سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار أخطر ساعة في تاريخ السودان .. !!
نشر في آخر لحظة يوم 22 - 06 - 2013


استعراض: سيف الدين حسن بابكر :
تنشر آخر لحظة في عدة حلقات وثائق مهمة ونادرة قام بجمعها واستعراضها الاستاذ سيف الدين حسن بابكر وهي رصد للاحداث التي وقعت بجنوب السودان عام 1955 قبل أحداث الاستقلال ..
الحلقة(5)
تمددت الاضطرابات لتشمل كتري، كبويتا، جوبا، تركاكه، وتالي وسقط العشرات من الشماليين شهداء بعد أن تم التحفظ عليهم في السجون ثم أعدموا من بعد ذلك بدم بارد. بل ونكص المتمردون عن وعودهم أثناء حصارهم لبعض الشماليين، وكمثال لذلك عندما حاولوا اقتحام منزل اليوزباشي إبراهيم إلياس في كبويتا إلا أنه دافع عن نفسه ببسالة فلجأوا للشيخ محمد الفزاري لاقناعه بتسليم سلاحه وبانه لن يُمس بأذى بل سيعامل كأسير حرب! وعندما قام الشيخ محمد الفزاري بتلك المهمة وخرج حاملاً سلاح اليوزباشي إبراهيم الياس قاموا بإطلاق الرصاص على شيخ الفزاري بوابل من طلقات (البرن) فخر صريعاً في الحال ثم اقتحموا منزل اليوزباشي وتمت تصفيته داخل منزله.
إن الموقف الحازم والشجاع الذي قام به القائمقام الطاهر بك عبدالرحمن بجوبا في مواجهة أحد قادة التمرد وتصديه له وأطلق عليه الرصاص أمام رفاقه عندما حاول ذلك الشاويش قتله، حول ميزان القوى لصالح بلك الهجانة قبل أن يكون لأفراد البلتونين الجنوبيين زمام المبادأة وبالتالي استطاع ذلك الضابط الشجاع من تجنيب كل الشماليين الموجودين مجزرة كانت تستهدف أرواحهم بلا شفقة أو رحمة.
*****
6/ في صباح يوم 21 أغسطس عرف الأهالي موضع الشماليين وذلك بالقرب من جبل على مسافة ميل من بداية طريق قيلو. وأخبر الأهالي جنود قوة الدفاع بذلك وصعدوا معهم إلى الجبل. وكان الأهالي مسلحين بالحراب والأقواس والنشاب. وكان الشماليون الاثنا عشر جالسين يتحدثون بعد تناول وجبة من الطعام وكانت الساعة الواحدة مساء. وبدون إنذار أطلق الجنود النار عليهم من مدفع برن فانقسم الشماليون في الحال إلى فئتين تتكون أحداهما من أربعة أشخاص والأخرى من ثمانية. وقد تمكنت الفئة الأولى والتي كانت لديها بندقية خرطوش وبندقية رصاص من الاختفاء تحت صخرة كانت على مقربة منهم ولكن الفئة الثانية المكونة من ثمانية أشخاص أخذت على غرة وهي في العراء وخر سبعة منهم صريعين. أما الثامن وهو دفع الله عدلان فقد تظاهر بالموت. وبعد ذلك وجهت النيران على الفئة الأول المكونة من أربعة أشخاص. وأمسك ببندقية الرصاص عبد الله عبدالمجيد مساعد محافظ غابات كتري الذي كان يعمل بقوة دفاع السودان أثناء الحرب برتبة ملازم أول وقد قتل أحد أفراد جماعته ورد بإطلاق النار وقتل اثنين من الجنود وأربعة من الأهالي.
7/ غادر المتمردون كتري في يوم 22 أغسطس سنة 1955م.
