*دعونا نسأل عن سر العلاقة الحميمة بين البلابل والجمهور فبرغم غيابهن الطويل عن الوطن وظهور جيل جديد وجدوه عند عودتهن يطرب لطه سليمان مغني القنبله ويصفق لاحمد وحسين الصادق عند نزول احدهم داخل المسرح القومي من علي رافعة او ياتيهم الاخر للمسرح علي ظهر حنطور , برغم ذلك إلا ان اولي حفلات البلابل بعد العودة لم يجد الكثيرون مساحة في المسرح ليستمتعوا بفنهن وتلاحظ ان الحفل الاول وما تلاه من حفلات كلها جمعت بين مختلف الاجيال الذين كانوا داخل المسرح يرددون مع البلابل اغنياتهم ويعبرون عن طربهم في حالات هستيرية ,اما في الحفل الذي اقامه النادي العائلي انشط الاندية بالخرطوم احتفاءاً بتجربة البلابل فقد امتلأ النادي وضاقت مساحاته بالجمهور واجاب يومها الاستاذ نجيب نور الدين على السؤال : وقال ان سر تزايد جماهيرية البلابل انهن لسنا ظاهرة وانما حالة تفرد وصحيح ان الظواهر تختفي إلا ان التفرد يبقي فبرغم الاختلاف في المقدرات الصوتية بين البلبلات الثلاث إلا انهن جعلن من ذلك مصدر تميز وتفرد للتجربة التى عاشت وصمدت وجعلت من اغنيات البلابل مع مرور الزمان تزداد القاً وجماهيرية , وعندما فكرنا في قناة الخرطوم ان نسجل مع البلابل حلقات متتالية في رمضان الذي اوشك رأينا ان نبدأ باعادة الصفاء بينهن وبين الموسيقار الكبير بشير عباس بعد القطيعة التى تمت فاتصلنا باستاذنا الكبير الذي لم يخذلنا في ان يطوي صفحة الخلاف كما لم تخذلنا البلابل فكان لقاء الصفاء في بركة الملوك بالخرطوم لقاء تم فيه تجاوز الخلاف الي تواصل المسيرة , مسيرة ارتبط فيها بشير بالبلابل وارتبطن هن به بعد ان وجد كل من الطرفين نفسه في الآخر فقدموا اروع الاغنيات التى شغلت الناس والتى ستعود بعد جلسة الصفاء الذي كان في احدي الحلقات التى سجلت وستبث في رمضان, ولكنني انزعجت بعد ايام من عودة الصفاء بين بشير والبلابل لتصريح صحفي للشاعر الرقيق المحبوب صاحب اجمل الاشعار الغنائية علي الاطلاق اسحق الحلنقي يمنع فيه البلابل من ترديد اغنياته .. والحلنقي الصديق اعرف ان قلبه ابيض وهو الذي كتب الابيض ضميرك التى تغني بها الطيب عبد الله فرجل هكذا بالتأكيد لن يمر رمضان دون ان يعود الصفاء بينه والبلابل , فالدرر التي زانت جيد الفن والتي كانت اضلاعها الحلنقي البلابل وبشير عباس حرام ان تسجن يا حلنقي يا اعز الناس ويا صاحب بتتعلم من الايام وصاحب كل جميل في الغناء السوداني .. اطلق سراح اغنياتك واجعلنا نستمتع بها وهي تقدم على طبق الذهب حناجر البلابل فانت لم يعرف عنك انك تجري وراء المال ولو كان كذلك لكنت اكثر الناس ثراء برصيدك الشعري الكبير الذي زان وجدان اهل السودان . غيبة وعودة *عبد الله محمد الحسن ظل يغيب ويغيب طويلاً عن الشاشات البلورية ثم يعود قليلاً ثم يغيب وبعد كل غياب يترك قناته التي كان فيها ويظهر في اخري , ومع تكرار الغياب وتعدد القفز غيب عن نفسه البريق الذي اكتسبه في بداياته , وللحق انه لو وضع الرحمن في قلبه وتفرغ للعمل التلفازي وترك القفز من جهة لاخري فانه يمكن ان يكون من الارقام في هذا المجال .