علق رئيس جمهورية الحب إسحق الحلنقي يوم السبت في زاويته عسل شرقاوي بأخيرة صحيفة «فنون» على ماعقبت به الأستاذة منى أبوزيد على مانشرته عن رسالة الكاتب الروسي (تورجنيف) لفتاة صغيرة في السن أحبته وأرادت الإقتران به... فاعتذر لها مبيناً إنه سيكون أنانياً لو قبل هذا الحب وتزوج بها، وبرر ذلك بقوانين الطبيعة، وتحدث عن القوة التي لا تقترن بضعف.. وعن استحالة تلاقي نخلة عجوز ووردة غضة الإهاب.. وكانت رسالة مفعمة بالترفع والإباء عن عشق ممنوع، وعقبت على ذلك الأستاذة منى أبوزيد مبينة أن (تورجنيف) لم يكن صادقاً في رسالته التي خبأ فيها عُقدة من النساء وكراهيته لهن، وربما عجزه عن الإيفاء بحقوقه تجاههن.. أكد الحلنقي إن «تورجنيف» كان يعاني من حالة امتلاك قهري للعذابات الناتجة عن حبه لأم ظالمة. مهما يكن من أمر «تورجنيف» .. أنا كنت مع جزئية الحقائق التي أوردها في رسالته عن حب مستحيل بين فتاة في العشرينيات وبين شيخ في السبعينيات.. وقد رأيت ضرورة لنشر الرسالة آنذاك، حيث قبلت فتيات صغيرات الإرتباط بشيوخ، وكان ضمنهن صحافيات منهن ناشطات في حقوق المرأة.. ولاحظت في عدد من التحقيقات والاستطلاعات عن ظاهرة اقتران الشيوخ بشابات، إن تم غسيل مخ الفتيات، فنسبة كبيرة منهن أيدن الفكرة.. ذاهبات إلى الخبرة والحنكة والوضع المريح لدى الشيوخ، خاصة إنهم سيعوضونهن بحنان كبير مراعاة لفروق السن .. حقيقة اعتبرت ذلك تراجعاً وهو ينبني على فكرة انتهازية لا تخلو من أنانية.. فالمنطق أن يبدأ الشباب (شاب وشابة) حياتهما التي تنمو تدريجياً.. لكن فكرة الشيخ الجاهز الخبير الميسور الحال ليست فكرة مقبولة لإقامة رابطة الزواج، فهي لم تنبنِ عن حب الشيخ كما يحدث في حالات أن تحب الطالبة أستاذها الذي قد يكون في عمر والدها.. هنا أجد لها تبريراً لأنه حب حقيقي بغض النظر عن نظرة المجتمع إليه.. لا أقول إن ذلك غير ممكن ولا ينبغي أن يكون.. إنما انتقدت اقتصار الأسباب على المنفعة وحدها دون المرور بمحطة الحب والعشق . أردت أن أوجه رسالة مضادة حتى لا تشيع الانتهازية بين الفتيات، وينصرفن عن زملائهن الشباب، إلى شيوخ لمجرد جاهزيتهم وللاستفادة من خبراتهم.. لذلك نشرت الرسالة ووجهة النظر هذه، وكانت بداية الاعتراض المهذب من الكاتبة منى أبوزيد.. عموماً أنا لست ضد زواج شيخ من شابة ولا شيخة من شاب إن انبنى على محبة أو مودة، وإن شرط السكن سيتم بينهما، وقد شهدت مثل هذا الحب في حلتنا القديمة، ولكن وسط طبقه فقيرة.. فقد رأينا شيخاً على مشارف السبعينات متزوجاً من فتاة على مشارف العشرين.. وكانوا فقراء.. لكن البنت تحب الرجل وتخلص له.. وكان بعض الشباب يحسدون الشيخ.. مثل هذا الحب أنا معه.. ولست ضد أي حُب.. ورسالة (تورجنيف) التي نشرتها معضداً فكرتها كانت موجهة إلى الشيوخ أكثر من كونها موجهة للفتيات.. لكن امتنع الشيوخ عن التعليق أو حرشوا فتيات ليعلقن، بينما تصدت لنا الفتيات.. أخيراً هززت كتفي وقلت أنا مالي الدايرة تعرس شيخاً ما تعرس، وربما فرحت عبر عقلي الباطن.. إذ أنني أيضاً ضمن شيوخ يعيشون على أمل..