تصوير: قيلي الركابي: تزامناً مع وصول نفط دولة جنوب السودان إلى بورتسودان أمس الأول أصدر الرئيس عمر البشير توجيهاً بإغلاق الأنبوب الناقل لبترول دولة الجنوب الذي تم ضخه عبر أنابيب السودان في إطار الجدول الزمني لتنفيذ اتفاقيات التعاون في السادس من أبريل الماضي، بعد أن أوقفت حكومة جنوب السودان لأكثر من عام كامل إنتاجها النفطي الذي يبلغ 350 ألف برميل في خلاف حول رسوم مرور الصادرات، وأكدت الحكومة السودانية أن قرار إيقاف النفط جاء بعد انقضاء مهلة الأسبوعين لدولة الجنوب لوقف الدعم، وأوضح وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة دكتور أحمد بلال خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بقاعة الصداقة بمشاركة مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا، أوضح بلال وجود خروقات واضحة من قبل دولة جنوب السودان في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين البلدين، وشدد بلال على ضرورة التزام حكومة الجنوب بما جاء في المصفوفة والتي شملت تسعة بنود أو تركها جميعها، لافتاً إلى أن القرار يشمل إيقاف الاتفاقيات التسع الموقعة مع دولة الجنوب وليس اتفاق النفط فقط. وقال كنا متمسكين بالاحتفاظ بعلاقاتنا مع دولة الجنوب كما هو عهدنا بعلاقاتنا مع دول الجوار المتميزة، ولكنهم اختاروا العداء. وأضاف نحن قادرون على حماية مصالحنا الاقتصادية والتاريخية. خروقات دولة الجنوب لاتفاق التعاون المشترك: ومن جانبه كشف مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا عن دعم قدمته حكومة الجنوب للجبهة الثورية تحرك يوم الجمعة الماضية من جوبا ليصل جنوب كردفان يوم غدٍ أو بعد غدٍ، كما كشف عن دعم آخر يقدر ب100 برميل وقود تحركت من ولاية الوحدة، مشيراً إلى أن عزت كوكو يقوم بتنسيق عمليات الدعم اللوجستي بجنوب كردفان وتوصيلها إلى جقود مكوال باعتباره المسؤول عن الحركات بجنوب كردفان بإشراف من قائد أركان الجيش الشعبي بحكومة الجنوب.. وأكد أن دولة الجنوب تنتقي بعض الاتفاقيات دون الأخرى على الرغم من تحديد توقيتات زمنية لتنفيذ كل الاتفاقيات الواردة في اتفاق التعاون المشترك. كما أوضح عدم التزام دولة الجنوب تجاه الأعمال المطلوبة في المصفوفة الأمنية ولم تستكمل الانسحاب الفوري غير المشروط لقوات الجيش الشعبي من الأراضي السودانية في كل من «البيبنيس، محطة بحر العرب ، تمساحة شمال، أجزاء من بحيرة الأبيض ، جودة ، التشوين ، سماحة أولادهم»، وكذلك عدم إعادة الانتشار خارج المنطقة الآمنة منزوعة السلاح. وأبان عطا أن جوبا مازالت تقدم كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي المتمثل في إيواء قيادات وعناصر الحركات المسلحة من متمردي حركات دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة مع تقديم كافة أشكال الدعم المتمثلة في الوقود والذخائر والعربات والإسبيرات، وعلاج المرضى والمصابين في المستشفيات المختلفة. وفي ذات السياق أوضح عطا أن قوات دولة الجنوب اعترضت ومنعت التيم المشترك من تحديد الإجراء المباشر لخط الصفر في منطقة التشوين بمعبر هجليج - بانتيو ، جودة - الرنك على الرغم من مشاركة جانب دولة جنوب السودان. وفيما يلي تنفيذ اتفاق النفط أكد عطا أن هنالك قصوراً واضحاً من جانب دولة الجنوب خاصة في مراقبة الأنشطة الفنية للشركات، ورفض