حادثة المرحومة الزينة لها الرحمة والمغفرة والتي حدثت وفاتها في واحدة من مستشفيات بلادنا الخاصة، كما قيل بسبب الإهمال أو أخطاء علاجية إذا صدق هذا الظن أو كذب فإن هذه الحادثة قد كانت سبباً في تكرار الهجوم على مؤسساتنا الطبية والتي ظللنا نتحدث عنها بكثير من المبالغة والتشويه ووصفها بالسوء في الجوانب التي يحتاج لها المريض ولا نذكرها بالخير ولأننا لا نرى فيها ما يستحق الثناء أو الشكر لكل القائمين بالعمل فيها.. كما أننا وبكل أسف وبكل الظلم والقسوة قد سجلنا في الأيام الفائتة الإدانة على طبيب مشهور بل هو أحد علماء هذا السودان وكنا في يوم من الأيام قد أشدنا به كثيراً في مجاله والذي يرع فيه بزراعة الكلى.. وقد كان من أوائل الأطباء الذين قدموا هذا النوع من العلاج للمواطن السوداني وتحدثنا عنه الآن وكأنه لم يقدم شيئاً.. وحتى لو حدث منه خطأ طبي مره أو مرات وهذا لا يقلل من كفاءته ولا يمسح كل تاريخه.. والأخطاء في الطب موجوده على مستوى العالم وهي أيضاً مربوطه بأمر القضاء والقدر.. ونحن يجب ألا ننسى بأن الكمال الله وحده.. ولذلك أعتقد أننا قد ظلمنا دكتور أبوسن ظلماً كثيراً كما أننا قد ظلمنا المستشفى الذي وقعت فيه الحادثة.. وأنا لست بصدد الدفاع عن الدكتور أو المستشفى لأنه لا علاقة لي بهم ولا مصلحة.. بل أردت أن أقول بإن الحكم بهذا التعجل والسهولة فيه ظلم على مؤسساتنا العلاجية وأطبائنا كما أنه يبعث عدم الثقة والإطمئنان في نفوس المرضى وكل من يحتاج للعلاج كما أن الوصف بهذا التعميم ورميها بالفشل أنه قطعاً حكم جائر ونتائجه خطيرة وقد جعل العديد من المرضى يلجأون للعلاج بالخارج حتى في أبسط أنواع الأمراض يفكر أصحابها في السفر.. وخاصة فئة المقتدرين فهؤلاء يعتقدون بأنه لا علاج لهم في السودان وكذلك غير المقتدرين فهم يبحثون عن معاونة من حولهم من الأهل لتسهيل أمر سفرهم.. علماً بأن السفر للعلاج بالخارج ومع ظروف بلادنا الاقتصادية يكلف الكثيرمن العملة الصعبة مع عدم توفرها وأقول إن ما دفعني لهذا الحديث ومع أزدياد حملة تشويه صورة مؤسساتنا وأطبائنا فقد مرت بي خلال الأيام الفائتة تجربة لعملية جراحية لزوجتي وقد قابلت في هذه التجربة صورة مغايرة عن الذي سمعت به من حملات وقلت لزاماً علي أن أقول الحقيقة عن تجربتي.. وهي كما قلت عملية جراحية كبيرة قام بها أطباء في السودان وداخل مستشفى أيضاً داخل السودان.. وهذا يعني بأن بلادنا بخير ويجب ألا نتحدث عنها بهذا المستوى من السوء ومعذرة للأخوة ا لذين قد يسيئون بي الظن ويقولون بإني لا أقول كلمة خير في نظام الانقاذ وأقول لهؤلاء حاشا لله فإني أقول للمحسن قد أحسنت وللمخطئ قد أخطأت ولا أخشى في ذلك لومة لائم. ولهذا أجد من حقي وواجبي أن أصحح الصورة المسيئة للطب في السودان وشهادتي في ذلك عن تجربة شخصية عشتها وكما اسلفت وقد أحتاجت زوجتي إلى عملية جراحية كبيرة وقد كانت قبل العملية تكرر ما تسمعه من أحاديث عن أخطاء الأطباء وفشل العمليات وسوء الحال الذي يتم تداوله عن المستشفيات العامة والخاصة وقد ظلت قبل العملية وهي تعيش في خوف وقلق الأمر