أجمل الأشياء ما يأتي بالصدفة، واروعها ما يكون أن تحقق بها إحدى الأمنيات.. الأستاذ يسن محمد الأمين البدري ابن ام درمان العريقة، والذي عاد بعد سنين من الاغتراب ليستقر بودمدني نسبة لدراسة الأبناء بجامعة الجزيرة.. الصدفة وحدها قادته الى امتلاك سيارة موريس ماينر موديل 6391 وهي بحسب روايته ل«آخر لحظة» اول سيارة قادها المفتش البريطاني لمشروع الجزيرة، ويقول الأستاذ يسن محمد الأمين البدري المعلم بمؤسسة المك نمر التعليمية بودمدني ضاحكاً.. قصة المورس والصدفة رائعة جداً ومكلفة جداً وانني دفعت فيها «9» مليون جنيه مما أثار تساؤلات زملائي والناس !! لكنني رغم امتلاكي لسيارة كريسيدا موديل 2002 اخترت المورس العتيقة ذات التاريخ المرتبط بمشروع الجزيرة، وكذلك لجمال التصميم لهذه السيارة، ولونها الأبيض المحافظ، وتكوينها المتين من الحديد حتى المقابض الأمامية وعدم استهلاكها للبنزين فقط بنزين بخمسة جنيهات يكفيني يومي كله. المورس اصبحت أشهر سيارة في مدني الآن لأنها الوحيدة والمميزة ويقول الأستاذ يس ضاحكاً مرات بشعر بالغيرة لمن تكون زوجتي معي في المورس وجالسة يسار وانا جالس يمين على الدركسون ويحسب الناس ان زوجتي من تقود.. ودي من المواقف الجميلة والكثيرة، واذكر ايضاً تعليقات الناس لمن اقيف في الإستوب البقول ليك «حافظ عليها يا عمك» والبقول «تبيع يا أستاذ» ومرة نزل أحد المواطنين من عربته البرادو واخذ يتفحص المورس وقال لي إنه مفتش زراعي سابق، وكانت للمورس معه ذكريات وذكريات. سيارتي المورس مازالت قوية وشابة وتسابق السيارات والوحيدة البتمشي في الخريف في ود مدني ودا برجع لتصنيعها الانجليزي القوي لمواجهة أرض الجزيرة الطينية والمشابهة للريف الانجليزي، ومازالت تعمل بكل قطعها الأصلية حتى البوري شغال، وصوته زي صوت القطر، ويقال أن المفتش كان ينبه به المزارعين. وختم حديثه لآخر لحظة مشيداً بها وقال انا راكب «تاريخ »بمعني آخر من عام 6391 حتى الآن 3102 77عام وقولوا ما شاء الله.