رغم قتامة الواقع في عالمنا الثالث ودولنا العربية والأفريقية على وجه الخصوص إلا أننا كثير ما نرى في العتمة بصيص أنوار تشير إلى أن الأخلاق والمسؤولية لازالت بخير وأن الفساد لم يعم كل من يتسنم سلطة وأمس جاءت الصحف تحمل في طياتها خبراً مفرحاً يجدد الثقة في أنه ما كل من يتسنم موقع مسؤولية يمكن أن يستغله بدون وأزع وضمير ولا مسوق إلا لأنه يعتلى ذاك الموقع فينعم هو وحاشيته ومحاسبيه بما يدره هذا الموقع من فوائد.. فالخبر يشير إلى أن وزير الدولة بوزارة الإعلام بالحكومة الأردنية لم يدفعه موقعه هذا أن يتجرد عن أخلاقه ومسؤولية حيث طالب إدارة جامعة الزرقاء التي يدرس فيها أبنه أن تقوم بفصل ابنه من الجامعة لأنه تعدي على أستاذه بالجامعة ولم يقف عند هذا الحد ويكتفي بالإعتذار الذي قدمه للأستاذ بل ذهب بابنه على الفور إلى مديرية الشرطة وسلمه للأمن العام لاحتجازه.. تخيل معي أن يباشر الوزير بنفسه في أخذ حق ا لمعلم ويقتص له من ابنه بل ويسلمه للشرطة.. قد يكون الخبر أنتهى ولكن أصداءه المفرحة لم تنته، فقولي بربكم أين نجد مثل تلك النماذج من المسؤولين. إن واقع السلطة في عالمنا الذي نعيشه في دولنا يشير إلى كيف يأخذ المسؤول السلطات بيده ويسخرها كيف يشاء وأنه ومن يلف في فلكه (خط أحمر) لا يمكن أن يطاله سوء طالما هو يتمتع بتلك الأمتيازات السلطوية التي حتى القانون قد لا يكون قد منحها، فكثير من المسؤولين بعالمنا المعاصر تجدهم متسلطون وأنه ومن يدور في فلكه يتمتعون بهذه الأمتيازات لا لشيء إلا لأنه قد يكون مسؤولاً أو في حاشية ذاك المسؤول. إن الإسلام الذي ندين به والذي يرفعه كثير من القادة شعاراً لا يحل مثل تلك الممارسات وهو الذي يدعو للعدالة والمساواة بين الناس ويكفي أن رسولنا الكريم يستشيط غضباً عندما أراد الصحابي أسامه بن زيد أن يشفع في حق المخزومية التي سرقت بأن يعلن بقول قاطع (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها) وهي حبه وريحانة قلبه.. ويكفي ما وثقته سيرة السلف الصالح (أضر ابن الأكرمين) فليس هناك فرق بين هذا وذاك ولا مسافات وكما قال رسولنا الكريم (كلكم لآدم وآدم من تراب) فالمعيار ليس لأن هذا ابن ذاك أو ذاك (قريب) هذا، فكم ياترى في واقعنا المعاش هذا أن نجد مثل ذاك الوزير الأردني الذي لم يكتف بالتأنيب والاعتذار بل تعدى ذلك وطالب بفصل ابنه من الجامعة بل عاند عاطفته وساق ابنه ليودعه مخفر الشرطة لاحتجازه فأي أخلاق فاضلة تلك، وأي مسؤولية تلك وأي نماذج مثل هذه نجدها في عالمنا اليوم ، فهذا بحق نموذج للمسؤول الذي يطبق شعار المسؤولي على نفسه أولاً ليكون قدوة لغيره ولا نجد ونحن الذين يعاني كثير منا من ظلم بعض المسؤولين إلا أن نقول لهذا الوزير الهمام سميح المعايطة وزير الدولة بشؤون الإعلام والاتصال ووزير الثقافة (تسلم البطن الجابتك) وحفظك الله(وكتر) من أمثالك في عالم انتخبت فيها المروءة حتى جفت منابع الدمع، وغابت