لبس الصحافيون والإعلاميون يوم أمس الأول جلباب الوزراء وجلسوا في اجتماع مجلس وزراء ولاية الخرطوم يناقشون «البند بالبند».. وقد بدأت الجلسة بتدشين لعربات البركة ثم ناقشوا مهرجان التشغيل الثاني الذي سيبدأ يوم غدٍ السبت وهو مهرجان ضخم يعمل على محاربة البطالة بتشغيل «30» ألف شاب وشابة. ولعل هذا المؤتمر يؤكد أن الحكومة والمجتمع بدأوا مسيرة تكاملية تهدف للانعتاق من الفقر ومن «عقدة» الوظيفة الحكومية.. فكثير من السودانيين يربون على أن الأمل والمستقبل في الوظيفة الحكومية فقط ولا شيء سواها إلا «الطب».. فإما دكتور أو موظف دولة وما دونها عاطل.. وهذا الشيء جعل المهن الأخرى خاصة «الصناعية» خاوية رغم أنها تدر لهم مبالغ طائلة.. ولكم أن تتأكدوا من ذلك حتى لو في تصليح ماسورة «محلوجة» تجد أن المصنعية أكثر من المواد. فالمجتمع يجب أن «يتشابك» مع بعضه البعض فلا موظف الحكومة وحده ينفع البلد ولا غيره.. و«اليد الواحدة ما بتصفق».. وظني أن مهرجان التشغيل فرصة للشباب والخريجين والمرأة والرجل وكل الحالمين بغدٍ أفضل للحضور ومشاهدة من خرجوا من دوائر الفقر إلى ساحات العمل الناجح.. فهناك مشاريع حقيقية.. وليست «نماذج».. فكلها أعمال حقيقية نفذت بأيدٍ شبابية وبمساعدة الحكومة ولكن الشريك هو المهم.. فهلا جئت ومعك آخرون للمهرجان الذي خرج المشاركون فيه من الفقر إلى الغنى.. أما البند الثاني الذي ناقشته جلسة مجلس الوزراء فهو المواصلات وحلولها.. وقد استعرض د. الأمين النعمة الحلول المنفذة والمقترحة للمواصلات وكون الوالي لجنة لوضع حلول للمشكلة أو مقترحات لها.. من ضمن الحلول النقل النهري والقطار.. والقطار هذا يمكن أن يحل جزءاً من مشكلة المواصلات ولعله من أرخص الوسائل وأسرعها.. ولكن يبدو أن «كثرة الدعاء» عطلته.. فكل شخص رحلت محبوبته عن طريق القطار يشيل ويداعي «القطر الشالك انت يدشدش حتة حتة.. القطار الشال معاوية يدشدش زاوية زاوية» وللقرشي أغنية للقطار يقول في جزء منها «يا القطار تدشدش يا الشلت مريودي» وغيرها وغيرها من الأشعار والأغنيات التي «جابت آخر القطار».. ونحن نتمنى أن يستمر القطار في تدوير عجلاته وأن يكون إحدى وسائل النقل في كل ولايات السودان.. فهو يعمل في كل العالم فلماذا لا يعود لسيرته الأولى في السودان.