شيخ نور الدين إمام مسجد القرية طفق يحدث الناس بكلام بدا غريباً عليهم.. ü يحدثهم عن خروج أناس من (الإيمان) رغم أنهم يصلون ويصومون ويحجون.. ü ولم يدخل مثل الكلام (العجيب) هذا عقول أهل القرية.. ü كيف يعني شخص يصلي ويصوم ويحج ولا يكون (مؤمناً)؟!.. ü ولكن الإمام أصر على كلامه وهو يردد- المرة تلو الأخرى- حديثاً نبوياً (صحيحاً) لم يسمع به المصلون من قبل.. ü إنه الذي يشير ذاك إلى أن المؤمن يمكن أن يزني وأن يسكر وأن يجبُن ولكنه لا (يكذب).. ü فالكذب يُخرج المرء من الإيمان كخروج الشعرة من العجين.. ü وفي حديث آخر: (يُطبع المؤمن على الخلال إلا الخيانة والكذب).. ü ويعجز مخزون لغة الضاد لدى أهل القرية النوبية تلك عن رفدهم بما يعينهم على التعبير (تعجباً) ف(يرطنون).. ü ويُضطر الإمام إلى أن (يرطن)- هو الآخر- لترسيخ المعنى في أذهان الناس.. ü و (يرطن)- كذلك- (كبير القرية) ومعاونوه استفساراً عما يعنيه الإمام منذ نحو اسبوعين.. ü فقبل الاسبوعين هذين لم يكن شيخ نور الدين يتحدث بمثل الكلام الغريب هذا أبداً.. ü وفي لحظة غضب (يتجرأ) أحد معاوني الكبير هذا بتوجيه تهمة للإمام لم يسبقه بمثلها أحد من العالمين في (دنيا) القرية تلك.. ü قال له يوماً عقب صلاة الجمعة: (إني أظنك من الكاذبين).. ü ويغضب لغضب الإمام أئمة في القرى المجاورة ويُهرعون لنصرة أخيهم وهم يتأبطون (النسائي) و (مسلم) و(البخاري) و(الترمذي).. ü ويحاجون الكبير ورجاله- الأئمة هؤلاء- فيما إن كان ما يغضبهم هو تشكيكهم في صحة الحديث أم في حكاية الاسبوعين هذين.. ü ولو كانت قصة كلنتون ومونيكا قد حدثت في الوقت ذاك لحاججوا بها- كذلك- تأكيداً لمقولة الشيخ محمد عبده (وجدت إسلاماً في الغرب ولم أجد مسلمين، ووجدت مسلمين هنا ولم أجد إسلاماً).. ü فالشعب الأمريكي عذر رئيسه على (خطأ) يمكن أن يقترفه المؤمن دون أن يخرج عن الإيمان ولكنه لم يعذره على (الكذب).. ü ويقف أهل القرية على (سر) الإسبوعين حين يهمس جابر (هندسة) بمعلومة تتعلق ب(وابور المياه) الذي أوكلت إلى الكبير مهمة استجلابه ب(العون الذاتي).. ü ويسترجعون حديث (الكبير) يوم الاحتفال بمقدم المضخة العملاقة وهو يقسم- دونما داعٍ- بأن كل شيء (سليم في السليم).. ü وبعد أن يقسم بالله مثنى وثلاث ورباع يضيف قسماً من عنده أشتهر به: (وديني وإيماني).. ü ولكن (إيمانه) هذا يسعى الإمام إلى (تجريده) منه بنص الحديث المذكور.. ü ثم يجعله أمام الناس (كذاباً) وهو الذي يصوم ويصلي ويحج ويكثر من عبارات (أعوذ بالله) و (استغفر الله) و(يا لطيف).. ü وفي أول جمعة قادمة- بعد (الإسبوعين)- يُفاجأ الناس بإمام جديد.. ü ويستهل الإمام هذا (عهده) بشرح ل(إن جاءكم فاسق)!!!!!