برنامج (ألبان المدارس) هو فكرة معمول بها في مختلف بلدان العالم لا سيما الفقيرة بهدف المساهمة في رفع المستوى الغذائي لطلاب المدارس والذي يؤدي حتماً إلى التحسن في المستوى الاكاديمي ويمنع التسرب بحجة البحث عن عمل أو وجبة غذائية! وفي بادرة تحسب لها نفذت «مجموعة دال» ممثلة في مصنع كابو للألبان المرحلة التجريبية لبرنامج ألبان المدارس بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم ووفرت عبوات يومية مجانية من الحليب ل(000.16) من الطلاب في منطقة الخرطوم الكبرى.. والتي تشمل «30» مدرسة حكومية تم إختيارها وفق معايير معينة بناءً على مستوى الفقر، والقدرة على تخزين الحليب في ظروف آمنة والقدرة الادارية للمدرسة لادارة البرنامج. بدأ تنفيذ هذا المشروع الكبير والضخم في يونيو 2011م وبعد حوالي عام أجرت وحدة بحوث الصحة الإنجابية وصحة الطفل مسحاً طبياً على عينة من الف طالب من المشاركين في البرنامج لتقييم أثر برنامج ألبان المدارس وأكدت الدِّراسة أن الجرعة اليومية من الحليب أحدثت تحسناً كبيراً في الحالة الصحية، والقدرات المعرفية ونوعية الحياة بين أطفال المدارس. كما أظهر تقييم أكاديمي منفصل أن البرنامج قد أحدث تغييراً في جميع المجالات، وكانت «مدرسة أحمد الرضي» بأمبدة أحد النماذج الناجحة للبرنامج حيث انخفض معدل التسرب والغياب من المدرسة من 60% إلى صفر% وحققت نسبة نجاح 70% بعد أن كانت نسبة النجاح صفر% لثماني سنوات كما انخفضت نسبة الأرانيك المرضية اإلى النصف؟ وتلك لعمري نتائج باهرة في الأهداف الإنمائية والإنسانية تساوي أكثر بكثير من المليارات الأربعة التي كانت كلفة المشروع.. في عامه الأول.. إن منح الحليب لأطفال فقراء يعني المزيد من الطاقة واستعادة القدرات على التعلًّم مما يمنحهم فرص أفضل للنجاح. كنت حضوراً داخل مباني مجموعة دال ببحري.. وهي تعرض إنجازها.. وتقوِّم تجربتها، وتقيس معدَّل نجاحها.. وتتفاعل مع شركائها ولاية الخرطوم التي حضر «واليها د. عبد الرحمن الخضر» مشجعاً لكل «اللعبات الحلوة» التي تحقق أهدافاً إستراتيجية تصب في مصلحة الشرائح الضعيفة فهو يحلم جهاراً نهاراً بعاصمة خالية من الفقر.. لذا كانت آماله كبيرة وهو يثمَّن جهود «دال».. ويطمح في تعميم البرنامج على كل المدارس.. ليغطي كل المحتاجين فهو يبحث لهم عن جرعة حليب ووجبة طعام.. ويرفع شعار «لا لتلميذ جائع».. لإيمانه المطلق بأن «لقمة» في بطن جائع أكبر عند الله من جبل أحد.. لا سيما إن كان طفلاً.. يطلب العلم.. لأن الثروة الحقيقية تكمن في قيمة الانسان والموارد البشرية.. ولن ننتظر بأي حال من الأحوال دحر الأمية في ظل الفقر والحرمان!! إن المسؤولية المجتمعية واجب على الجميع.. ولكم تمنيت بالأمس أن يكون من ضمن الحضور «وبدعوة من السيد الوالي» شخصياً كل مدراء الشركات والمؤسسات الكبرى وحتى الوزراء.. «فمن رأى ليس كمن سمع».. ومثل هذه التجارب العظيمة الناجحة يجب أن تستقطب وتُحَفِّز مزيداً من الشركات.. لتحذو حذوها.. وتخطو نحو التقليل من حِدَّة الفقر! مديرة البرنامج الشابة الفاهمة «عزه نوري».. نموذج للطموح والعمل المدروس والتنفيذ الدَّقِيق.. ودليل على أن مجموعة «دال» تضع تدريب وتأهيل العاملين بها أولوية.. لذا كان الأداء بهذه الصورة المثلى.. مشكلة تردِّي الخدمة في السودان هو إهمال جانب التدريب.. وفظاظة بعض الموظفين.. وعدم إدراكهم لأبسط قواعد الإتكيت والتعامل مع النَّاس.. القطاعان العام والخاص.. كانوا كالضرائر.. في كثير من الأوقات.. لكنهما تناسيا ذلك.. في نموذج حيِّ يدل على أن الانسان السوداني بعاطفته واصالته.. وحنانه أكبر من كل الصغائر.. (دال مش حاتقدر تغمض عينيك!!) ü زاوية أخيرة والله تمنيت لو أكون.. ست لبن!!