كشف الرئيسان عمر البشير ونظيره المصري محمد محمود مرسي عن تحركات ثنائية مشتركة بشأن قضية مياه النيل، وقال مرسي إن ما شاب علاقات دول حوض النيل عقب اتفاقية عنتبي الأخيرة (كبوة) مررنا بها، مشيراً إلى أن التحركات التي بدأت يونيو الماضي تهدف بالعودة نحو حميمية وتنمية العلاقات بين كافة دول الحوض، لافتاً النظر لاتفاق مع الرئيس عمر البشير للعمل في إطار توافقي لإقامة مشروعات على روافد ومنابع نهر النيل حتى لا تعود تلك المشروعات بأضرار للبلدين، وأبان أن التفاوض والتباحث مع دول الحوض مستمر وهناك تجاوب من تلك الدول لقبول وعود مصر لها. من جهته أكد البشير استمرار الحوار مع دول حوض النيل، مشيراً لشروع لجنة دولية مشتركة من الخبراء من السودان ومصر وأثيوبيا تهدف لدراسة إنشاء سد الألفية من أجل أن لا تكون هناك آثار سالبة للسد على البلدين، محذراً من المحاولات الهادفة لخلق أزمة بين دول المنبع والمصب. وقال البشير إن محاولات خلق الفتنة «قادرين على تجاوزها». واتفق الرئيسان بأنه لا توجد مشكلة حول حدود البلدين، وقطع مرسي بأن الحدود المشتركة لن تمثل عائقاً نحو التواصل والتكامل مع السودان وتوقع أن تنتهي العوائق القديمة بمرور الوقت، وأكد البشير في مؤتمر صحفي مشترك مساء أمس بمطار الخرطوم في ختام زيارة مرسي للسودان التي امتدت ليومين أن السودانيين ليس لديهم عصبية نحو الحدود، وقال نحن لم نكن طرفاً في رسم الحدود السودانية المصرية ولكننا نحترمها، مبيناً أنها ستزول فور التوقيع على الحريات الأربع في غضون الأيام المقبلة، وقال لن تكون هنالك توترات ولا مشاكل ولا (شلتو أرضنا ولا شلنا أراضيكم)، وأضاف أن الحدود ستظل على الخرائط فقط. واتفق الرئيسان على إحياء مشروع التكامل المشترك بين السودان ومصر في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وتوقع أن تدفع إلى تكامل ثلاثي بين مصر والسودان وليبيا. ونبه إلى أن مشاريع التكامل عطلت في السبعينات وستعود في منطقة النيل الأزرق لتوفير احتياجات السودان ومصر من الأمن الغذائي خاصة محصول القمح، وتوقع البشير مصادقة الجانب المصري على اتفاقية الحريات الأربع خلال الأيام القادمة. وقال إن مهام الحكومات هي إزالة العقبات، وأبان أن العلاقات السودانية المصرية إستراتيجية لا تحتاج لحديث، ووصف زيارة مرسي للخرطوم بالمباركة وستعطي دفعة قوية للعلاقة بين الجانين. وأكد موسى محمد أحمد رئيس مؤتمر البجة خلال لقائه الرئيس مرسي بمقر إقامته أن الأخير تعهد بإزالة كافة العقبات لحل قضية حلايب، وأمن على حيوية العلاقة مع شرق السودان وأمن الطرفان خلال البيان المشترك الذي تضمن (12) فقرة على أرضية توسيع دائرة التواصل والحوار السياسي والإستراتيجي المشترك على كافة المستويات، وعبر الطرفان عن رغبتهما في زيادة حجم التعاون القائم في المجال الاقتصادي والسياسي والتجاري الاستثماري. وأكد مرسي الوقوف إلى جانب السودان في كافة المحافل الدولية والإقليمية والسعي لحل مشكلة دارفور ومساندة جهود السودان وجنوب السودان لتسوية كافة القضايا العالقة، وقال إن المباحثات تناولت القضايا الإقليمية والدولية شملت القضية الفلسطينية وضرورة مساندة الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة طبقاً لإرادته وتطرقت لتطورات الأزمة السودانية الدامية والعمل على وقف النزيف، وقدم مرسي شكره للرئيس والشعب السوداني على الحفاوة والكرم، وقال إنه رأى البسمة والراحة على وجه كل من قابله.