الذي أدخلني معها في ذات الخوف رغم أن طبيبها الإنسان أخصائي النساء والتوليد بروفيسور خالد نصر الله قد ظل يكرر لها عبارات الإطمنئان في كل لقاء معه ويقلل من خطورة العملية ولي شهادة حول أداء هذا الدكتور وإخلاصه لمهنته فقد كنت أتابع اهتمامه في عيادته بمريضاته خلال الكشف وهو يعطي المريضه وقتاً كافياً في الكشف ولا يتعجل في الكشف.. ثم تم تحويلنا للمستشفى الذي ستجرى فيه العملية وهو مستشفى الأطباء بالخرطوم وقد مكثنا فيه أسبوعاً أقول عنه بصدق أنه مستشفى نموذجي ويجب أن نذكره بالخير بما فيه من أنضباط ودقه واهتمام بالمريض في كل الأطوار التي تسبق العملية من فحوصات عامة.. بجانب حرص الأطباء على المتابعة وتواجد السسترات والممرضات في كل ساعات اليوم. وهناك نظافة تامة واستجابة لطلبات المريض ومن يرافقه خلال ساعات اليوم بجانب سعة الغرفة واحتوائها لكل الإحتياجات المريحة للمريض وفي النهاية فقد خرجت زوجتي من هذا المستشفى وهي في اتم الصحة والعافية وكان قد زرانا أحد أقربائنا وهو الدكتور فيصل إبراهيم جراح المسالك البولية فتحدثت اليه مشيداً بهذا المستشفى وعندما غادرنا عاد الينا مرة أخرى وبصحبته مدير المستشفى الذي أعرفه لأول مرة وهو دكتور أحمد عبد الوهاب وأعدت عليه ذلك الثناء وشكرته وقدمت له التهنئة على حسن إداراته وقلت له بإن مثل هذا الجهد في مستشفى الأطباء يعيد لأهل السودان الثقة في مستوى العلاج في بلادهم ولا يفكروا في السفر للخارج وقلت للمدير بأني قد وجدت في مستشفاكم ما يبعث الإطمنئنان بأن الطب في بلادنا بخير وأن ما نسمعه من تقليل وهجوم لا أساس له من الصحة أنني قد قصدت بهذه الكلمات ألا نؤيد الظلم لأنفسنا ولا التقليل من مقدرة ومكانة مؤسساتنا أن كان في الطب أو في غيره في كل مجال الخدمات الأخرى والتي تتعلق بالمواطنين كما أننا يجب ألا نيأس من مقدرتنا على إصلاح كل شيء.. ويجب ألا نحكم على مؤسساتنا وأطبائنا بخطأ واحد.. وقد سمعت بالإشادة بهم عند من سافروا للعلاج بالخارج وقد عادوا ووصف لهم ذات العلاج.. وشخص لهم ذات المرض الذي تم إكتشافه في السودان وأحياناً قد يحدث العكس وهذا لا حكم عليه.والآن أقول بإني قد أردت الإشادة بما وجدته من عناية واهتمام في السودان بمستشفى الأطباء وعلى يد دكتور عظيم هو خالد نصر الله ورغبتي من هذه الإشادة بأن نعيد الثقة في أنفسنا وفي مؤسساتنا العلاجية.. وهذا أيضاً لا يعني بأنه لا توجد أخطاء ولا ينفي ان هناك إهمالا من بعض الأطباء يتطلب المراجعة والمحاسبة ولكن الواجب عدم التعميم في الأحكام فهنك أطباء ومستشفيات عامة أو خاصة تستحق الشكر والإشادة وهذا ما قصدته من كل ماجاء بحديثي ومن هذا المنبر فأني أكرر شكري للدكتور خالد نصر الله والشكر لمستشفى الأطباء ولكل العاملين فيها من أطباء وسستيرات وممرضين وممرضات وعمال وأخص بالشكر مديرة المعامل دكتورة إحسان كما نشكر كل من زارنا وتفقدنا من الأهل والأصدقاء والشكر من قبل ومن بعد للمولى عز وجل والذي هيأ لنا هذا ولولاه لما سعدنا بنعمة العافية.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.