8/ عند مغادرة المتمردين لكتري كان هنالك أربعة شماليين على قيد الحياة. ولم يتمكن دفع الله عدلان من معرفة مكان الثلاثة الآخرين وبعد أن قضى يومين دون طعام أو ماء قرر المخاطرة وعاد إلى كتري. وقد قدم له الأمباشي المخلص الطعام وسمح له بالنوم في عنبر السجن. هذا وقد كان الثلاثة الأحياء الآخرون هدفاً لهجوم متواصل من الأهالي المسلحين بالحراب والنشاب الذين كانوا يصعدون لإحضار جثث موتاهم وذلك لمدة تسعة أيام. وقد أصيب هؤلاء الثلاثة بجروح خطيرة ولكنهم تمكنوا من النجاة.
9/ وتسربت الأخبار عن حضور دفع الله عدلان صراف المنشار الذي ورد ذكره أعلاه. واحتال زعيم كتري عبد الله بلنقو على الامباشي بأن يطلق سراحه من السجن (لكي ينضم إلى الثلاثة الأحياء في الجبل) وعندما أطلق سراحه حرض الزعيم رجلين من أتباعه لقتله رمياً بالحراب.
10/ أنقذت القوات الشمالية عند وصولها الثلاثة الباقين وهم صالح وهو مدرس وعبدالله عبدالمجيد مساعد محافظ غابات كتري وولد عمره ثلاثة عشر سنة (عوض حسن).
11/ وقد نهبت منازل الشماليين من موظفين وتجار وكذلك متاجرهم.
12/ قتل بكتري ستة من الجنوبيين وتسعة من الشماليين وفيما يلي أسماء القتلى الشماليين.
1. أحمد الطيب الريح مدير المنشار
2. يوسف قسم الله جزار
3. محجوب كريم الدين ملاحظ غابات
4. محمد المبشر تاجر
5. علي العبيد تاجر
6. عبد الرحمن يحيى إمام الجامع
7. يحيى عبد الرحمن ابن إمام الجامع
8. عبد الملك عبدالوهاب مدرس
9. دفع الله عدلان صراف المنشار
كبويتا:
1/ كبويتا قرية صغيرة تقع على بعد 110 ميلا شرق توريت وكان بها البلك نمرة 5 من الفرقة الجنوبية بقيادة ضابط شمالي وهو اليوزباشي ابراهيم الياس.
2/ وفي مساء يوم 18 أغسطس أرسل المتمردون بتوريت إشارة إلى القوات بكبويتا يخبرونهم فيها بأنهم تمردوا وقتلوا ضباطهم الشماليين. وقد أمروهم أن يحذوا حذوهم. وفي الساعة 30/11 من مساء نفس اليوم أخبر كبير باشجاويشية البلك نمرة 5 المعسكر بكبويتا الباشجاويش ترتليانو النج مفتش البوليس ياموي أفندي بلاموي بانه سينفذ الأمر الذي تلقاه من توريت في صباح الغد.
3/ وقد انتظر مفتش البوليس حتى صباح يوم 19 أغسطس وعندها أخبر مساعد مفتش المركز قوردون أفندي بلي وهو جنوبي بهذه المعلومات. وعند سماعها ذهب مساعد مفتش المركز وهو في حالة رعب إلى مكان الجيش وقبل أن يصله شاهد معظم جنود البلك متجهين نحو السوق في حالة من عدم النظام. وقد رجا بالحاح قائديهما الباشجاويش ترتليانو والشاويش فانيس لكور أن يعاملوا الشماليين كأسرى حرب. وطلب الباشجاويش ترتليانو من مساعد مفتش المركز الجنوبي ان ينقل رسالة لليوزباشي الياس الذي كان لا يزال بمنزله بالقرب من أماكن سكن الجنود ليسلم مسدسه وهم يعدون بالا يمسوه بأذى وأن يعاملوه كأسير حرب. وقد اخبر مساعد مفتش المركز اليوزباشي بذلك ولكنه رفض التسليم. وعندها رافق ثلاثة من الجنود مساعد مفتش المركز إلى منزله حيث وضع هو نفسه تحت الحراسة. وحاصر المتمردون بعد ذلك منزل اليوزباشي وأطلقوا عليه وابلاً من النيران وقد رد اليوزباشي بإطلاق النار.
