كما وعدت الصحيفة قراءها من المهتمين والمحبين بشأن عكس كل ما يهم العلاقات الثنائية وأواصر القربى بين شعبي البلدين، ها هي تفرد صفحاتها وتقدم مواضيع شتى ثقافية اجتماعية فنية تأريخية كما تهنئ الشعبين الشقيقين بمناسبتى حلول عيد الفطر المبارك ورأس السنة الاثيوبية بحسب التقويم المحلي هناك. وفي هذا الشأن عادة ما تشهد الأعياد والمناسبات الاخرى في أديس أبابا وعموم إثيوبيا تجمعا واحدا لأداء الصلاة أو الاحتفال داخل المدينة فمثلا صباح يوم العيد تزحف العشرات بل المئات من جموع وجحافل المصليين مهللين ومكبرين نحو استاد العاصمة لأداء صلاة العيد في مشهد مهيب شيبا وشبابا نساء ورجالا، مشهد يخيل للزائر لأول مرة أنه موسم للحج يتداعى له الناس في هذه العاصمة الإفريقية، إذ أن عدد المصلين يفوق أحيانا المليونين بل على الأرجح أنهم يزيدون، الدولة تفرد الطمأنينة في مثل هذه المناسبات بنشر للشرطة لضبط حركة المرور وتوسيع رقعة الأرض لأداء الصلاة حيث يفيض الاستاد بعد أن يمتلئ ، وتغلق الشوارع تسبق ذلك في الصباح الباكر أصوات المدافع التي تؤكد الدولة من خلالها مشاركتها في فرح وعيد المسلمين باعتبارها احدى المناسبات الوطنية، وتقدم الدعوات لعمدة المدينة الذي يحرص على إلقاء كلمة ضافية يؤكد من خلالها على مضي الدولة في نشر ثقافة التآلف الديني بين أتباع الديانات السماوية. (أونكان أدرساشوا) جملة تردد لتهنئة العيد يتبادلها الناس في جو ربما ممطر أو برودة كعادة أديس أبابا التي لا تتغير ولا تعرف الاستراحة أو الاستكانة من الإمطار صباح ظهر عصر مساء ليل، رزاز شقشاقة حبات الثلج الصغيرة والكل تراه يحاول ايجاد ملاذ مؤقت وبيده المظلة التي لا تقيه تماما من فقاعات المطر أما حبات الثلج لا تحميك منها إلا سقوف البيوت. تتبادل الأسر في هذا الجو المفعم بالحيوية والنشاط الزيارات، وتعد أطايب المأكولات والمشروبات ويتبارى الناس في تقديم الدعوات فساعة مع هذا القريب وساعة مع ذاك الحبيب إلى لحظات إسدال ستار نهار اليوم مؤذنا ومناديا حيا على القهوة حيا على الدعاء حيا على الجلسة الخاصة لتناول نبتة القات التي تعين الناس على السهر والذكر تتخلل المدائح هذه الأمسيات. أما أفراح (الأنقطاطاش) هي الأخرى هي تعني مناسبة رأس السنة الاثيوبية بحسب التقويم المحلي الذي تنفرد به البلاد، يقوم الجميع بالاستعداد في يوم الوقفة باطلاق الأعيرة المضيئة إيذانا بحلول عام جديد والكل يتفاءل ويأمل في قضاء عام حافل بالنجاح وتعد فيه كما العيد الأطعمة بلونية مميزة الدجاج الهمباشا والفاندشا وأنواع الأشربة لا تعد ولا تحصى، يعيش الجميع أياما سعيدة مرددين تحية التهنئة المشتركة (أونكان أدرساشو) و (أونكان أبرو أدرسي) والمناسبتين تجمعهما طقوس القهوة المتميزة في عموم اثيوبيا ... الكل يجلس باحترام شديد لهذه العادة القديمة التي تجمع شعوب البلاد وترسم صورة جميلة تشاهدها بعينيك وأنت تصغى لأنغام المطر.