إذا قيل لكم «أنفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله..» تحوطاً وحذراً وإحاطة بالمدلهمات.. ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار.. فهذا نسق من التوجيه لامة المجاهد المثابر محمد (ص) وأنتم تعايشون كل المراحل والفواصل وتقرأون بدقة القرآن الماثل بين أيديكم جميعاً.. ولكل حال آيات محكمات محيطات ومرشدات.. ولذلك قيل لكم.. وما فرطنا في الكتاب من شيء (اي القرآن الحكيم).. وهاكم (الأنفال) من بين الثوابت ال(114) سورة.. وترتيبها هو ال(18) تتالياً بآياتها ال(75).. والتي كنا نعكف عليها كثيراً -يوماً- داخل سجوننا من أجل تحكيم كتاب الله.. فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. ولا تجعلنا لديك من الغافلين.. ثم ماذا بعد.. فإن ربكم الأعلى جل جلاله يقول: «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدِّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون» ومن الملاحظات التي تواترت على العالم الاسلامي والعربي المواجهات الدامية.. وسفك الدماء وإلحاق الأذى والدمار بالإنسان وبالمنشآت.. وتعطيل الحياة في كل مجالاتها.. ونحن في السودان قد نحسب ونحصي كثيراً من الفوارق والنعم والطمأنينة ولنا نحن في السودان فطرة إجتماعية حانية.. يتنافى معها البتر والسلخ والتشويه.. إلا أن تكون دخيلةً على بعض النفوس.. وهي ترتد على محدثها المعتدي. لأنهم يقولون «الزول في الحارة بلقا أخو» ولكن حب النفس واخذ الثأرات وإحتقار الآخر هنا وهناك.. ثم تفشي الجهالة بالدين وبالمعروف وترك العلم وذكر الله كثيراً كذلك ما ترتب على هذه الظواهر النزوح والتشرد وزعزعة أركان الحياة.. فيضطر المضطربون هؤلاء لعون وإغاثة الآخرين ونحن كسودانيين اسخياء عند النجدة والشظف والمجاعات.. وقد ذكرت لكم ان النبي المعصوم (ص) قد ميزنا على غيرنا بقوله «جُعل السخاء عشرة أجزاء.. تسعة منها في السودان وجزءاً لسائر الخلق» -أياً كان السودان بشراً أو رقعةً- كما لا يترك السودان عترته العرب حتى يشاركهم ايضاً الحياء حيث يقول المصدوق (ص) «جُعل الحياء عشرة أجزاء تسعة منها في العرب.. وجزء لسائر الخلق» فمن هذه المنطلقات الحانية كذلك لا نستقر نحن كقطاعات أو سلطات ابداً حتى نحمل المؤونة لكل متضرر أو ذي مسغبة.. ثم نظرنا نحن للأمر من زاوية هامة اخرى.. وهي دلالة وحكمة هذه الآية «فلولا نفرٌ من كل فرقةٍ منهم.. طائفة..» لتمكين الفطرة السليمة وهدي وإرشاد الدين.. لأن «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»كما أثبت المصطفى (ص) وبالنفرة تذكير بنبذ روح العدل وتخريب الديار وقتل النفس وسلب الأموال.. وهتك الأعراض.. ولا يتأتى هذا الفهم الناجع المفيد إلا بالتعليم والتذكير والإتعاظ.. لهذا أنشأنا منظمة خيرية.. أخذت اسمها من شواخص المناخ لدى بعض هذه الطوائف الراحلة أو الظاعنة أحياناً.. وهو اسم (الرشاش) وهو معلوم انه المناخ المواتي لبدايات فصل (الخريف) فكانت.. (منظمة الرشاش) الخيرية ثم سجلت حسب الملزمات القانونية.. فوضعت رؤيتها وخطتها بين يدي الاخوة بوزارة الارشاد والأوقاف.. يحوطنا بالهمة التشجيعية العالية وزيراها (د. الفاتح تاج السر) والعارف (محمد مصطفى الياقوتي) ثم الاخوة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي.. بوزيرتها الناشطة (مشاعر الدولب) شقيقة الشهداء والشاب (د. إبراهيم آدم إبراهيم) للدفع الاجتماعي وتمت الإحاطة بكل من منبر الذكر والذاكرين ومفوضية (الاحلال والدمج) وعلى رأسها أخي الهمام (د. سلاف الدين صالح) فنهضت همة الناجزين والنابهين حتى كانت «قافلة الدعوة والتذكير بالله تعالى» وكانت هي الزحف للقطاع البترولي والحيواني والزراعي والاجتماعي بولاية غرب كردفان.. ثم حرصنا على المؤسسية حين اتصلنا تمهيداً بمعتمدي المحليات المستهدفة فكانت القوافل (ثلاثة) محاور.. هي المحور الشرقي حيث يغطي محليات (لقاوه) و(كيلك) و(السنوط) وكان على قيادته المجاهد «بخيت سعد إبراهيم» أما المحور الأوسط.. فيغطي (السلام- الفولة) و(بابنوسة) وكذلك (بليلة) وهذا عليه الباحث الاجتماعي (فضال علي حمدي) ثم المحور الغربي ويغطي محليات (أبيي)-المجلد-و(الميرم) و(الدبب) وعلى قيادته الفقيه (آدم عبد الجليل) حيث تشرف بقيادة هذه القوافل والدعاة من الخرطوم معضداً إياها من فقهاء وعارفي القطاع وعلى رأسهم الشيخ (الزمزمي محمد أحمد) والشيخ (أبو القاسم عبد الهادي الرقيق) نسق لهؤلاء جميعاً المدير التنفيذي (لمنظمة الرشاش) الخيرية الاستاذ (الهادي التوم عبد الكريم).. وقد أمدتنا (مشاعر) و(د. إبراهيم) بثلاثة باحثين اجتماعيين لمرافقة كل محور لرصد وإعداد الحراك الإجتماعي تمهيداً لتركيز وتوطين مصادر الدعوة كما إقترح العارف (محمد مصطفى الياقوتي) وأفادنا بالرأي والمساندة الفريق شرطة (محمد الحافظ عطية) مدير عام ولاية الخرطوم.. لتجواله ومعرفته.. فجاءتنا القافلة بفحواها اليوم الخميس (16/5/2013) بعد عشرة أيام كاملة.. إذ شملت وغطت المدن والفرقان والقرى.. والمعابر فكانت قافلة الدُّعاة والباحثين وهي مقدمة لقافلة (المخاوف) للرحل في (أغسطس) القادم بإذن اللَّه.. وعلى اللَّه قصد السبيل.. والله اكبر..