4/ طلب الباشجاويش ترتليانو وبعض المتمردين الآخرين من أحد التجار الشماليين المحترمين الحاج الفزاري أن يقنع اليوزباشي الياس بتسليم مسدسه واعدين للمرة الثانية بألا يمسوه بأذى. وقد أفلح الشيخ الفزاري وخرج من المنزل حاملاً مسدس اليوزباشي الياس. وما كاد يخرج من المنزل حتى أطلق عليه وابل من نيران مدفع برن وخر ميتاً. وهو قرب منزل اليوزباشي الياس الذي اختفى في غرفة الحمام ولكنهم عثروا عليه وقتلوه في حوض الحمام.
5/ ألقى القبض على كل الشماليين في كبويتا في يوم 19 ووضعوا في عنابر السجن. ووضعت خمسة نساء وطفلان في عنبر خاص. وبعدها ابتدأ المتمردون في نهب السوق والمنازل. وانضم اليهم قليل من رجال البوليس ومئات من الأهالي. وفتح بعض المتمردين أبواب السجن بالمركز وأطلقوا سراح المساجين.
6/ وفي صباح يوم 20 أغسطس أخرج الرجال الشماليون من عنبر السجن إلى ساحة السوق حيث قتلوا رمياً بالرصاص. وبعد ذلك سافر بعض المتمردين إلى توريت كما نقل آخرون منهم عوائلهم إلى القرى. وقد استمر النهب على نطاق أوسع في ذلك اليوم وقد انضم اولئك المكلفون بحراسة مساعد مفتش المركز إلى رفاقهم في النهب. وقد تمكن مساعد مفتش المركز بمعاونة رجال البوليس المخلصين من دفن الجثث التي تقارب الثلاثين في قبر واحد. وبعد أن سافر إلى توريت بعض المتمردين هاجم المدينة رجال القبائل وابتدأوا يعتدون وينهبون ممتلكات الأهالي الذين لا ينتمون لمركزهم والذي يعمل الكثير منهم في خدمة الحكومة. وقد جلا عن المدينة موظفو المركز وممرضو المستشفى والمرضى وموظفو الأشغال وغيرهم.
7/ وفي عصر يوم 20 أغسطس سافر إلى ناقشت مساعد مفتش المركز حيث مكن الشماليين هنالك من العبور إلى يوغنده بسلام. وقد ظل بوليس ناقشت مخلصاً للنهاية. ولم يحدث بها نهب.
8/ قتل شماليون كثيرون كانوا يعملون كوكلاء في المتاجر وملاحظي طرق بين توريت وناقشت وقد قتلهم رجال القبائل واثنان من رجال بوليس كبويتا. ولم يبلغ عن قتلى من الجنوبيين. وقد بلغ عدد القتلى الشماليين في المركز الشرقي خمسة وثلاثين. ونجا رجل وخمس نساء وطفلان. وفيما يلي قائمة بأسماء القتلى:
الاسم / الحرفة (إذا عرفت)
1. اليوزباشي ابراهيم الياس / قائد بلك قوة الدفاع بالنيابة
2. أمين أحمد بدوي / مفتش إحصاء
3. كمال أبو راس / نائب مأمور
4. مرسي دهب / ملاحظ طرق بالأشغال
5. الحاج محمد الفزاري / تاجر
6. سمساعة أحمد الفزاري / تاجر
7. حسن محمد الفزاري / تاجر
8. عبد الله عباس / تاجر
9. العتاق القراي / تاجر
10. قرشي عبد الله / تاجر
11. ابراهيم محمد يس / تاجر
12. محمد المصطفى / تاجر
13. بركات الطيب / وكيل
14. الطيب القاضي / تاجر
15. بشرين حامد / تاجر
16. احمد الرشيد / جزار
17. سعد مصطفى / تاجر
18. علي بخيت / وكيل
19. عثمان أحمد / تاجر
20. عثمان الأمين / تاجر
21. محمد علي مالك / وكيل
22. محمد عبد الله بدر / تاجر
23. عبد الرحمن محمد كوراك / تاجر
24. سليمان كابور / تاجر
25. سليمان الياس / جزار
26. مصطفى أحمد مصطفى / عامل في أحد المتاجر
27. عبد المتعال الفكي / تاجر
28. اسحاق مصطفى / تاجر
29. ميرغني عبدالرحمن / سائق عربة تبع الإحصاء
30. حسن / سائق عربة تبع الإحصاء
31. عبد القادر الطيب / سائق عربة
32. ابراهيم محي الدين / مدرس بالمدرسة الحكومية
33. منيرة عجمي / زوجة مرسي دهب
34. آمال محمد عجمي / تابعة لمرسي دهب
35. حسن القراي / وكيل
جوبا:
1/ في الساعة العاشرة ونصف صباحاً وصل إلى المديرية بجوبا اليوزباشي صلاح عبدالماجد وهو يترنح وأخبر السلطات بالتمرد في توريت.
