والرسالة الأولى.. حتماً وقطعاً ويقيناً وواجباً.. أن تكون للسيد رئيس الجمهورية.. وفيها نقول بعد السلام والتوقير والاحترام.. نقول إن من حقنا كمواطنين في هذا الوطن.. والذي فيه نحن شركاء.. نملك تماماً ما تملكون.. لا يهم إن كنا في صفكم.. صف المؤتمر الوطني.. أو في بقعة رمادية مستقلة.. أو حتى في الضفة المقابلة لكم ولحزبكم كمعارضة تناهض أفكار المؤتمر الوطني وسياساته.. ولكنها رغم المعارضة تعي تماماً الفرق.. بل الحد الفاصل بين الحزب أو حتى الحكومة والوطن.. إذن- سيدي الرئيس- نحدثك اليوم.. ونملك مطلق الحق والحرية أن نحدثك بما يعتمل.. بل يمور أو «يفور» في دواخلنا عن شأن الوطن.. ولك نقول.. إن حالة من الاضطراب.. بل الفوضى العارمة تجتاح ديار الحكومة.. بل هي عواصف هائلة دونها صرصر العاتية.. تهب في ضراوة على خيمة الحكومة.. وها هو الشعب.. الموالي مشفق.. والمحايد حائر والمعارض شامت يرقب في دهشة ما يحدث أمام سمعه وبصره.. وحتى لا نطلق حديثنا بلا ملامح ولا قسمات.. وحتى لا يتبدد ويطير في الفضاء كما الدخان.. نورد لك أسئلة.. هل ما حدث قبل أسابيع في أروقة وزارة الإرشاد.. وتلك «الفوضى» التي اجتاحت معقل الوزارة.. يمكن أن تحدث في بقعة في الأرض.. في أي قطر من أقطار الدنيا تقوم عليه حكومة شمولية جاءت عبر مواسير البنادق.. أو أتت إثر هبة شعبية.. أو جاءت عبر أوراق الاقتراع في ديمقراطية راشدة ونزيهة وحرة وشريفة؟!.. صدقني سيدي الرئيس إن حتى «أغشم» مواطن.. بل أجهل مواطن من «العوام» الذين لا يعرفون شيئاً عن السياسة وكيف يدار دولاب الدولة.. بل حتى لا يعرف حرفاً واحداً عن ذاك الدولاب.. قد سخر سخرية مريرة من تلك الكوميديا السوداء التي جرت أمام عيونه.. أنا ما زلت مندهشاً من تلك المهزلة التي لا أصفها بغير المروعة.. وزير مركزي اتحادي يقيل مدير هيئة تتبع لوزارته.. يجابه برد فعل لم نشهده قريباً.. بالرفض القاطع والتمرد الساطع.. سيدي الرئيس.. ليتك تراجع كل تلك الأحداث الفوضوية التي جرت وتجري الآن.. وليتك تعود مسرعاً.. إلى إرشيف الأزهري.. عندما كان رئيساً للحزب الاتحادي.. وتنقل منه «بالمسطرة» ذاك «الأكلشيه» الحاسم والقاطع والصارم وهو يقرأ «إلى من يهمهم الأمر سلام».. لو فعلت هذا ونأمل أن تفعل.. سنجد رؤوساً كثيرة وكبيرة.. تتدحرج.. أو على الأقل سنجد كماً مقدراً من هؤلاء المسؤولين.. بيننا نحن المواطنين «الحرافيش».. وها هي الفرصة.. فرصة- بداية جمهوريتكم الثانية- تأتيكم طائعة مختارة.. بل منقادة تجرجر أذيالها.. وها هي الأيام تهبك سانحة نرجو أن تهتبلها في حسم وحزم.. باستعمال سلاح الأزهري.. إلى من يهمهم الأمر سلام.. فها هي صحف اليوم تكتب بالحبر الأسود الواضح الظاهر.. وليس بذاك السري الخجول المتخفي الماكر.. وأحد وزرائك الاتحاديين يتهم في ضوء النهار وعلى رؤوس الأشهاد.. أن أحد مستشاريك قد مارس مع هذا الوزير «المستهدف» ولست أدري لماذا؟.. مارس معه ابتزازاً.. لا أعرف ولا غيري يعرف ولكنك قطعاً سوف تعرف في جزء من ساعة زمان.. إن كان ذاك الأمر حقاً أو إذا كانت الواقعة.. تتدثر صدقاً.. إذا ثبت ذلك.. وإذا كنت مكانك وهي الاستحالة بعينها.. أن أكون رئيساً.. ولكن لندع المستحيل يتحقق.. عندها أقسم برافع السماء بلا عمد.. لما بقيّ هذا المستشار في موقعه دقيقة واحدة.. سيدي الرئيس.. من حقنا كمواطنين أن نتحدث.. ومن حقك كقائد لهذه البلاد أن تسمع.. وإذا وجدت حديثنا صدقاً.. أن تنفذ.. لأن رغبات الشعب هي أوامر..