في لقاء والي الخرطوم بقيادات وكتاب الرأي بصحيفة آخر لحظة في صالون الصحيفة قبل أيام والذي جلس فيه د. عبد الرحمن الخضر إلينا بشهية مفتوحة وصدر واسع جعل الزمن يمضي دون أن نحس به حتى تفاجأنا بقرب ميقات التهجد في ذلك اللقاء حرصت على أن أتحدث عن مشكلة الإعلام بالخرطوم بحضور د. هاشم الجاز المدير العام الجديد لوزارة ثقافة وإعلام الخرطوم هذه الوزارة التي كنت لصيقاً بها أيام الوزير طيب الذكر هاشم هارون حيث كنت أتولى أعباء رئيس المجلس الاستشاري للوزارة قبل فصل الشؤون الاجتماعية عنها وكانت أيامها كل مشروعات الوزارة تطرح علينا قبل أن تخرج إلى مجلس الوزراء أو المجلس التشريعي كما كنا نقيم الأداء كل فترة وأخرى وكان المجلس الذي يتولى فيه أعباء المقرر الصحفي والتلفزيوني الناجح الأستاذ الطاهر حسن التوم مؤثراً جداً خلال عامي عمله.. المهم في جلستنا مع الوالي ذكرت بأن مشكلة ولاية الخرطوم الآن في إعلامها الذي يعمل بلا استراتيجية واضحة تجعله مؤثراً وفاعلاً في الساحة بعيداً عن أدوار العلاقات العامة التي تجعلهم يحصرون أدوارهم في تنظيم اللقاءات الصحفية أو كتابة أخبار العلاقات العامة الفطيرة وأعجبني في السيد الوالي الذي تربطني به علاقة محبة قوية وإعجاب بقدراته منذ أن كان في القضارف مما جعلني أقول عندما عين والياً للخرطوم خلفاً للمتعافي «الآن قد ذهب والي الحجر وجاء والي البشر» وبالفعل أكد الخضر من خلال تجربته بالخرطوم أنه كذلك إلا أن الإعلام في الولاية ظل يظلمه كثيراً ولا أقصد إعلام مكتبه وإنما كل مكاتب الإعلام في مؤسسات الولاية المختلفة فهي أبطأ من حركة الوالي وحكومته وأغبى من حكومة الخضر بغياب مبادراتها وعدم فاعليتها وضعف مقدرتها على عكس إنجازات الولاية بشكل ذكي وفي قوالب متنوعة الشيء الذي يجعل المواطن لا يعرف شيئاً كثيراً عن كبري توتي أو الحلفاية أو غيره بعد خبر الافتتاح كما لا نعرف المجهودات المبذولة في المياه أو الكهرباء أو الشؤون الاجتماعية وغيرها إلا من خلال أخبار موجزة والغريب أن هذا يحدث في الولاية التي يراهن عليها حزب الخضر في الفوز في الانتخابات القادمة والتي تتحمل عبء كثافة القادمين إليها من الولايات الأخرى. المهم عندما تحدثت عن الإعلام لم يكابر الخضر بل اعترف أمام الحضور بصحة ما قلت وذكر عدة شواهد لتأكيد ما ذكرت مما يؤكد اتفاقنا معه ومن هنا أقول يمكن أن يبدأ الإصلاح خاصة وأنه قد دفع للوزارة المختصة باثنين من الكوادر المميزة د. محمد عوض الباروردي ود. هاشم الجاز والاثنان تركا مواقع هامة وجاءا للوزارة، إلا أن المعطيات تقول أنهما لن يفعلا شيئاً في ظل الواقع الماثل بالولاية ما لم يختارا كوادراً مميزة تدفع معهما المسيرة القادمة في ولاية تجد نفسها تسوقها المشاكل في وقت مطلوب منها أن تواجه هي المشكلات وتعالجها مستغلة إعلاماً ذكياً عبر أجهزتها الإعلامية المختلفة. وهذا لن يتم ما لم تصحح الأوضاع داخل الوزارة التي هي بحاجة إلى إعادة نظر كما يحتاج الوالي إلى مجلس استشاري إعلامي يفيده مثلما أفاده لقاء قيادات وكتاب آخر لحظة في عكس كثير من مشكلات المواطنين والعصف الذهني معه حول الحلول. أخيراً.. كما ظللت أقول إن د. عبد الرحمن الخضر والي استثنائي ومثله بحاجة إلى إعادة النظر في كوادره الإعلامية لأن الذي يطالع التقرير الذي قدمه لمجلس الولاية حول الإنجاز يندهش كيف ولماذا يبقى كل هذا دون أن نرد به على الذين يتربصون بالولاية وبالحكومة عموماً كل يوم.. فالوزارة التي يقودها البارودي مناط بها دور كبير وخطير ستسرقه منها تشريفاته كل يوم لحفلات دوري الأندية التي لا يتجاوز حضورها أصدقاء واسر وجيران مقدمي الفقرات فيها.. فيا أخي البارودي فقد عهدناك مفكراً ممتازاً وقائداً مقتدراً أيام زمالتنا ولهذا راهن عليك الخضر في إحداث تحريك بركة الثقافة والإعلام الراكدة حتى يكون الإعلام مؤثراً في عكس الإنجاز وفي إحداث التغيير الاجتماعي المنشود الذي يصلح من الحال لصالح نجاح التجربة التي تراجعت كثيراً من مشروعاتها بفعل غياب الثقافة المطلوبة لكثير من المواطنين الذين لن يتفاعلوا إيجاباً مع لجنة يوسف عبد الفتاح في السلوك الحضري في غياب الإعلام والثقافة التي تشكل أرضية نجاح مجهوداتها بإحداث التغيير في السلوك.