2/ كان القائمقام الطاهر بك عبدالرحمن (الذي كان موجوداً بجوبا آنذاك) وهو الضابط الذي يلي قائد الفرقة الجنوبية في الرتبة متواجداً في المديرية عندما وصلت أخبار التمرد. وتوجه في الحال إلى ثكنات بلك الهجانة نمرة 5 وأمرهم أن يكونوا جاهزين للعمليات. وقد كانت العملية التي فكر فيها هي محاصرة البلتونين الموجودين بجوبا واللذين يعسكران على بعد ميلين من المدينة وتجريدهم من السلاح تجريداً تاماً. وعندما وصل إلى ثكنات بلك الهجانة رأى أنه من الضروري تجريد سائقي عربات بلك الهجانة وجميعهم من الجنوبيين من أسلحتهم. وعليه أمر السائقين الجنوبيين (وعددهم خمس عشر) أن يضعوا أسلحتهم. وقد أطاع كل السائقين الأمر ماعدا شاويش واحد يعمل كسائق وميكانيكي وطلب معرفة سبب الأمر وقال إذا كانت المسألة مناورة حربية عادية أو تمرين فيجب أن ينفذ الامر الشماليون والجنوبيون معاً.
3/ استل القائمقام الطاهر مسدسه وأمر الشاويش ليضع بندقيته وإلا فإنه سيطلق عليه النار. فرجع الشاويش إلى الخلف وصوب بندقيته نحو ضابطه العظيم فأطلق القائمقام الطاهر بك رصاص مسدسه على الشاويش وأرداه قتيلاً.
4/ ابتدأ السائقون الآخرون وبعض الجنود الجنوبيين في الهروب. كما هرب أيضاً ضابط جنوبي هو الملازم ثاني منديري أنزاكي. وأطلق الهجانة النار فقتل جنديان جنوبينا ومدني واحد.
5/ بعد مضي بعض الوقت وصل القائمقام الطاهر بك وبرفقته بعض جنود الهجانة ومعهم مدفعا فركز إلى معسكر البلتونين الجنوبيين.
6/ وفي غضون ذلك وصل بعض الضباط الشماليين الذين فروا من توريت إلى منقله واتصلوا بمدير جوبا باللاسلكي وأخبروه بالتمرد وسألوه إن كانت جوبا آمنة. وقد التقط هذه المحادثة الضباط الشماليون الذين كانوا يعملون مع القوات الجنوبية في جوبا. فاستولوا في الحال على الذخيرة ووضعوها في لوري واتجهوا نحو جوبا. وعندما رأى الجنود أن ذخيرتهم قد أخذت أطلقوا النار على اللوري ورد عليهم الضابط بإطلاق النار.
7/ وفي تلك اللحظة وصل القائمقام الطاهر بك ولكن (لأسباب تختص بالخطط الحربية) لم يطلق النار على الجنود الجنوبيين الذين بدأوا في الهروب كما فعل الآخرون قبلهم بمدة وجيزة. وابتدأ الجنود الهاربون ينشرون الأخبار المبالغ فيها بأن القوات الشمالية قتلت الجنود والمدنيين الجنوبيين. وعندما سمع الأهالي بجوبا صوت الرصاص جلوا عن المدينة خائفين ناشرين نفس الاخبار.
