التحالف المعارض دون حزب الامة القومي كالسمكة خارج البحر هكذا يصفة أحد الساسة المناؤيين له وينعته بالأجوف فكرياً.. في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة ل «آخر لحظة» عن خطوات قد يقدم عليها التحالف بتجميد عضوية حزب الامة القومي بزعامة الصادق المهدي في ظل انتقادات لاذعة وجهتها احزاب المعارضة للإمام الصادق لعدم التزامه بقرارات رئاسة التحالف. وما بين خطوات قوى المعارضة المقبلة ودون تشاؤم لمستقبل المعارضة وما بين انبعاث رائحة الفرقة وعدم التوافق بين مكونات احزاب المعارضة تبقى النتائج مرهونة على صدقية الوقائع المرتقبة بحسب ما ورد من أنباء. وريثما تتضح الامور فثمة سؤال يطرح نفسه بقوة.. هل سيصمد التحالف أمام الرياح العاتية التي تجابهه اذا ما أقدم على تجميد عضوية حزب الامة القومي..؟ مع العلم بأن أبرز مكونات احزاب قوى المعارضة تختلف تماماً في أيدلوجياتها الفكرية في ظل رياح وخلافات في وجهات النظر لمسيرة العمل المعارض أرغمها على أن تتحالف مع بعضها البعض علها تستطيع زحزحة الحزب الحاكم من مقاليد الحكم بحسب الهدف الذي اجتمعت من اجله. في هذا السياق اكد البروفيسور حسن الساعوري المحلل السياسي على ثقل حزب الامة القومي شعبياً وتاريخياً ومادياً مقارنة بالاحزاب الاخرى المكونة للتحالف المعارض بينما تبقى الاحزاب الاخرى فقط افضل حالاً من الناحية التنظيمية يفتقرون الى الثقل الشعبي ومصادرهم المالية، ويرى البروف الساعوري انه في حال تجميد حزب الامة من التحالف لن يكون خاسراً بقدر ما ستكون احزاب الشيوعي والشعبي والبعثي هي الخاسر الاكبر للمعطيات المذكورة أنفاً. وقال الساعوري في تصريحات خاصة إن قوى التحالف بدون حزب الامة القومي لا فعالية سياسية له وفق ما اجتمعوا من اجله ولن يستطيعوا حتى تسيير موكب احتجاج أو تنظيم اضراب بسبب عدم وجود قنوات لتفعيل انشطتهم السلمية ان صح تسميتها واضاف الساعوري ان تحالف البعض من قوى المعارضة ما يسمى بالجبهة الثورية في حد ذاته يفشل العملية الديمقراطية المرجوة بسبب رؤية التحالف.. لأنه في هذه الحالة ستغلب كفة العسكر على صناديق الاقتراع في حال التوادد بين قوى في التحالف والجبهة الثورية مشيراً الى ان حزب الامة القومي من منطلق مكانته وشعبيته قيادة قوى التحالف دون نزاع فكري. كما ارجع البروف الساعوري ضعف قوى التحالف لاسباب منها عدم توافق الاحزاب على برنامج مستقبلي وكونهم يلتقون على هدف وهو اسقاط النظام الحاكم ليس مبرراً أن لا يتلقوا على أهداف وبرامج ديمقراطية وتحديد البديل اذا ما سقط النظام بحسب وجهة نظرهم هم، ونوه الساعوري الى أن أحزاب قوى التحالف ستأكل بعضها البعض مستقبلاً لانها قامت وتحالفت على اسس ضعيفة. مراقبون يرون ان الوضع آيل للفوضى اذا ما أقدم التحالف على تجميد عضوية حزب الامة القومي بينما تساءل البعض عن صدقية نية قادة التحالف في تنفيذ قرار التجميد ووصفوا الحالة بالصراخ المفتعل حيث يعلم التحالف أن مصيره السياسي في غالبه مرهون بوجود حزب الامة داخل التحالف وليس خارجه. وفي ذات الاتجاه خلال أفادته قال الدكتور جمال رستم الخبير الاستراتيجي إن حزب الامة تاريخياً معروف بأنه يفشل في صنع تحالفات وكثيراً ما تنتهي تحالفاته التكتيكية إلى نهاية غير إيجابية وأدواره في السودان شاهدة على هذا كما أنه لا يقبل الدخول في تحالف إلا تحت ترشيح قيادة من داخل الحزب انطلاقاً من أن الريادة له وحده دون غيره ربما للكاريزمة القيادية التي يتمتع بها بعض رواده. وأردف الدكتور رستم أن الموقف الحالي لحزب الامة القومي وفق رؤية التحالف لا يملك خطاً سياسياً محدداً أو واضحاً من مجمل القضايا الوطني. والاحزاب لديها تحفظات على الحزب. واشار دكتور رستم إلى أن موقف حزب الامة بحسب التحالف يرى أنه في موقف اشبه «بكراع بره وكراع جوه» منوهاً إلى أن كل الأحزاب المعارضة أصلاً تعاني صراعات داخلية وتلقي الاتهامات على بعضها البعض باختراقها وقلل من فاعليتها في مقبل الايام وحول ما يثار أن حزب الامة القومي قوي قال رستم إن الاجيال كسرت هذه القاعدة .. واذا ما حدث تغيير اصلاحي سيكون من الاجيال البعيدة عن الصراعات السياسية ولن يكون بيد المعارضة أو التحالف التي لم تستطع أن تتفق على الحد الأدنى من برامجها المستقبلية وتفاءل رستم خيراً وقال إن الحكومة قد تفوت كل الفرص على المعارضة في حال استمرارها في مسار الاصلاح والتنمية.