أصابتنى حالة من الاندهاش والتعجب لدى قراءتى لصحيفة المجهر السياسي مع هذه الحاله الاندهاشية شئ من القلق الخفي لمصير البلد من حديث للأخ الأستاذ الفاتح عز الدين رئيس لجنة الحسبة بالمجلس الوطنى ومثل هذا الحديث يتأثر به الناس دوماً وخاصة حديث وتصريحات الشخصيات القيادية اكثر مما يتأثر المجتمع بحديث العوام ومن هنا نجد لحديث الاخ الفاتح فعله السالب عند اصحاب القضية ونسأل الله ان تزول عوارض هذه الحاله بتصريح من القيادات السياسية لحزبي المؤتمر الوطني وكما ذكر الاستاذ الفاتح فى اللقاء الذى تم عبر جريدة المجهر السياسي تلك المقوله التى سار بها الركبان ناس دارفور شبعناهم حكم؟ والمثل بقول يقتلك اسد ولا يقتلك مرفعين لا نريد لدارفور مستقبلاً يفصلها عن الحاضر اهل دارفور لهم الفضل لكافة اهل السودان من الصحراء وحتى الغابات الاستوائية وشرقاً الى ساحل البحر الاحمر وغربا حتى المحيط الاطلسي. عرف اهل دارفور الحكم وزهدو من شهوة السلطة منذ القرن الخامس عشر الميلادى وهم اصحاب العروش التى دانت لهم كل الفضاءات الواسعة خيرها وشرها هم السلاطين اصحاب الشأن والصولجان الاقوياء . ولهم الفضل اولاً وأخيراً فى تقوية العلاقات الخارجية مع سلطنة وداى وبرنو وحواضر الامصار الاسلامية . شواهد التاريخ تؤكد اخى الفاتح بأن اهل دارفور شبعوا من شهوة الحكم قبل حديثك. وهم اهل تجربة وافضال لا تحصى وارث حضارى فى شأن الحكم وساس يسوس منذ مملكة الداجو مروراً بتلك الايام الخوالد ايام مملكة التنجر وسلطنة الفور هذه الدنيا امرها عجب ! وكما يقول المثل (ما تقول الكلام البتور الجمل) لو ترك القطا ليلا لنام حديثك ولد تداعيات عظيمة. الاخ الفاتح لك معزة وانت من جيل تربى فى كنف الحركة الاسلامية صاحب التأصيل فى كل شؤون الحياة والآن ما نتفيئ فى ظله من غرس الرواد الاوائل فى جيل الحركة الاسلامية فى السودان ونعلم فعل الامر الان من كسب ذلك الجيل العملاق، لا نود ان نزايد بأن هذا افضل من هذا وهذا يمن على هذا مشيئة الحكم امر رباني يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء وهنا أتذكر قول الشاعر: قل لمن بات لى حاسداً أتدرى على من اسأت الادب أسأت الى الله فى فعله وقد وهب لى ما وهب فالسلطة والجاه هى امور ربانية يؤتيها رب العزة لمن يشاء من عباده كما قال المثل (كان جبتك واحده ما تبول فى الحجر) وعجلة الايام تدور سنينها الكاحلة حتى صارت دارفور اليد السفلى تستجدي شهوة الحكم . اخى الفاتح هل تدرى بأن السلطان تيراب حكم السودان من سوبا حتى المتمة وسنار وهل وصلت بنا الوصايا كابناء للحركة الاسلامية ان نستخف بالأمم والمجتمعات ولاحترام لمشاعر الكيانات الاقليمية صاحبت اليد الطولى لكل الناس . ما الفهم والمراد من قولك شبعناهم حكم، حديثك يوحي بأنك صاحب الحق السلطانى تشبع من تشاء اخى ذهب وولى ذلك الزمان الذى يطعم فيه الانسان عن طريق اليد الاخرى والناس بدت تأكل بضراعها. حديثك الذى يتور الجمل ما عاد يمشى بين الناس بل يوحي بأشياء الكل يفسر حسب ظنه ولا داعي . ابناء دارفور لهم حق ودين مستحق فى المشروع الحضارى حسب العطاء لمشروع الحركة الاسلامية هم شركاء مع اخوانهم ابناء السودان وكاذب من يزايد وان نسى الناس التاريخ القريب يعلم من بالداخل وكل الدوائر المتربصة بالمشروع الاسلامي بأن دارفور صاحبت اقوى تنظيم اخوانى على نطاق السودان ابان الفترة المايوية. اخى الفاتح القيادى صاحب التجربة الحياتية الثرة لا يلقى الحديث دون ان يتمهل، بل يتحسس خطاه فى كل امر سياسي او رياضى او اجتماعى ودائماً الحديث يقتل مثل السيف أحياناً.