في بادرة هي الأولى من نوعها منذ استيلاء إئتلاف سيليكا على الحكم في أفريقيا الوسطى في مارس الماضي وصلت نهاية الأسبوع الماضي إلى عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي قافلة البعثة الطبية السودانية التي نظمتها المنظمات الطوعية السودانية والتي تضم تخصصات الباطنية والأطفال والجراحة والعظام والنساء والتوليد وسبعة أطنان من الأدوية ومعسكراً كاملاً للعيون يضم سبعة عشر اختصاصياً، يستهدف معاينة خمسة آلاف مريض وإجراء خمسمائة عملية بالإضافة إلى معمل كامل بمعداته. استقبال الوفد السوداني كان على رأس مستقبلي القافلة بمطار بانغي رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى ميشيل جوبيكايا وثلاثة من مستشاري الرئيس ووزيرة الصحة وقائد الجيش الجنرال عبد القادر خليل وبعثة سفارة السودان ببانغي وأعداد من أفراد الجالية السودانية ببانغي. رحب الرئيس ميشيل بقدوم القافلة وعبر عن سعادة شعب أفريقيا الوسطى بها، فيما أعرب رئيس الوفد الإداري للقافلة النجومي بشرى عن عمق العلاقات السودانية الآفروأوسطية، وقال إن القافلة أتت في إطار حق الجيرة بين البلدين وإنها القافلة الأولى وستتوالى القوافل الإنسانية تباعاً، لافتاً إلى أن المنظمات الطوعية السودانية لها إسهامات كبيرة وواضحة داخل وخارج السودان خاصة في دول الجوار. المؤتمر الوطني يؤكد حرصه في ذات اليوم استقبل الرئيس ميشيل جوبيكايا بالقصر الرئاسي الوفد الإداري للقافلة ورئيس دائرة وسط أفريقيا بالمؤتمر الوطني مهند عوض محمود الذي أبان أن أفريقيا الوسطى في إطار العمل الخارجي تعتبر من الدول الإستراتيجية للتداخل القبلي والاجتماعي بين الشعبين، وأكد أن المؤتمر الوطني حريص على علاقاته الخارجية خاصة مع دول الجوار، وأن معظم هذه الدول تنظر للسودان بمنظور القطر الكبير الجامع لذلك كان لابد من هذه المبادرة، وأبان أن استقبال الجنرال ميشيل رئيس المجلس الوطني الانتقالي للقافلة دليل لتقدير أفريقيا الوسطى للسودان، وقال إن المنظمات الطوعية الوطنية استجابت للنداء الإنساني بأفريقيا الوسطى على الرغم من انشغالها بسد الحاجة الإنسانية داخل الوطن، وأضاف أن ذلك من شأنه تقوية وتعميق الدبلوماسية الشعبية الباقية والخالدة بين شعبي البلدين فضلاً عن الرسمية الحكومية التي تزول بزوال الحكومات وتتغير بتغير السياسات، وأوضح أن العمل الخارجي للمنظمات لن يكون خصماً على نشاطها الداخلي، مشيراً إلى أن لكل أهميته وبعده. وأبان أن القافلة ستمكث عشرة أيام تختتم بيوم ثقافي بالنادي السوداني ببانغي، لافتاً إلى أن الجالية السودانية ببانغي هي الوحيدة التي تمتلك مقراً وتقام فيه كل المناسبات لكل الجاليات، قائلاً إن ذلك دليل على أصالة الشعب السوداني الذي ينتظر منه الكثير. من ناحيته نقل العميد جمال أحمد حمزة «الشهيد» الملحق العسكري والقائم بالأعمال بسفارة السودان ببانغي الذي رافق القافلة من الخرطوم، نقل تحيات القيادة السودانية والشعب السوداني إلى الشعب الآفروأوسطي قائلاً إن هذه القافلة ستكون بداية لجسر التواصل بين الشعبين الشقيقين وبمثابة استقراء للوضع الإنساني بأفريقيا الوسطى، وأكد أن المنظمات الطوعية السودانية ستعمل على أن تكون القوافل مستمرة. يذكر أن المنظمات الطوعية التي سيرت القافلة تضم مؤسسة البصر الخيرية والجمعية الطبية الإسلامية والمؤسسة الصحية العالمية ومنظمة جسور التواصل العالمية.