الأخ العزيز عابد سيد أحمد السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته..وبعد .. أجمل التحايا نسوقها لقراء عمودكم ( كل الحقيقة ) ولقراء صحيفة ( آخر لحظه ) بصفة عامه ..في الواقع كنت في زيارة قصيرة للأهل بمدينة أبوعشر الخضراء ..وهي عباره عن أوقات رائعة مترفه وغنية بالجمال والدفء خاصة في مناسبات الأفراح وهي أيضاً حزينة وقاسية عندما يتعلق الأمر بفقد عزيز لا فرق من أي حي أو أسرة بعد أن تصاهرت كل الأسر وتحولت إلي اسرة ممتدة قوامها الحب والإلفة والتكافل ..وقد حملني الأهل هنالك جملة من الخدمات التي تحتاجها المدينة بل والمدن والقري التي من حولها وتعلم اخي الفاضل أن منطقة شمال وغرب الجزيرة هي المنطقة الأكثر كثافة من حيث السكان والكوادر العلمية والإبداعية .. وأرجو أن اجملها لكم في الآتي : أ-السجل المدني : يعاني مواطنو منطقة شمال وغرب الجزيرة معاناة لا توصف في سبيل استخراج شهادات الميلاد للمواليد الجدد ..إذ يتعين علي كل مواطن رزق ببنت أو ولد السفر حتي مدينة ود مدني لتقديم طلب للحصول علي شهادة ميلاد ومن ثمّ العودة لمدينته ولقريته وإذا ما استصحبنا معنا حقيقة أن هنالك أكثر من مليوني شخص يعيشون هنا .. فلك أن تتصور حجم التعب والإرهاق الذي يتكبده المواطن صعوداً ونزولاً ..حتي يتحصل علي الشهادة المطلوبة وكذلك الحال بالنسبة لشهادات الوفيات .. ونسبة لأن بمدينة أبوعشر ثالث أكبر وأقدم مستشفي في بالسودان فإنني أطلب من الأعزاء بالسجل المدني وعبرهم سعادة الأخ المدير العام بفتح قسم للسجل المدني بالمستشفي يكون في خدمة كل سكان شمال وغرب الجزيرة ..وقد تمتعت المنطقة بخدمات الرقم الوطني وكانت لفتة بارعة من إدارة السجل المدني وهي تنتقل للمواطنين في مواقعهم كدأبها دائما ..وهو إجراء يجد منا التقدير والعرفان . ب- وعلي ذكر مستشفي مدينة ابوعشر والتي تتوفر علي أكبر جناح للنساء والتوليد وخدمات علاجية أخري ويستقبل الجرحي والمصابين في حوادث المرور وهنالك متسع لاستيعاب أقسام للسجل المدني بالمستشفي ولكن ما يصّعب عملية التواصل مع المستشفي الشارع الترابي الذي يربطها بشارع مدني الخرطوم والذي لا يزيد طوله عن إثنين كيلومتر فقط ..وبالرغم من ذلك فشلت جميع الحكومات في سفلتة هذا الطريق الحيوي الهام ..وهنالك حالات إصابات بالذبحة الصدرية وأمراض القلب عموماً فقدت حياتها لعدم تمكن السيارات من اقتحام هذا الطريق الترابي لا سيما في فصل الخريف ..والبلاد تشهد ثورة عمرانية لا مثيل لها بعد أن انتظمت شوارع الاسفلت حتي الأزقة والحواري والمدن ..يظل طريق مستشفي أبوعشر مجرد وعود من هنا وهناك منذ ما يقارب الثلاثين عاماً الشيء الذي لا يجد له المواطن هنا تفسيراً معقولاً ..وقد بحت اصواتنا ونحن نطالب ونذّكر المسئولين بأهمية هذا الطريق . ج- الجناح الخاص بمرضي الكلي: والذي يقدم خدماته لأكثر من خمسين مريضاً أسبوعياً ..البعض منهم يحتاج لغسل الكلي مرتان وربما ثلاثة ..ويفتقر هذا الجناح لأبسط الخدمات بعد أن تخلت الهيئة القومية لمرضي الكلي من مسئولية دعم المراكز وتركت ذلك الأمر للولايات وهي تعلم محدودية الامكانات المتاحة أصلاً للخدمات الصحية بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة وعلاج الأمراض المستوطنة بالمنطقة كالملاريا والبلهارسيا وغيرهما .. لذلك نناشد كل الخيرين من أبناء المنطقة بدعم هذا المركز الهام ولذلك نأمل أن يجد هذا الجانب نصيبه من الاهتمام ..هذا مع تحياتي وكل الود ü لواء شرطه ( م ) عبدالغني خلف الله الربيع