الكلمة المجنحة وطن في قلب الشاعر.. وقلب الشاعر وطن للجميع.. إنه الشاعر الراحل عبدالله الكاظم الذي جاء ذات ليلة ناعسة من حدائق التبلدي ليشعل صحو الكلمات المجنحة في بلدي فتعانقت حدائق التبلدي مع شاهقات الأشجار في غابة السنط بالخرطوم.. وارتوى عطش السنين من جوف التبلدي وأزهرت حدائق السنط في الخرطوم ورداً وياسميناً وبنفسجاً كردفانياً أصيلاً. إنها يا سادتي المفردة الكردفانية التي حمل الشاعر الراحل عبدالله الكاظم رائحتها بين طيات ملابسه في حقيبته التي تعبت من السفر الطويل من «بارا» إلى الخرطوم فانتشت الخرطوم بفوح أزهار الليمون وبوح أشعار الكاظم التي حطمت مسافات الجغرافيا واحتفت بعبقرية الزمان والمكان وأفردت الحمائم أجنحتها للكاظم وهي تسأله على استحياء «شقيش قول لي مروح.. قبال صباحنا يبوح».. فتقبلت المدينة وبكل الرضا المفردة الكردفانية المفعمة بالحب والود والعاطفة.. ومشت الأغنية الكردفانية على أرصفة المدينة جنباً إلى جنب «برتقالة» سعد الدين إبراهيم التي أهداها لحبيبته وهو يحكي ويقول «عن حبيبتى بقول لكم».. فيما تجهم وجه «العبادي» وهو يحدق بنصف عين غاضبة واحدة في ثنايا خصلات هذا الشعر «البرتقالي» وقبلها كان «العبادي» قد استنكف الدخول إلى مناجم «أبو آمنة حامد» الذي رأى حبيبته وقد «سال من شعرها الذهب وتتدلى وما انسكب».. والغريب حقاً أنه في النهاية قد انتصرت وانتشرت مناجم «أبو آمنة» التي سال منها الذهب وكذلك انتصرت وانتشرت حدائق البرتقال والياسمين التي أهداها لحبيبته «سعد الدين» وهكذا مشت الأغنية الكردفانية على أرصفة المدينة وعبرت كل الشارات الحمراء دون أن يعترضها شرطي المرور. يا لفرح قلبي.. أن أرى فيك يا بلدي احتفاء الدولة بمبدعيها ممثلة في وزير الدولة للثقافة الأستاذ مصطفى تيراب وهو يحتفي بذكرى الشاعر الراحل عبدالله الكاظم.. ولعلي أقول له «شكراً نبيلاً.. تيراب.. يا بذرة الوفاء في حدائق الذكرى للشاعر الكاظم».. حيث إنه كان قد أصدر قراراً وزارياً بتشكيل لجنة قومية لإحياء ذكرى الشاعر الراحل عبدالله الكاظم. أيضاً.. أيضاً يا لفرح قلبي.. أن أرى فيك يا بلدي الحزب الحاكم وهو يفتح نافذة يطل عبرها الفكر وتتوهج الثقافة وتمشي بين الناس عبر بوابة قطاع الفكر والثقافة التي يقودها ذاك الفتى الحنطي الوشاح الدكتور أمين حسن عمر.. هذا الفتى العطبراوي «القوي الأمين» الذي بدأ مسيرته صحافياً شاهقاً وشاعراً يستنطق الصخر العصيا.. غير أن رياح السياسة قد ملأت أشرعة سفنه وسارت به حيث لا يشتهي.. وذات مساء شتائي دافيء همس في أذن الدكتور إسماعيل الحاج موسى بأنه يجد نفسه صحافياً في بلاط صاحبة الجلالة وكانت قد جمعت بينهما «حزمة خواطر» إذاعية. التحية لهذا الفتى العطبراوي «ود ناس حسن عمر» الذين يجاورن في الحلة «ناس عاشور» و«ناس عبدالرضي» مؤذن الجامع الكبير طيب الله ثراه.. وكذلك ناس الجوار أيضاً «نادي الشبيبة». أعود إلى القرار الوزاري الذي أصدره الأستاذ مصطفى تيراب وزير الدولة للثقافة الذي تم بموجبه تشكيل لجنة قومية لإحياء ذكرى الشاعر الراحل عبدالله الكاظم برئاسة الدكتور المغني عبدالقادر سالم الذي بجناحين من الشعر ظل يغني ويغني من أشعار وإبداعات الشاعر عبدالله الكاظم.. وتضم اللجنة كوكبة من المبدعين ونجوم الثقافة والإبداع منهم صاحب النغم الحنون جيلاني الواثق الذي يبدو وكأنه في حالة بيات شتوي عن الغناء.. حيث أدركته حرفة الثقافة وأصبح من مرتادي النادي الكاثوليكي.. وكذلك صاحب النغم الاستوائي الحار الأستاذ كمال كيلا.. كما أذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض أعضاء اللجنة ومنهم الفنان صديق عباس وعبدالرحمن عبدالله وشاشا وصلاح براون وعبدالله الكردفاني ورهط كبير من المغردين الكردفانيين وثلة من الشعراء والكتاب والمفكرين والصحفيين وفي مقدمتهم الباحث والكاتب الصحفي الأستاذ عبدالله آدم خاطر والشاعر الملهم مختار دفع الله وسفير النوايا الحسنة الأستاذ علي مهدي والشاعر الرقيق التيجاني حاج موسى والإعلامي الكبير الدكتور عوض إبراهيم عوض والفنان التشكيلي برعي عمر سالم وعبدالمنعم عبدالرحمن ورجل المهام الصعبة أسامة شيخ إدريس والمخرج أسامة حسن شريف واللواء الكدرو والرشيد خشم الموس وأخيراً ريحانة اللجنة ومنسقها الأستاذ أزهري الفضل مختار الذي تراه دوماً مهموماً ومشغولاً كأم العروس. عقدت اللجنة عدة اجتماعات حضر الاجتماع الأول الأستاذ مصطفى تيراب وزير الدولة للثقافة وعراب هذه التظاهرة الاحتفالية الكبرى بذكرى الشاعر الراحل عبدالله الكاظم.. وفي الاجتماع الثاني تم تقسيم اللجنة القومية إلى ثلاث لجان فرعية هي اللجنة المالية والإدراية واللجنة الإعلامية التي تم تكليف كاتب هذه السطور برئاستها.. واللجنة الفنية.. وقد تم توجيه هذه اللجان بعقد اجتماعات منفصلة للتدارس والتشاور وتقديم تصوراتهم وميزانياتهم لرفعها للجنة القومية في موعد أقصاه الثلث الأخير من فبراير الجاري.. وقد تم اختيار يوم 30 / 4 / 2013م موعداً لانطلاقة برامج الاحتفال بذكرى الشاعر الراحل عبدالله الكاظم.. وتجري هذه الأيام اتصالات مكثفة مع بعض الجهات الرفيعة في مقدمتها مكتب الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية لإمكانية تبني ورعاية فعاليات اللجنة القومية.. وكذلك تم الاتصال بعدد من مؤسسات الاتصالات وفي مقدمتها شركة زين لإمكانية الرعاية الماسية وباقي مسميات الرعاية التي ستتفضل بها تلك المؤسسات. بقي القول: إنه يتوجب علينا نحن كلجنة قومية أن نتوجه بالتحية والشكر والتقدير للأستاذ مصطفى تيراب وزير الدولة للثقافة الذي يتبنى ويرعى اللجنة القومية للاحتفال بذكرى الشاعر الراحل عبدالله الكاظم.