في إطار الدعوة للحوار وتوحيد الصف والانفتاح على الآخر اجتمعت قيادات الأحزاب السياسية بولاية الجزيرة نهاية الأسبوع الماضي بقصر الضيافة بالولاية تلبية لدعوة الحوار الوطني التي دعا إليها رئيس المؤتمر الوطني ووالي الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه الذي أكد أن ولاية الجزيرة لها دور ريادي ومسؤولية تاريخية تحتم عليها الإسهام بنصيب وافر في جمع الصف الوطني وحماية المرتكزات الروحية والدينية والوطنية بجانب حماية الأرض والعرض، ودعا إلى حشد طاقات الأمة نحو مرحلة جديدة تبتدر بمشروعات وحدة الصف ومداولات الدستور والإسهام في إثراء الحوار الفكري البناء مما يؤسس لنهضة شاملة وبرنامج إصلاح سياسي، فيما دعا الشيخ محمد عبد الكريم أحمد جماعة أنصار السنة إلى دستور إسلامي لأنه الأصلح للناس في كافة مناحي الحياة والشؤون الاجتماعية والاقتصادية، مستدلاً بآيات من الذكر الحكيم التي توجب الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، مشيداً بهذه المبادرة والاستجابة الكريمة الواسعة للحوار. قال الأستاذ الأمين الصديق الهندي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة إن التعددية هي دعوة للثوابت والاتفاق حول الثوابت هو الذي يثبت الأمة، والسودان غني جداً بالثوابت، وأضاف أن مشاكل السودانيين تحل في مناسبات الأفراح والأتراح، وأشار إلى تشبع السودانيين بأدب الخلاف فيختلفون في البرلمان ويجتمعون في المساء في ود وترحاب وهذا ما لا يحدث في كل شعوب العالم، وأوضح أن الحزب الواحد لا يحكم البلد ولابد من تفعيل آليات التداول السلمي للسلطة والمشاركة الفعالة من كافة القوى السياسية، وامتدح الطرق الصوفية في البلاد لأنها ذوبت القبيلة وانتقد الممارسات السياسية التي شطرت الأحزاب الكبرى إلى سبعة أحزاب قائلاً إن هذا الانشقاق لم يحمِ الدين ولم يحمِ الوطن، وأردف نحن أصلاً لسنا مختلفين ونصلي خلف إمام واحد وأن البلاد أصبحت عرضة لاستهداف مستمر ولابد من جلوس الحكومة والمعارضة وتوحيد الصف من الداخل. الديمقراطية عندنا معدومة لكن السوداني يحترم قياداته وأن نحكم صوت العقل. ومن جانبه أشار الأستاذ عامر الأمين العام للمؤتمر الشعبي بالدعوة لهذا اللقاء للتحاور والتشاور وسماع الرأي الآخر في حرية تامة وشفافية لنقدم الأنموذج لأهلنا في السودان، وقال إن الحوار يكون مع حكومة الولاية لأنها الحكومة الشرعية التي أتت عبر انتخابات تشاركنا فيها ونزلنا في كل الدوائر لتكون المشروعية لأنها طوق نجاة للناس لكن الحكم الديمقراطي يقوم على الحكومة والمعارضة، واعترف بأنهم في الشعبي وقفوا موقفاً خطراً خاصة موقفهم مع الحركة الشعبية ولكن يتفاءلون بالإصلاح. وفي ذات السياق أثنى الأستاذ الفاتح سليم المحامي «الحزب الناصري» على إيجابية اللقاء الذي يؤكد على استعداد كافة القوى للحوار من أجل الوطن وأنهم جميعاً شركاء في الهم، ودعا إلى وضع مشروع وطني يخلص السودان من أزمته وقال إن المعارضة تراهن على إسقاط النظام عن طريق الانتفاضة الشعبية لكن يرى أن ذلك لا يمكن أن يتم، فقد فشلت الدعوة للمظاهرات، وتابع الأحزاب الآن لن تقبلها الجماهير ففي عامي 1964 و1985 كانت القوات المسلحة تنحاز للجماهير، أما الآن فالسلاح موجود في كل مكان الأمر الذي يحتم الدعوة للحوار الوطني السلمي، لأن الانفجار إذا حدث سيقضي على الأخضر واليابس ولن نجد إنساناً ولن نجد وطناً، وأضاف أن موضوعات الحوار لابد أن تتناول معاناة الحكم الفدرالي وأن الدعوة للحوار الوطني دعت لها استشارية الأمن الوطني لكن تم اجهاضه، وقال لم يخرج الحوار للشارع ليكون حواراً جماهيرياً يحدد العقد الذي يصوغه في مواد تسمية الدستور. ومن ناحية أبان الأستاذ الفاتح أحمد الفكي «الحزب الاتحادي الديمقراطي» أن حزبه له تجارب ثلاث في حكومة البرنامج: إن هذه القناعة بالحوار ترسخت منذ الاستقلال وإن مشكلة السودان التخلف وأزمة الديمقراطية في العالم العربي تتجاذبها كثير من الانتماءات، فالبنية التحتية تحتاج لتثبيت ولابد من الحوار والتوافق بين الجميع لتحقيق الديمقراطية التوافقية. ومن جهته قال الأستاذ محمد الكامل نائب الوالي ووزير التخطيط العمراني لابد من البحث عن ثوابت كلية للحوار، وأكد أن الجزيرة مؤهلة لأن تكون ولاية قائدة تتقدم الصفوف وتؤثر في الإدارة المركزية، وطالب بأن يكون الحوار حول ما يجمع الناس وقال نحتاج لميثاق شرف يحمي الديمقراطية وأن تكون الأحزاب قوية لا سيما في ظل الثوابت لأن كل حزب يتحدث عن الإسلام ويرى أن يكون الإسلام طريقه، ودعا للحفاظ على الهوية والديمقراطية والوطن وقال إن حزبنا يخاطب قضايا الوطن بكل جرأة وبذل من الجهد ما لم يبذله خطاب آخر، داعياً لمواصلة الحوار للوصول لما يجمع الأمة. ومن جانبه أشاد الأستاذ عمر الجيلاني المحامي «حزب الأمة الديمقراطي» باللقاء وتلبية الدعوة من قبل قيادات الأحزاب وقال إن العلاقة العامة والتواصل الاجتماعي ما بين السيد الوالي وقيادات الأحزاب جيدة في هذا الإطار لكنها فاترة سياسياً وإن التجارب كانت سالبة، مؤكداً حرصهم على سلامة وأمن البلد مع الوطني على الثوابت، وقال من خلال الحوار مع الوطني نستطيع قيادة مبادرات لحل أزمة السودان وفق رؤية سياسية جديدة، وفي ذات السياق أشاد مولانا الأمين الطيّب أبو قناية رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي باللقاء وقال إن ذلك في حد ذاته نجاح كبير ورغم المرارات التي تعرضنا لها نؤيد الحوار لأنه يفتح باب المصارحة وبه خلصت النيات ونتوصل إلى القرار السليم لأن الحزب الواحد لا يمكن أن يحكم هذه البلاد، وأضاف نحن من جانب حزبنا نؤيد هذا الحوار ونقف بجانبه إلى أن يقوى عوده، وأردف زالت في نظري الضغائين والمرارات التي كانت بالنفوس وقد فتح كل منا قلبه للحوار ودعا لتكوين لجنة لوضع الأسس المتعلقة بالحوار.