ü قررت الحركة الشعبية عقد مجلس تحريرها القومي منتصف سبتمبر الحالي بعد طول غياب فرضته ظروف التحولات التي شهدتها الحركة من حركة ثورية وحدودية إلى حركة غالب مخرجات خطابها السياسي يميل للانفصال في خروج بائن ونكوص مشهود عن المباديء الواردة في (منفستو) الحركة أي دستورها!! ü مجلس التحرير الوطني للحركة الشعبية في حقبة الحرب كان يمثل برلمان الحركة ومجلسها التشريعي وفي حقبة السلام أضحى مجلس التحرير أقرب لصفة مجلس الشورى وهو يتألف من (276) عضواً بالتعيين منذ حقبة الحرب حيث لم تجر عمليات تجديد في صفوف الحركة وحظ قطاع الشمال في مجلس التحرير (78) عضواً يمثلون الشماليين وليس من بين هؤلاء ممثلون لجبال النوبة أو النيل الأزرق أو أبيي لأن الحركة لا تعترف بشمالية الولايتين ولا شمالية أبيي لذلك جعلت المناطق الثلاث تقع تنظيمياً تحت مظلة قطاع الجنوب. ورغم المفارقات الكبيرة ما بين المناطق الثلاث الا أنه يتم تمثيلها في مجلس التحرير بالتساوي (12) عضواً لكل منطقة.. هذا من الناحية الشكيلية. ü أما الناحية الموضوعية فإن مجلس التحرير الوطني أمام معضلة حقيقية من حيث أن المجلس سيناقش قضية الوحدة والانفصال ليتعرض أعضاء المجلس لإختبار صعب جداً خاصة الذين انضموا للحركة الشعبية مأخوذين بالشعارات الوحدوية البراقة والأماني العذبة عن التغيير والسودان الجديد وقطاع الشمال في الحركة الشعبية من أكثر قطاعات الحركة بغضاً للشريك في السلطة «المؤتمر الوطني» وظل قطاع الشمال يمثل خميرة (عكننة) لمسار الشراكة، لكن اليوم يواجه قطاع الشمال امتحاناً في ذمته السياسية من حيث مصلحة القطاع وأفراده في بقاء السودان موحداً وهذا الموقف يقابله تنامي تيار إنفصالي أخذ صوته يعلو على منفستو الحركة الشعبية بينما انتابت الحيرة قطاع الشمال الذي اذا وقف داعياً لوحدة السودان يجد نفسه يقف بالقرب من الخصم التقليدي للقطاع «المؤتمر الوطني» بل يقف كتفاً بكتف ورجلاً برجل فكيف لياسر عرمان وياسر جعفر والواثق كمير وبقية العقد الفريد دعم مشروع الوحدة الذي أخذ المؤتمر الوطني على عاتقه اعتباره سفينة النجاة!! ü المؤتمرون في مجلس التحرير الوطني بعضهم يقف مع منفستو الحركة القديم والذي من أجله حاربت الحركة الشعبية الانفصاليين من بقايا أنانيا (1) والانفصاليين من أنانيا (2) وجز عنق القاضي مارتين ماجير بل حاربت قوات الحركة الشعبية بضراوة في مثلث الموت الشهير «واط.. أيود.. كنقر» حينما انقسم رياك مشار ووليم تون ود. لام اكول ببعض من جيش الحركة ورفع شعار من أجل «استقلال جنوب السودان». وبعض من مكون مجلس التحرير يقف مع لام اكول وأطور وآخرين لا نعلمهم لكن باقان أموم بهم خبير..