رحبت القوى السياسية بالتوقيع على مصفوفة تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان، لافتة النظر إلى أن هذه خطوة إيجابية في تحسين العلاقة بين الخرطوم وجوبا والعمل المشترك للتعاون في كافة القضايا التي تهم الدولتين، بجانب تعزيز التعايش السلمي بين الشعبين وتبادل المصالح والمنافع المشتركة بينهما. وطالبت القوى السياسية الطرفين بضرورة الجدية والالتزام بما تم التوقيع عليه نصاً وروحاً، وحذرت من مغبة فقدان المجتمع الدولي المصداقية من الطرفين بالخرطوم وجوبا. وقال كمال عمر عبد السلام الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي في تصريح ل «آخر لحظة» أمس إنهم يرحبون بأي اتفاق يقود إلى السلام والاستقرار بين السودان وجنوب السودان، وأبان أن المصفوفة التي تم التوقيع عليها بحضور الوسيط المشترك تتطلب الإرادة السياسية الحقيقية من أجل إنزالها على أرض الواقع، وقال عبد السلام إن المشكلة الحقيقية تكمن في التنفيذ الذي أصبح عقبة لكافة الاتفاقيات السابقة التي لم يكتب لها النجاح، وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب المؤتمر الوطني باعتباره الطرف الذي يوفي بالعهود والمواثيق التي يتم التوقيع عليها مع أي طرف. وفي السياق أكد السفير النجيب الخير الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة لحزب الأمة القومي أن توقيع مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون بين السودان وجنوب السودان يشكل تطوراً إيجابياً، وقال لكن ستظل المشكلة الرئيسية أن ما هو متفق عليه أقل بكثير مما هو غير متفق عليه. وأضاف هنا يكمن مصدر الخطر الحقيقي للقضايا والعلاقات المستقبلية مع الجنوب، مشدداً على ضرورة أن يلتزم الطرفان بروح ونص ما تم التوقيع عليه، ونوه النجيب إلى أن الاستفتاء بشأن تقرير المصير للجنوب قبل الوصول إلى اتفاق حول القضايا العالقة هو خطأ تاريخي ويعرض مستقبل العلاقات إلى الكثير من الهزات المحتملة خلال المرحلة القادمة. ومن جهته قال الأمين السياسي لحزب العدالة بشارة جمعة أرو إن حزبه يرحب بأي خطوة أو اتفاق يؤدي إلى استقرار وسلام بين الخرطوم وجوبا ورفاهية وسلامة وتعاون الشعبين في كافة المناحي المختلفة التي تعزز أواصر الأخوة والتعايش المشترك بينهما، وحذر بشارة من مغبة عدم جدية الطرفين بشأن الالتزام الذي لا يساعد في تنفيذ المصفوفة، وقال إن هذا الاتفاق لا يحتمل أسلوب الفهلوة والمراوغة من الأطراف، وإنما المصداقية والتعاون الجاد من أجل تحقيق الهدف المنشود لصالح السلام والاستقرار في السودان وجنوب السودان.