهب مسؤول منه إلى أي مكان، يتداول حديثاً عن أنه يتم القبض عليه، لأن هناك تعديات على حقوق الإنسان، وكثير من البلدان في قانونها أن مرتكبي التعديات على حقوق الإنسان يمكن أن يتم القبض عليهم إذا زاروها، وعندما يذهبون إلى بلد يجدوا أنفسهم محاصرين وأخبارهم مكتومة وهناك شلل في التحرك الدولي، وعدد من الدول الافريقية تقول إن المسؤولين السودانيين إذا زاروها يمكن أن تتصرف معهم المحاكم كما ما حدث في كينيا، ودول أخرى تقول يمكن أن تتصرف معهم الحكومة كما حدث في ملاوي وهناك «33» دولة افريقية أعضاء في المحكمة الجنائية، ويترتب على ذلك أن تتصرف ضد اي قيادة سودانية، أيضاً الاتحاد الأروبي لديه تعامل تنموي مع الدول الافريقية والكاريبية، وهم إذا لم يوقع البلد على اتفاقية الكوتينو لا يمكن أن يدخل معه في تعاون تنموي. السودان يحتاج لمطالب من الأسرة الدولية مثلاً.. إعفاء ديونه، ودعم التعاون التنموي، ورفع العقوبات، وهذه كلها لا يستطيع السودان بوضعه الحالي أن يصنع فيها شيئاً، لأنه ليس الشريك المقبول لدى المجتمع الدولي، هذه كلها من العوامل التي تدخل في المعارضة، صحيح غير منظمة، غير موحدة، لكنها تؤثر في وضع وشرعية واستقرار النظام.. لذا نحن نقول إن النظام بدلاً أن يرى ثلاثة أو أربعة أحزاب ليس لديها حيل، ويسخر منها ويضحك عليها ويبالغ في هذه المسألة، ويبرز ذلك فقط من جوانب المعارضة، ويعتقد أن ما تقوم به مجرد لدغة عقرب، لكن عليه أن يعلم أن هناك ثعابين وسباع و«مرافعين» موجودة في الساحة، وبدلاً من أن يفكر فيما هو موجود في الساحة من أفاعي وذئاب معادية تهدده، يصرف وقته في أنه يستطيع أن «يعفص» هذه العقرب ويقتلها، ويصور لنفسه أن هذه العقرب موجودة تحت أقدامه، وأيضاً بدلاً من أن يصرف الزمن في الإهانة والاساءة للمعارضة في شكل واحد من أشكالها تاركاً البقية حتى هذا الشكل الواحد يوجد غيره، لذا نقول لهم «شوفو الصورة»،« اقرأوا الواقع كله» جيداً، لذا نحن ننصح بضرورة إن يقوموا بعمل استباقي قبل أن تخرب الأمور، كما قلنا في مشروع الخلاص الوطني، وما حدث في جنوب افريقيا وكان ديكلارك الحاكم في ذلك الوقت رأى من الأفضل أن يستبق الأمور، لذا عمل اتفاق الكوديسا، وحدث في شيلي لذا نحن نقول لهم أفضل لكم ذلك، وليس نظريتهم بيدي لا بيد عمر.. وإذا كان هناك وطنية سيقومون باجراء من هذا النوع، لكن للأسف هم كل همهم حتى الآن المعارضة ضعيفة وعجزت عن إخراج الناس للشارع، والحقيقة بتاعة الشارع دي كون لم يخرج حتى الآن يعزى لعناصر كثيرة، الآن في السودان الناس عايزة تخرج- هذه حقيقة- لكن النظام ماشي في خط «البيخرج بنقتله» والناس ليست راضية بل ورافضة، ولكن هذه القسوة في المعاملة كما حدث مع الطلبة في جامعة الجزيرة والخرطوم، وهذا لا ينهي الضغط عليه وسيستمر، وصحيح بطشوا بالطلبة ولكن لن يكون اقوى من بطش حسني مبارك في مصر، والضمان الوحيد لهم هو اتفاق أو إصلاح سياسي، غير ذلك أراهم يطمئنون ويمنون أنفسهم بأن المعارضة لا تستطيع اخراج الناس للشارع.. ثم أنه عندما تأتي الظروف المواتية الناس سوف تطلع الشارع بدون تنظيم كما ما حدث في مصر وتونس، وعندما ينكسر حاجز الخوف سيحدث ويخرجون، ولذلك الحديث وتحليل الأمور من النظام بالطريقة الحالية «لو لبسنا الدلقان يانا أولاد السلطان» واطمئنانهم أن المعارضة في هذا الوضع أقول لهم ليس هناك ما يطمئن.. ومن الأشياء التي لم أذكرها أيضاً الموقف الاقتصادي، كثير جداً من النظم وجدت نفسها مهزومة أمام الموقف الاقتصادي، والموقف الاقتصادي كل يوم جاي بصفعة جديدة، الأسعار صارت مستحيلة، والمرتب للفرد أصبح لا يكفي ثلاثة أو أربعة أيام من الشهر، وبعدين يدخل في الدين وفي مشاكل كثيرة، والمسألة الاقتصادية جزء لا يتجزأ من المعارضة، وذلك بعدم رضا المواطن المستهلك والموظف والعامل، وهذه كلها يجب ان توضع في الحسبان عشان الإنسان العاقل يتجنب المصير المأساوي. ü مسؤولون اوروبيون يطالبون المعارضة بالدخول في حوار مع النظام، هل ذلك مؤشر إذا حدثت المقاومة السلمية للنظام سوف لن يتم تدخل سريع من المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة وإنقاذ المواطنين، مما يعني أن المقاومة ستمتد لسنين، والمسألة لن تنتهي في أيام وأشهر؟ - حكاية أنه يكون هناك حوار مع النظام من حيث المبدأ على الاقل نحن في حزب الأمة نوافق على ذلك، وأنا على طول الخط بقدم محاضرات وأناقش مع شبابهم كتباً، كما حدث في كتابي «أيها الجيل» هذا جزء من الحوار، وأيضاً التنظيم السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم طلب مني بواسطة نزار خالد أن أقدم لهم محاضرة حول الحريات في الإسلام وقد كان.. وطلبوا مني مناقشة كتاب د. مصطفى عثمان اسماعيل «الربيع العربي ثورات لم تكتمل» وقد كان.. وطلبوا مني حضور ورشة تيسير الزواج وقد كان،، كذلك الحديث فيما يتعلق بمسألة البعد السياسي في التعددية الدينية والثقافية في ولاية الخرطوم، وكذلك شاركت في مواضيع بالمركز السوداني للخدمات الصحفية ووافقت وأنا دائماً بطرح من خلال النقاش الأسس التي يمكن أن نتفق عليها، وبننتقد السياسات الحالية أيضاً بشكل أساسي، وأنا عتبرها فرصاً جيدة للتحاور والنقاش، ونحن كحزب حيثما دعينا ندخل في حوارات، كانوا قد أرسلوا لنا وفداً برئاسة المشير سوار الذهب لمعرفة أسباب عدم استجابتنا لدعوة الرئيس، نحن والقوى السياسية للتحاور حول الدستور.. المبدأ موجود لدينا، ولكن نعتقد هناك أسس إذا هم يريدون حضورنا لابد أن يضعوها في الحسبان، أولاً الجهة التي تدعو للحديث عن الدستور يجب أن تكون مستقلة وليست حزباً سياسياً.. لابد من توفر الحريات لأنه ما ممكن نقول كلام بالنهار يقبضونا بالليل، ضروري جداً أن يكون ذلك الضمان موجود، أيضاً لأن من إعطاء أولوية للحروب الموجودة حالياً بحلها، ومن الأسس التي تدخل في حلها يجب أن تكون متضمنة في الدستور، وما معنى أن تصنع دستوراً ولديك «6» جبهات حرب نشطة، ونحن بنعتقد انهم الآن يذهبون في عملية السلام بذات الاتيام التي خلقت المشاكل، لأنه نحن بنعتقد أن اتفاقية السلام بها فجوات كثيرة جداً، ومنذ أن تمت الاتفاقية في يناير 2005 نحن في يوليو من ذات العام قلنا هذه الاتفاقية سوف لن تحقق وحدة، وستعمل على أن يكون الانفصال جاذباً وليست الوحدة، ولن نحقق تحولاً ديموقراطياً.. ولن تحقق سلاماً لأنها تركت بعض النقاط في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق معلقة، وقد كان.. ونحن قلنا «إذا ما الجرح رم على فساد تبين فيه تقصير الطبيب»، فهناك تقصير أساسي، ايضاً في كل الأشياء هناك تقصير، لذا قلنا لابد أن يكون الفريق المفاوض قومياً وليس حزبياً حتى يراعي الاحاطة بالموضوع، ونحن بنتفكر انه في اولويات وهي لا يمكن أن تعمل اتفاقية أمنية مع الجنوب قبل أن تحل مشكلة جنوب كردفان والنيل الازرق، وبعدها تطالب الجنوب يؤيد الحل ويرفع يده كيف؟، والجنوب كان جزءاً من بروتكولات قائمة حتى الآن لم تنفذ، والأولوية الصحيحة هي للحل.. نعم نحن نطالب بعلاقة خاصة مع الجنوب والسلام معه، ومن أولويات ذلك تكملة ما تبقى من اتفاقية السلام، والاجزاء الناقصة منها برتكولات النيل الازرق وجنوب كردفان، ولكن هم ماشين بطريقة تضع العربة أمام الحصان ومافي عربة بتجر حصان الحصان هو البيجرها. ü لماذا يصر المؤتمر الوطني على عدم اكمال هذين البروتكولين ولماذا يتباطأ في اكمال الاتفاقية لانهاء هذا الملف؟ - أنا لا أدري ما الحكمة في ذلك ولكن في تقديري هذا فهم الصقور، لأنه عندما ذهب د. نافع وعمل اتفاقية جاءت الصقور ودقوا الطبول لا..لا .. ونطوا منها لماذا؟ لأنهم افتكروا في رأيي نتفق مع الجنوب برفع يده من هؤلاء ثم ينعزلوا ويصبح لا سند لهم وبالتالي نقدر ندقهم، وتحاصرهم وتهزمهم، ونحن نفتكر هذا الموضوع ليس به حل عسكري حتى لو االجنوب رفع يده الناس ديل يلقوا ليهم سند آخر، والعالم مليء بالذين يسعون للتدخل في شؤون إنسان السودان، وهذه القضية منصوص عليها في بروتكولات، وسيجدوا جهة ما تدعم موقفهم وهي القرار 2046 وهي جهة دولية، أنا متأكد أن قيادة الجنوب عايزة تتفق لأنها لديها مشكلة البترول، وهناك ضغوط، ولكن حتى لو عايزين اتفاق يتم لن يرفعوا يدهم ما لم يكن هناك حل سياسي، لأنهم لن يحل ذلك إلا بوجود اتفاقية سلام تعالج وتنفذ بروتكول النيل الأزرق، وقبول كردفان ما لم يحدث ذلك، أنت ستكون ماضي في الاتجاه الخطأ ونحن رأينا في ذلك واضح، أولاً اولوية قصوى اكمال اتفاق حل هاتين المشكلتين تحت الخط الأحمر في إطار وحدة السودان وما عداه قابل للنقاش.