توتي تلك الجزيرة الحالمة في قلب مقرن النيلين كم رفدت هذه الأمة من الخيرات أطيبها.. ظلت تطعم العاصمة من خضرها وفاكهتها زمناً وأهدت للوطن من الألحان أروعها.. كانت الملهمة للكاشف وهو يلحن ومنها خرجت أروع الحان ناجي القدسي ومجذوب اونسة والكاشف وعمالقة الحقيبة.. توتي منها تفجر ينبوع الأغاني وهي تهدي للوطن إبراهيم خوجلي وحمد الريح وغيرهم من المبدعين من ذلك الزخم الجميل اخترنا أمير الغناء حمد الريح يقول حمد : بدأت الغناء في الستينيات وكانت الساحة تزخر بعمالقة الفن أحمد المصطفى، وعثمان حسين، والتاج مصطفى، وإبراهيم عوض، والكاشف ومع ذلك وفقني الله ان أجد مكاناً بينهم وما أروع الأنضمام اليهم بدأت حياتي بأكثر من سبع أغنيات كلها كانت من الحاني، ووجدت الانتشار سريعاً والحمد لله- أثناء عملي بمكتبة جامعة الخرطوم وقبل ان يفصلني نظام نميري كنت أجد المتعة في الاطلاع على روائع الشعر والأدب ومنها خرجت بأعظم أغنياتي- مريا لصلاح أحمد إبراهيم- والصباج الجديد لأبي القاسم الشابي، وعندما كنت صبياً للشاعر اليمني لطفي جعفر أمان- وبطاقة شوق المعروفة بأحبابنا أهل الهوى للدكتور عبد الواحد عبد الله- وتايه الخصل لكامل عبد الماجد وإني غفرت للشاعر محمد أحمد محجوب - بدأت حياتي مغرماً بكرة القدم وكنت كابتن لأشبال المريخ ولعب معي عز الدين الدحيش الذي أصبح بعدها من أشهر لاعبي الهلال، والمنتخب الوطني. كما لعبت في بداية ظهوري الفني مع فريق توتي ضد الهلال في مجده، وكان يحرس مرماه العملاق سبت دودو وعملت الصحافة لإثارة الناس، وكتبت عن تحدي فنان(إنت كلك زينة) للهلال وجاءت جماهير غفيرة لتشهد التحدي المزعوم وحمدت الله أن وفقني في إحراز هدفاً رائعاً في شباك سبت دودو، إهتزت له المدرجات.. مثلت السودان في مهرجان الشباب العالمي ولعبت ضد اسبارتاك التشيكي في موسكو. قصتي مع الدحيش: كنا في أشبال المريخ وكنت الكابتن وكان الدحيش مصرًا على عدم إرتداء الحذاء، ومدربنا منصور رمضان وقتها.. وأصريت على ان لا يلعب حافياً للتحكم في الكرة ولكن رفض وذهب لفريق الشاطيء ومنه للهلال كأعظم لاعبيه. أسرتي تتكون من رفيقة عمري زينب حسن شقيقة الصحفي النعمان حسن ولي إبنان الحارث ومحمد ومن البنات هنادى وهالة وراما وقصية وسولارا وداليا ورانيا وأحمد الله الذي رزقني عددًا من الأحفاد أستمتع بقضاء أحلى الأوقات معهم. نعم كونت ثنائية رائعة مع عبد الرحمن مكاوي والملحن ناجي القدسي والساقية لسه مدورة كانت أغنية ثورية عند الناس.. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن طير الرهو التي كتبها المرحوم الرائع إسماعيل حسن ولحنها صلاح بن البادية هي أغنية وطنية مثل حمام الوادي !! وقيلت في الشريف حسين الهندي أيام نضاله ضد مايو.