مثل تلك السلوكيات ، فقد أعدت ياهذا الوزير القامة سيرة السلف الصالح وأعدت للموقع ألقه وعدت لزمان الأحداث التي لا تكون إلا في الخيال وضرباً من الخرافة والخوراق في زمن ما عاد لها وجود بيننا. ومازلنا نتجول في منتدى القيادية الصحافية الذي أقامته أمانة المرأة بالاتحاد العام للصحافيين السودانيين ولعل أهم أسباب نجاح هذا المنتدى هو وجود رائدات الصحافة السودانية اللائي وضعت بصماتهن ناصعة وظاهرة في سفر الصحافة وأصبحن قبلة لمن يريد الخبرة أو الاستعانة بالتجارب وأنا من الشاهدين على أن قيادياتنا وأمهاتنا الصحافيات لا يبخلن بمعلومة ولا يتوانين في تقديم النصيحة خاصة لمن يرجون منه المواصلة في هذه المهنة وكثير منا استفاد منهن.. آمال عباس هي نجم من نجوم الصحافة قالت في المنتدى بمل فمها إن الكتوف اتلاحقت وأن هذه الكلمة لها ما بعدها فإذا لم تكن هذه المقولة صحيحة لما قالتها فهي بدأت عملها في زمن لم تنتظم فيه شخصية المراة في الصحافة ولم يتجاوز عدد أصابع اليد وهذه شهادة أما النصيحة الغالية التي وجهتها في المنتدى للصحافيات الشابات فهي (لاتبكي) نعم لا تبكي مهما كانت الظروف وأن تعالج قضاياها بعيداً عن البكاء.. ونقطة ثالثة أعتقد أنها مهمة هي أن لا تضعف المرأة بسبب طبيعتها ولا تخشى من الأسباب التي تجعلها تغيب فترات من الصحافة مثل إجازات الوضوع.. فقالت (نحن لا نعمل في الصحافة فقط بل نحن ننتج بشر أيضاً) فهذه ميزة قد يخشى بعض الصحافيات من فقد وظائفهن وهذه النصائح وغيرها تجعل الصحافية أكثر قوة وقدرة على تجاوز مشاكلها وزيادة إبداعها..أما معلمة الأجيال أستاذتنا نعمات بلال أول مدير عام لوكالة السودان للأنباء فقد أكدت أن سونا وهيكلتها أعطت المرأة حقها كاملاً مما يؤكد أن كفاءة المرأة تجعلها تبوء أعلى المناصب وقالت كلمة مهمة وهي(سونا ما تعرف تسوق لنفسها) وهي فعلاً كذلك خاصة بعد أن علمنا أن معظم القيادات في سونا من المرأة ونبهت نعمات لنقاط في الدستور أكدت تميز المرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات مع الرجل.. وهناك كلمة أخرى نبهت لها أستاذة نعمات فقد قالت (المجتمع سمح لنا بالعمل) أي أن المجتمع سمح للمرأة بدخول عالم الصحافة وشجعها ووضعها في مراتب متقدمة. أما أستاذتي والمريبة الفاضلة آمال سراج فقد أكدت من خلال تجربتها أهمية التوثيق فقد أنبهرت بتوثيقها فالمنصة وكل الحاضرين فقد كانت تحمل قصاصات من الصحف والمجلات التي كانت تعمل بها.. كما قدمت نصائح اجتماعية مهمة ستعود لها لاحقاً..الأستاذة منى أبو العزائم التي شغلت أول رئيس تحرير لصحيفة اجتماعية.. قالت كلمة مهمة (يجب أن لا نقصي الرجال فهم من ساعدونا) وهذا صحيح. سادتي تواثقت الصحافيات على أن يكون هذا المنتدى دوري وبرعاية الاتحاد وأن يجمع كل الصحافيين للفائدة التي وجودها فيه.. ونتمنى أن يتواصل الجميع.. وشكر لكل من شاركوا المنتدى مشاركين بالمشاركة أو الحضور.