اتكاءة على أشواقهم القديمة وآمالهم المستقبيلة برؤية وطنية لوطن ديمقراطي هتف العشرات من أعضاء الحزب الوطني الاتحادي للوحدة الاتحادية وللتغير الديمقراطي، مرددين شعارهم الأول «أحرار.. أحرار.. مباديء الأزهري لن تنهار»، وذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثاني للحزب بقاعة المقر القومي للمعسكرات بسوبا وسط حضور كبير لقيادات الحزب من عشر ولايات في السودان تقدمهم رئيس الحزب الأستاذ يوسف محمد زين ومساعد رئيس الحزب المعتز بالله عبد العزيز بر والقيادات الحزبية لتحالف قوى المعارضة، فكان الحزب الشيوعي حاضراً برئيسه مختار الخطيب وأمين عام حزب المؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر والأستاذة سارة نقد الله أمين المكتب السياسي لحزب الأمة القومي والدكتورة مريم الصادق القيادية بحزب الأمة القومي والأستاذ ساطع الحاج الحزب الناصري والدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي والدكتور مضوي الترابي وصديق يوسف الهندي من الحركة الاتحادية، مع مشاركة الشيخ عبدالله أحمد الريح أزرق طيبة شيخ السجادة العركية. رؤية الوطني الاتحادي والتغيير الأستاذ يوسف محمد زين رئيس الحزب الوطني الاتحادى أكد في كلمته الافتتاحية انطلاقة الحزب نحو التغيير واتخاذ خيار الحوار الوطني ورفضه للخيار المسلح للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية وحالة الحرب، داعياً إلى مرحلة انتقالية غير مشروطة، وقال إن الحزب منذ إنشائه فى 1992م هو امتداد ومرحلة ثانية تجددت فيها الدماء بعد انقطاعه عن العمل السياسي من إنشائه الأول في الخمسينات على يد الزعيم الأزهري أبو الاستقلال، مشيراً إلى أنه حزب الجلاء والاستقلال والحركة الوطنية السودانية، وأضاف أن الراهن السياسي السوداني المأزوم يشكل تحدياً لكافة الأحزاب السودانية للخروج منه ولا سبيل لذلك سوى التغيير للحكومة بالخيار السلمي والخروج والاعتصامات والانتقال إلى حكومة وطنية تحكم لمدة 3 سنوات تضع فيها القوانين والدستور وتحضر البلاد لانتخابات ديمقراطية نزيهة، وقال إن هذا المؤتمر الثاني للحزب لديه مبادرة مباشرة لحل الأزمة السياسية بالبلاد وإنه سيجيز النظام العام الأساسي ويقوم بتعديلات ديمقراطية وينتخب رئيسه، في إشارة إلى عدم الدكتاتورية في الحزب والتمسك بالمناصب، مضيفاً أن الحزب يعمل على إعادة بث الحركة الاتحادية ووحدتها. من جانبها احتشدت قوى تحالف المعارضة وهي تشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثاني للحزب الوطني الاتحادي تبارت في كلماتها الداعية للتغيير والتحول الديمقراطي، داعية الجماهير إلى الخروج والاعتصامات وملء الساحات للخروج من أزمة السودان السياسية مع ملاحظة عدم حضور ممثل للحكومة أو حزب المؤتمر الوطني أو حتى أحزاب الحكومة الوطنية المشاركة.. ابتدر كلمات ممثلي الأحزاب المعارضة الأستاذ محمد الخطيب رئيس الحزب الشيوعي والذي دعا إلى إسقاط النظام عبر جبهة وطنية عريضة ونفى ضعف المعارضة وما يقال عنها من خلافات، مشيراً إلى أنها محاولات لشق الصفوف في المعارضة، مطالباً الجماهير بالخروج إلى الشارع. من ناحيتها لم تذهب سارة نقد الله أمين المكتب السياسي لحزب الأمة بعيداً عن ذات الاتجاه المعارض والصوت المطالب بالتغيير، وقالت إن حزب الأمة يدعو إلى مؤتمر جامع لحل مشاكل السودان والباب مفتوح للمؤتمر الوطني للمشاركة ولكن بشرط أن يزيل الغشاوة من عينه ويفتح آذانه من الوقر وأن يستبين النصح قبل ضحى