ودلفت الأسبوع المنصرم على أخي الرزين الدكتور (الفاتح تاج السر) وزير الإرشاد والأوقاف في وزارته بمنعطف (الستين) شرق مطار الخرطوم العالمي.. وهو قادم اليها من شاطئ النيل لتوه إذ كان وزيراً للشباب والرياضة الاتحادية ونحن نحي بعضاً رسمياً بتحية الكشاف القومية.. وبعد أن تفاكرنا في شيء من الهم الوطني.. ذكر لي أنه سيغادر إلى خارج السودان أواخر هذا الاسبوع لكنه حريصاً على أن أشهد معه مهرجان الذكر والذاكرين بالسبت: 16/2/2013م على ضفاف النيل.. فهنئت بذلك إذ على رأس هذا المجلس القومي للذكر والذاكرين إبن لحمتي العالمي (الصافي جعفر الصافي) الذي له مواقف ومنابر وجاذبية.. ولا أنسى أنه حلق بنا يوماً ونحن بالمدينة المنورة.. على ساكنها الصلاة والسلام.. فتعلقت بحديثه القلوب والأرواح !!أي ا لصافي- فإذن قدمنا (للأسكلا) على النيل قبالة متحف السودان القومي.. وهذا يعطي دلالة الإبتدار والإبتكار وأن الذكر هو الذي تطمئن به القلوب والأنفس والذاكرين يقولون نحن موعودون من ربنا الأعلى الذي قال (.. أذكروني أذكركم..) .. والصافي جعفر عنده الكبسولة الدولية (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) فوجدنا أن هناك بهذه (الأسكلا) وهي منتزه ومشهد سياحي فوق الماء.. وجدنا (ستة) مشاهد (أولها) القوم يذكرون الله وقوفاً وتضرعاً بكل قاماتهم ومشائخهم وشبابهم و (ثانيها) تحلقات الصبية والشباب وعلى أيديهم المصاحف والألواح بها الآيات المحكمات.. يقرأون ويرتلون القرآن جميعاً.. و (ثالثها) آخرين حول النيران المتقدة وعليها القدور والمواعين الباسطة يطبخون العصائد والموائد لأهل المسيد والمادحين والقادمين كأننا هناك بخلاوي ود الفادني بالجزيرة حين تتخطى أنت منزلة ومقر القابعين القادمين من الخرطوم ومدن السودان في عطلاتهم ليحفظوا شيئاً من القرآن بصوالين ود الفادني.. ولكنك تخطيتهم إلى أفواج الحيران والتلاميذ بألواحهم يرتلون ويحبرون القرآن تحبيراً.. فاليوم أولئك هنا (بالأسكلا) و رابعها الأبسط والفرش الممتدة استعداداً للنوافل والصلوات.. وخامسها معرض التراث الزاكي والكتاب والقامات الصَّوفية.. وما أروع تلك المعروضات.. وسادسها القاعة المزينة بأطقم التجليس والخلفية التي تقول مهرجان الذكر والقدوم المبارك الأول تحت تشريف ورعاية مساعد رئيس الجمهورية جعفر الميرغني وذلك يعني احتفاء المجلس القومي للذكر والذاكرين بمولد رسول الهدى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم الإثنين 12 ربيع الأول عام الفيل (22) أبريل 571م بمكة المكرمة.. منتصف أرض الدنيا.. وجلى للمشاهدين والحاضر أن المهندس الصافي جعفر الصافي الأمين العام لهذا المجلس.. أحدث نقلة مكانية وترويحية.. وسعدت الحلقات والجموع المزدهرة النشطة المبتهجة من كافة خلاوي الوطن المتاحة.. و الطرق والذاكرين فرحوا أن يكون بينهم الإخوة الوزراء د. الفاتح تاج السر وزير الارشاد والأوقاف والأستاذ صديق محمد التوم وزير الشباب والرياضة والعارف محمد مصطفى الياقوتي وزير الدولة بالإرشاد والأوقاف.. ورفيقي وأخي في بعثات الحجيج (المرزوق) معتمد الرئاسة بحكومة الجزيرة وأن يكون من بينهم الملحقان الثقافيان لجمهورية إيران الإسلامية وكذلك ممثل جمهورية مصر الشقيقة.. ثم أعتلى المنبر المهندس: الصافي جعفر وساح بهم بورقته عن القدوم المبارك الأول.. وهو يشير إلى أن حليمة السعدية مربية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قد قالت (فلم نزل نتعرف من الله الزيادة منذ قدومه علينا).. وطوف الصافي بنا كثيراً باسلوب جاذب ممتع وحقائق مفرحة لطيفة.. وأثبت أمام الناس أن الله تعالى قد قال: (إن الدِّين عند الله الإسلام) فإذن الإسلام هو دين البشرية كلها منذ أن وجدت.. وإن اختلفت مسميات الرِّسالات.. وأن الله قد أخذ عهداً وميثاقاً على جميع الأنبياء.. أن يكونوا مسلمين.. فقال سبحانه في (آل عمران) (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وأسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يتبغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وهكذا أورد المهندس الصافي ثم أعطينا نحن المداخلات والتعقيب.. فكان منبراً لاتنتابه ا لرتابة ولا الملل.. وكل الساحات والمنابر جواً وأرضاً وبحراً ومخصصات ومقصورات كلها هي ساحة منبراً تحت قوله تعالى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ومن يؤت الحكمة يا صافي فقد أوتى خيراً كثيرًا.. والله أكبر.