تحدٍ جديد يواجه هيئة السكة الحديد بالسودان للعودة لسابق عهدها بثوب جديد في ظل الحصار الاقتصادي والاستهداف الغربي للبنيات التحتية، لكن إدارة الهيئة التي تعتبر من أطول الشبكات الحديدية في أفريقيا، ويبلغ طول خطوطها (5800) كلم خطوط رئيسية، وهي من الشبكات ذات الخط المفرد باتساع ثلاثة قدم وستة بوصات، أعلنت تمردها المعلن على الحصار بإنفاذ إستراتيجية واضحة لإعادة تأهيل الهيئة تمر عبر ثلاث مراحل (إسعافية - انتعاشية - توسعية) غير آبهة بالاستهداف الغربي، ناظرة للأهمية والدور الذي ظلت تقدمه السكة الحديد لاقتصاد البلاد منذ بداية إنشاء خطوطها في العام 1897م مع بداية الاحتلال الإنجليزي واكتمل معظمها قبل العام 1930م، وزعت إداراتها على خمسة أقاليم هي الإقليم الشمالي وعاصمته عطبرة والشرقي وعاصمته بورتسودان والأوسط وعاصمته الخرطوم والجنوب وعاصمته كوستي، الغربي وعاصمته بابنوسة.. بدأت إدارتها بتنفيذ خطط التأهيل من خلال عدة مسارات اكتمل بعضها ومازال العمل جارٍ في الأخرى ليتم توقيع عدد من العقودات في مختلف المجالات، وصولاً للمرحلة الثالثة من الخطة وهي التوسعية، وفي ذلك دشن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية برئاسة الإقليم الشمالي عطبرة أمس الأول الأربعاء تأهيل خط السكة حديد عطبرة - بورتسودان بتكلفة (369) مليون دولار وبدء تشغيل القاطرات الألمانية بتكلفة (540.000) يورو، شمل الأخير تأهيل (6) وابورات ثقيلة و(2) خفيفة تأهيلاً كاملاً بنسبة 95% قامت بها (BREFC) بهدف دعم القوة الساحبة لهيئة السكة الحديد، فيما اشتمل تأهيل الخط بين مدينتي عطبرةوبورتسودان تأهيل الخط الحديدي بين المدينتين بطول (205) كيلو متر شمل تغيير القضيب الفلنكة وتأسيس التربة وصيانة الكباري وتأهيل وصيانة المحطات بتكلفة (369) مليون دولار منها (663) مليون مكوّن محلي (196) مليون دولار مكون أجنبي نفذتها شركة نويلز لصناعة السكة الحديد، وخلال مخاطبته لحفل الافتتاح أرسل البشير رسائل عدة للغرب وأمريكا على وجه الخصوص لأنها التي تقف وراء الحصار الاقتصادي الجائر وغير المنطقي واللاأخلاقي على السودان بجانب استهداف البنيات التحتية، مؤكداً أن السودان ماضٍ في التنمية رغماً عن أنف العصابة الأمريكية المجرمة، مشيراً لالتزام الحكومة بإعادة السكة الحديد سيرتها الأولى، معلناً إنشاء كلية تقنية لها لتدريب وتأهيل العاملين، موجهاً بإعادة تأهيل الوابورات الأمريكية المعطلة بفعل الحصار، معتبراً ذلك التحدي الحقيقي الذي يواجه السكة الحديد خلال المرحلة المقبلة، وقال نريد أن يكون التأهيل بأيدٍ سودانية 100% مضيفاً أن الذين صنعوا تلك الوابورات لم يكونوا أفضل من مهندسي السكة الحديد في شيء، قاطعاً بأن السودان قدر التحدي، وأن المرحلة القادمة هي لتوطين الصناعة. وبدأ الدكتور أحمد بابكر نهار وزير النقل والطرق والجسور حديثه قائلاً لا بديل (للسكة حديد) إلا (السكة حديد) مشيراً للعثرات التي تمر بها البلاد، لكنه عاد وقال نحن نؤمن بقوله تعالى ( فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً)، وقال الآن تم تدشين مرحلة جديدة في خطة السكة الحديد الإسعافية ومع ذلك لن نكف عن طلب المزيد يا سيادة الرئيس و(البحر يا سيدي الرئيس ما بيأبى الزيادة)،لافتاً إلى أن السكة الحديد زاخرة بالكفاءات والخبرات وشبابها جاهزة لمجابهة التحديات ومقارعة الصعوبات، وحيا منسوبي وزارة النقل وخص منسوبي السكة الحديد، الذين قال إنهم ظلوا في حراك دائب لتحقيق الإنجاز فيما يشبه الإعجاز لأنهم يحبون السكة الحديد كحبهم لأبنائهم وبناتهم وتضرب لهم قياداتهم في ذلك المثل الأعلى في الإخلاص والعمل في صمت لأنهم يؤمنون أن (السواي ما حداث) وشعارهم «احكموا علينا بأعمالنا» ومن أعمالهم هذه الوابورات التي أمامكم والتي أعادوها للحياة من ما يشبه العدم، وقال إن العمل يسير في تأهيل خط الخرطومعطبرة بالفلنكات الخرصانية وسيكتمل في يونيو القادم. وأشاد بدعم الرئيس غير المحدود لوزارة النقل لأنها الوزارة المفتاحية لكل عمل تنموي. وأكد المهندس مكاوي محمد عوض المدير العام لهيئة السكة الحديد مضي السكة الحديد في إستراتيجيتها كما خطط لها في كافة المسارات وفي مختلف المحاور، وقال عزمنا على كسر الحصار، مشيراً لاستيراد (5) ماكينات للحام الخطوط و(13) وابور و(10) عربات فرامل، وأضاف وقعنا عقوداً لاستيراد (400) عربة بضائع وقمنا بتأهيل (158) مهندساً و(200) عامل وفني، إلى جانب تأهيل خط الخرطوم - عطبرة - بورتسودان، وقال إن الترتيبات اكتملت لتأهيل خط (كوستي - عرديبه) و(سلوم - سواكن شيخ إبراهيم) بطول (100) كيلومتر و(أبو جابرة - العياضة) بطول (220) كيلو. وقال إن قطار المشترك سيبدأ عمله في الشهر القادم، مبيناً أنهم أدخلوا نظاماً جديداً لمراقبة الخطوط عبر جهاز (G.B.S)، وقال إن العربات الجديد للسكة الحديد تسع ل(1500) طن.