الغد، طارحة فكرة التحول الديمقراطي عبر المؤتمر الجامع لعمل الدستور وإرساء السلام العادل، وقالت إنهم مع الجبهة الثورية في مطالبهم وحقوقهم ولكنهم ليسوا مع العمل المسلح، وإن خيارهم هو الخيار السلمي لإسقاط الحكومة عبر الاعتصامات، وإن آليات حزب الأمة سلمية عبر ملء الساحات وتقويض الحكومة، وختمت بأن «الدرب سوف يوصلهم والسايقة واصلة». الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر أشار إلى ثلاثة سيناريوهات للتغيير قائلاً هنالك نموذج بنغازي أو مظاهرات القاهرة أو التفاوض لعملية انتقال كاملة للسلطة، مشيراً إلى مطالبتهم بدولة حريات وديمقراطية ودولة قانون. وفي السياق أكد الأستاذ ساطع الحاج الحزب الناصري، على وحدة المعارضة ودعا الحركة الاتحادية للوحدة لتكون جبهة عريضة لتغيير الحكومة، واصفاً الوضع السياسي بالكابوس، وقال إن المؤتمر الوطني أصبح جزءاً من المشلكة وليس حلاً لها، وإن تغييره أصبح فرض عين على الجميع وليس فرض كفاية، لأن الضرورة للتغيير أصبحت ملحة وعاجلة لتضميد جراحات الوطن بحسب قوله، فيما قال الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي إن ما يسمى بالجهاد والدعوة له من قبل الحكومة غير صحيح، لأن ما يحدث هو قتال بغي وهو قتال مسلمين لمسلمين ضد بعضهم البعض والأولى أن يجلسوا إلى حوار وتفاوض، وقال إن هنالك من يتاجر بالدين وقد خرب الدنيا ولا سبيل للسودانيين إلا الجلوس والتفاوض والحوار لا القتال والخراب. { الاتحاديون ونداءات الوحدة وأشواق الماضي رغم علو صوت المعارضة التي غلبت على المنصة وهي تدعو للتغيير والحزب الوطني الاتحادي أيضاً دفع بصوته ممثلاً في رئيسه الأستاذ يوسف محمد زين غير أن الدعوة للوحدة الاتحادية كانت حاضرة في مؤتمر الحزب نادت بها الجماهير التي رفعت شعاراتها ولوحت بأعلام الحزب وقاطعت مراراً وتكراراً الكلمات في هتافات تحن إلى تلك الأيام عبر شعارات «وحدة.. وحدة اتحادية للحزب.. أبو الجلاء والاستقلال والوطنية». الأستاذة جلاء إسماعيل الأزهري ابنة الزعيم الراحل ومؤسس الحزب الوطني الاتحادي ألهبت حماس الأعضاء حين اعتلت المنصة مذكرة بماضي الحزب التليد وعراقته ووقف لها الجميع إجلالاً وإكباراً وصفقوا لها وهي تخاطبهم قائلة إن المارد قد عاد من غفوته وإن الحزب الآن يجدد دماءه ودعوته نحو المستقبل بمباديء الأزهري الراسخة تصحيحاً للحكم الفاشل بحسب وصفها للوضع السياسي بالسودان، مؤكدة على أهمية وحدة الأحزاب الاتحادية تحت راية واحدة لإعادة كتابة التاريخ لاستقلال ثانٍ جديد مبني على أسس ديمقراطية صحيحة. من جانبه مضى الأستاذ صديق يوسف الهندي ممثلاً للحركة الاتحادية بذات الاتجاه، معضداً لحديث الأستاذة جلاء إسماعيل ودعوة الأستاذ يوسف محمد زين رئيس الحزب الوطني الاتحادي، واصفاً الحزب برائد الحركة الوطنية في السودان ولابد أن يتحمل المسؤولية وأن الاتحاديين لو اجتمعوا سيحكمون السودان. ومن جانبهم شارك أعضاء الحزب من الولايات في جلسات المؤتمر وتحدث إنابة عنهم الأستاذ محمد الحسن إحيمر الذي قال إن الحزب يعمل بديمقرطية وشورى والخيار لأعضائه في اختيار قيادتها عبر الديمقراطية المباشرة وليس حكراً لرأي أحد، فيما تحدث الشيخ عبدالباقي أحمد ممثل أزرق طيبة معلناً مبادرة للشيخ أزرق طيبة للوفاق الوطني ستعلن قريباً، داعياً للوحدة الاتحادية. فهل يكفي صوت التغيير السلمي لوضع حد للصراع السياسي في السودان أم تتخطفه الأقدار.. سؤال يظل حائراً ما بين الحكومة وأحزاب المعارضة!!