مثلما في أحايين كثيرة تفرض علينا بعض الظروف أن نكتب عنها .. هناك من عباد الله من هو كذلك .. يفرض على القلم أن يجري على الورق دون استئذان منّا أو أن ينتظر إشارة .. أو حتى إعطاء وقت لتجميع الأفكار .. ومن هؤلاء الشيخ عبد الله أحمد التهامي المحافظ والوزير الولائي السابق والأمين العام لأنصار السنة الآن .. وللأمانة أقول إنه لا علاقة أو صلة تجمعني بالرجل .. وأكتب عنه الآن وهو خارج البلاد .. ولكن ما عايشته منه في فترات سابقة وما سمعته عنه الآن فرض عليّ أن أقول في حقه بعض كلمات هي على عجزها عن التعبير أتمنى أن تعطيه بعضاً من حقه .. وعلها تدفع آخرين لحذو حذوه .. وتذكرهم كيف يكون الراعي مع الرعية وكيف يكون التراحم وكيف يكون الوفاء.عبد الله أحمد التهامي كان محافظاً سابقاً لمحافظة الكاملين (قبل أن تحل المحليات محل المحافظات) .. قضى فيها فترة بسيطة ولكنها طويلة طول الدهر والتاريخ ..لأن بصماته ما زالت واضحة المعالم في محطة الكهرباء وفي تغيير صورة المحافظة وحاضرتها بالمباني والمعاني .. بعدها غادر الرجل وزيراً للتربية والتعليم في ولاية شمال كردفان لمدة خمسة أعوام بأمر المواطنين هناك .. ومن قبلها محافظاً لمحافظة شندي .. قبل مغادرته السلطة .. وفي كل كانت له أسوة حسنة في قيادة المسيرة وله سيرة.. وما دفعني لأتحدث عنه الآن هو ما سمعته من آبائنا وإخواننا في جمعية القرآن الكريم عنه .. فهم يقولون إنه كان الداعم الأول لكل مشاريعهم القرآنية والدعوية عندما كان محافظاً .. والمواصل لدعمه الآن كلما طرقوا بابه وهو بعيد عن السلطة .. وما سمعته أيضاً من أهلنا في الكاملين الذين ما زالت حواجبهم معقودة بفعل الدهشة وهو يرسل شاحنة صغيرة محملة بكل مستلزمات رمضان والعيد للبسطاء من الذين عرفهم عندما كان محافظاً .. وهكذا أفعال تجبرنا على الإشادة بالرجل والدعاء له مثلما أجبر الدموع على النزول في محطة الخدود فرحة بالصنيع الذي لا يكون إلا من رجل عرف معنى المسئولية فأعطاها حقها .. وعرف معنى التواصل والتراحم والوفاء وهو ليس بمسئول.. وهو صنيع نادر في هذا الزمان الأغبر الذي توصد فيه مكاتب المسئولين في وجه المحتاجين من الرعية .. وغاب فيه الوفاء بكل معانيه الجميلة .. فجمعية القرآن الكريم التي ما زال لسان أهلها يلهج بالثناء والدعاء للتهامي هي الآن تستجدي الناس لتفعيل برامجها بعد أن حجبت عنها المحلية الدعم .. يمشي أمينها العام على قدميه بينما يركب الآخرون (الفارهات) .. من مسئول وكالة النشاط الطلابي وحتى مسميات أخرى لا تقارن أو تساوي بالجمعية .. لا تملك داراً تليق بها ولكل الكيانات بمسمياتها الكثيرة دور.. ويزور والي الجزيرة (دار الرياضة) ولا يزور دار جمعية القرآن الكريم .. لذلك كان طبيعي أن يكون اسم الرجل الذي ما أوصد في وجههم باباً على ألسنتهم وعلى ذاكرتهم بما قدم لهم عندما كان على كرسي السلطة .. وبعيداً عنه .. وكذا الحال لأهلنا البسطاء من وصلهم دعمهم مع (قبايل العيد).ألا يستحق الشيخ عبد الله أحمد التهامي أن نكتب عنه وأن نقدم تجربته للآخرين من السادة (المعتمدين) .. أليس في تجربته دروس لهم ولنا .. نتمنى ذلك ..