حقاً إن التاريخ يعيد نفسه أكثر صلابة وقوة وصدقاً.. وإن التجارب تصقل كل الشأن وإن التعمق الإدراكي والوعي يزيد التجارب صقلاً.. فقد بدأت الحركة الاتحادية منذ أربعينيات القرن الماضي أحزاباً وجمعيات أدبية وتجمعات وطنية صادقة.. وحينما أدركها ما هو أكبر وأعظم اتحدت في الحزب الوطني الاتحادي الذي جاء بالأغلبية لأول مرة بالسودان وحقق بذلك كل مستحقات الاستقلال ولكن ماذا حدث بعد ذلك وبكل الصدق والأمانة بدت الأحقاد والحسد والكراهية.. وبدا الكيد والنكسة الأولى باستقالة الثلاثي ميرغني حمزة وأحمد جلي وخلف الله خالد وبدا الانشقاق والتمحور ودخلت الطائفية والتبعية حقداً على النقاء والطهارة وحقداً على المسيرة الاتحادية وهي تصنع أولى خطوات ترسيخ الديمقراطية والعدالة والتحرر.. وبرز وظهر حزب الشعب الديمقراطي ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن ما زلنا نعاني ونعاني ونعاني لارتباطات عقدية وإرث طائفي أقعدنا عن التطور وحرصاً على المصالح العليا وليتنا جاريناه.. جاء عام 1967 باندماج غريب وترضيات زائفة وتكون الحزب الاتحادي الديمقراطي بمعادلة فريدة في نوعها.. اتسمت بالطبطبة ومعليش وخلاص ولا داعي دعونا نقبل عسى أن يصلح الحال.. حيث كانت مصالحة بين نقيضين ومنهما لم نرَ عافية ولا تطوراً.. بل اختزالاً للحركة الاتحادية وحرباً خفية كلما أخمدت نارها أشعلوها وتناقصنا هنا. علينا أن نذكر الجميع بمواقف واضحة كرام المواطنين أضربوا بيد من حديد عهد عبود «الاتحاد الاشتراكي وجعفر نميري».. مشاركة الإنقاذ في السلطة بعد الهزيمة في انتخابات مزورة وارجعوا البصر كرتين انتخابات 1986 وكم حصل الحزب من مقاعد ومن أصوات؟ بالله عليكم ألم تتعظوا وإلى متى؟ وكفاية بدأ الأصفياء من أبناء الحركة الاتحادية يناضلون من أجل إعادة الحزب سيرته الأولى ومرت اجتهادات ومحاولات كانت كلها صادقة في نيتها وأعطت زخماً ودفعاً للاجتهاد مع تخلق مواكب للزمان والمستجدات، حيث كانت اللبنة للوحدة الآن لهم جميعاً التجلة والتقدير على ما قدموه، هكذا استمر التدافع من المختصين والحادبين على مصلحة البلاد فيزداد عددهم ولم تفتر عزيمتهم وتوالت وتواصلت الاجتماعات في كل مكان وليس حكراً على العاصمة، فكانت الجماهير والأقاليم سباقة مصادقة في عهدها ووعدها إلى أن وصل الجميع إلى سدرة المنتهى وجاء إعلان مباديء الحركة الاتحادية في 21 أكتوبر 2011 بنادي الخريجين بأم درمان الذي وقعته كل الفصائل الاتحادية الحرة وغير المرتبطة وغير المقعدة والتي عتقت ذاتها إلا من المباديء الحرة وتحقيق الذات من غير إملاء ولا ركوع ولا خنوع، وجاءت الفرصة التي قطعت قول كل خطيب بالمشاركة في السلطة مما وضّح الخيط الأبيض من الأسود وفرصة جاد بها الزمان وحققت أشواق عامة الاتحاديين وخاصة الذين جار بهم الدليل وها هو الدليل جاءكم.. ومن غير انتظار التأم الصف الاتحادي الحر ووجد الشباب الثائر والمتمسك بالمباديء ضالته في هذه الوحدة، والذين يرون أنها صراع الكبار هم في حل عنه، فالتحموا مع المباديء واتحدوا شباباً وطلاباً وما أحداث جامعة سنار ببعيدة، فقد وجد هؤلاء