جوبا تحديد خط الصفر لوضع نقاط المراقبة للمعابر حتى يتسنى نقل المعدات والمواد وتسهيل حركة الأفراد العاملين في مجال النفط وعدم توصيل شبكة مراقبة خط الأنابيب ووجود نسبة كبيرة من المياه مما يؤدي إلى مشاكل في المعالجة والنقل وربما التسويق مما يهدد الجدوى الاقتصادية لهذه المنشآت البترولية. الأثر الاقتصادي من إيقاف النفط: أكد دكتور بلال أن وقف ضخ بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية لن يكون سبباً في ارتفاع سعر الدولار. وقال: خلال العامين الماضيين لم تدخل عائدات بترول الجنوب في الميزانية. وفي ذات السياق قال مدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا: نحن قادرون على المحافظة على مواردنا، لافتاً إلى أن معدلات النمو 4% وأن التنمية ما زالت مستمرة بعد وقف البترول. مؤكداً أن وقف ضخ النفط لن يؤثر علي الاقتصاد السوداني، ونوه إلى أن قضية البترول ليست المعادلة الوحيدة في المصفوفة، وقال إذا أعطينا الجنوب كل بتروله لايساوي أرواح أبنائنا وأهلنا في ابوكرشولا الذين ذبحوا على أيدي المتمردين في الأحداث الأخيرة. شروط عودة ضخ النفط والاتفاقيات التسعة: رهن وزير الإعلام دكتور بلال عودة العلاقات بين البلدين بجدية دولة الجنوب تجاه ما التزمت به، وقال إذا كانت دولة الجنوب جادة وعلى استعداد لإيقاف دعم المتمردين وتنفيذ ما اتفقنا عليه في المصفوفة كاملة وبضمانات إقليمية، ليس لدينا مانع أن تعود العلاقة كاملة ويضخ البترول مرة أخرى، مشيراً إلى أن عملية إيقاف النفط تستمر 60 يوماً. حقيقة محاولة اغتيال مالك عقار في يوغندا: من جهته نفى مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا أن تكون وسائلهم البحث عن أرواح الناس واستهدافهم خارج الميدان، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب تقوم به الجبهة الثورية، و قال إن مالك عقار منذ أكثر من أسبوعين لا يوجد بيوغندا، وأضاف هو موجود في شمال البونج داخل حدود دولة جنوب السودان مع ولاية النيل الأزرق. وكشف عن اجتماع للجبهة الثورية كان من المفترض أن يكون في يوم 5 يونيو الجاري، وقال اعتذر عن الاجتماع مالك عقار وكلف مني أركو مناوي نيابة عنه نسبة لانشغال عبد العزيز الحلو بالعمليات في جنوب كردفان وانشغال جبريل إبراهيم باستقبال قواته القادمة من شمال دارفور التي وصلت إلى الجبال الغربية في منطقة عبري، وأوضح أن الاجتماع تأجل لأسباب أخرى. تداعيات سد النهضة: وفي إطار العلاقات السودانية الأثيوبية قال دكتور أحمد بلال إن هذا السد سيعود على البلاد بالخير والبركة ولن نظلم أثيوبيا في حقها في إقامة سد لتطوير اقتصادها، وأضاف أثيوبيا أشركتنا في أدق التفاصيل المتعلقة بقيام السد ولدينا خبراء مشاركون في اللجنة العشرية.. وأعاب وسائل الإعلام المصرية التي تناولت موضوع السد بطريقة مفزعة ومخيفة، وقال حتى الآن لم يصلنا رد رسمي من الجانب المصري، ونحن حريصون على إقامة علاقة طيبة مع مصر، وأضاف لولا وقوف الشعب السوداني لما قام السد العالي، فنحن تضررنا كسودانين، فقد تم ترحيل 22 قرية كما أغرقت مليون شجرة نخيل وغمرت حضارة بكاملها، وأردف: قمنا بهذا برضا كامل من أجل الشعب المصري ومواقفنا ستظل هكذا تجاه الشعب المصري، وأرجو ألا يدخل الذين لا يعلمون قدسية هذه العلاقة بالتأثير ومحاولة تصدير المخاوف.