الشباب من الآباء من أمن ظهرهم وساندهم ووقف مع المباديء الحرة وتسارعت الخطى بعد أن اتضحت الرؤية وتكونت لأول مرة لجنة تنسيقية عليا من كل الفصائل أوكل لها أمر القيادة وبجانبها لجنة فنية قامت بدور فعال، هنا سقطت كل الأسماء والمسميات وصار الكل حركة اتحادية رافضاً لكل أشكال الهيمنة واضعاً مبدأ اتحادياً طالما فقدناه وهو حق الجماهير في قيادة الحركة الاتحادية، فأي حزب يدعي اتحاديته ولم يشارك الجماهير في قيادته فهو ليس باتحادي، فليتخذ اسماً آخر شبيهاً له، أما الحركة الاتحادية فإن قيادته خادمته التي يستمد قوته منها حيث يستوي فيها الطليعي والقاعدي والقائد، كل الأعضاء سواسية يتقدم فيها صاحب العطاء والمقدرة وليس بالاسم ولكن بالعمل وأول الغيث وبطريقة علمية مواكبة وإدراك وقراءة للساحة السياسية، فقد بدأت اللجان عملها وأصدرت «الخط السياسي للحركة الاتحادية» والذي بدأ توزيعه للجماهير وخاصة الشباب ليتمسك العضو بفكر مكتوب وكتاب مقروء ومتطور يستطيع به أن يحاسب القائد والطليعي، وقد تم نشره في الشبكة العنكبوتية ليطلع عليه الجميع الاتحادي وغيره، وقبل إجازته وهو ليس كاملاً، سوف تقوم قيادات الحركة الاتحادية بالطواف على أصحاب الشأن في كل أقاليم السودان وتمليكهم كل المعلومات وتطورات الأحداث وإضافة رأي الجماهير لتشارك كلها في برنامج الحزب الذي ينتمون إليه، ولكل مواطن الحق في إثراء هذا الجهد لينبع إحساس متكامل بأن هذا الذي أمامه حقه ويلبي طموحاته ويحقق أهدافه ليدافع عنه عن علم ودراية وبعدها تبدأ الخطوة العملية الأولى والأكثر عملية بالإحصاء الدقيق من القمة للقاعدة ليتساوى الجميع ليقود ذلك إلى حزب علمي كل عضويته سواسية مواكبون وطلائع للتغيير للوصول إلى ديمقراطية معافاة وإلى حرية للفرد يحس بها ويشارك في كل القرارات. أيها الاتحاديون الشرفاء ها هي الفرصة أمامكم وكل شيء بيدكم لإخراج البلاد والعباد مما يعانون، فلتصمت كل الأصوات التي كانت تروج للبرامج والأهداف، و التي تتحدث عن البدائل فالبديل هو الصادق الأمين ابن الشعب والجماهير الوسطى الغيور الاتحادي الحر. أيها الاتحاديون أنتم بكل الصدق الأقدر على حمل الراية الوطنية لأنكم الراضعون من ثدي الوطنية ومن تراث هذه الأمة.. ليس فكراً مستورداً ولا فكراً منغلقاً.. إنكم الوسط الهائل من هذا الشعب الصابر وأنتم الديمقراطيون من غير زيف.. وأنتم المعتدلون المسالمون والذين تنادون بأن الحرية «لنا ولسوانا». أيها الاتحاديون هذا نداء علمي وبرامجي واضح وصريح هبوا عمالاً ومزارعين.. شباباً وطلاباً.. رجالاً ونساء لنعيد لهذا الشعب مجده وحريته وديمقراطيته وثقته في ذاته.. لنبدأ بالتنمية البشرية وتغيير السلوك والعودة إلى الجذور والأصل هو الحركة الاتحادية. البلاد تناديكم فلا تتركوها تغرق فبالاتحاد ننجو.. وبالاتحاد نسمو.. وبالاتحاد ننهض وليس سواه وقفة تحتاج لوقفة وتحتاج لتدبير وتفكير ووقفة مع الذات صادقة من أجل الوطن ومن أجل الأجيال القادمة.. من منكم لديه هذه الصفات.. ولنا عودة بالتفاصيل والمثير والصادق.. إنها دعوة صادقة للجميع. الحركة الاتحادية- بحري