8/ سحبت الذخيرة من البوليس والسجانة الجنوبيين. وعندما تم عمل ذلك ساد جو من التوتر الشديد. وقد قام كبير مفتشي البوليس اليالوبي بدور عظيم في تهدئة وتطمين السجانة والبوليس واستعادة ثقتهم.
9/ كانت القوات الوحيدة التي تحت تصرف السلطات بلك واحد من الهجانة. وكان مطار جوبا هو المكان الوحيد الذي وضعت عليه حراسة منتظمة في يوم 18 أغسطس. وأصدرت أوامر منع التجول. ولم تتوقف الخدمات العامة بجوبا طيلة أيام الاضطرابات.
10/ قتل أربعة من الجنوبيين في جوبا ولم يقتل أي شمالي.
تركاكة:
وصلت أخبار التمرد في توريت وحوادث جوبا إلى تركاكه وهي قرية تقع شمال جوبا في نفس اليوم. ومنذ ذلك الوقت اختل نظام قوة البوليس ولم يحضر الزعيم للبلدة وتوقفت أعمال المحكمة. وفي يوم 26 أغسطس ابتدأ أمباشي البوليس تحت تأثير الشرب يطوف مهدداً بقتل الشماليين لأنهم قتلوا أخوانه في جوبا وأطلق طلقات قليلة في الهواء ولكن الجاويش ورجلين من البوليس هدأوه.
وفي الساعة الثالثة من مساء يوم 27 وصلت عربة لوري إلى تركاكه وبعدها بقليل حضر بلك أمين يدعى حمدان ومعه رجلان من البوليس وجمعوا كل الشماليين ووضعوهم في عنابر السجن لأنه استلم رسالة من مفتش بوليس يامبيو (بلاسيدو لابوكي) ليضعهم تحت الحراسة. وفي الساعة السادسة من مساء نفس اليوم اقتيد أربعة من التسعة رجال الشماليين بفرقة البوليس المسلح إلى شاطئ النهر حيث أطلق عليهم رجال البوليس النار فسقط ثلاثة منهم ميتين ورمى الرابع نفسه في النهر ونجا عوماً. ثم اقتيد الخمس الآخرون بنفس الطريقة وأطلق عليهم رجال البوليس النار فقتل أربعة منهم وجرح الخامس وتصنع الموت ثم رميت كل الجثث في النهر وعام الرجل الجريح إلى أن نجا. ولم تمس النساء والأطفال بأذى. ونهبت المتاجر والمنازل. وفيما يلي أسماء القتلى الشماليين:
الاسم / الحرفة (إذا عرفت)
1. الشيخ عبد الرحمن نورين / تاجر
2. جلال عبد الرحمن نورين / تاجر
3. مصطفى عبد الرحمن نورين / تاجر
4. الجيلاني الطيب / تاجر
5. حامد محمد أحمد / ملاحظ غابات
6. سيد محمد أحمد صالح / تاجر
7. خلف الله الشيخ / تاجر
أما في تالي فقد وصلت أنباء الاضطرابات في جوبا وتوريت يوم 19، وقد كانت هذه الأنباء كما حدث في كل مكان في الاستوائية تقول بان القوات الشمالية قتلت الجنوبيين. وتباحث صف ضباط نقطة بوليس تالي وكاتبه ومساعد الحكيم تتانيا في مصير الشماليين وقروا قتلهم وقد استدعوا ثلاثة من الزعماء للتشاور معهم ولكن الزعماء رفضوا أن يشتركوا معهم. وأرسلوا عداء إلى أمادي ليأتيهم بأخبار أكثر وعندما عاد إليهم وأخبرهم بأن الشماليين هنالك قد قتلوا استقر رأيهم. ثم أحضر أربعة من الشماليين مع عوائلهم ووضعوا في عنابر سجن البوليس. وفي يوم 22 نهب البوليس والأهالي متاجر الشماليين. وفي يوم 24 أطلق رجال البوليس الرصاص على ثلاثة من الشماليين وقتلوهم كما قتل الأهالي الرابع عند محاولته الفرار. وأخذ مساعد الحكيم طفل أحد التجار البالغ من العمر أحد عشر شهراً وأمسك برجله ولوح به في الهواء ثم هوى به على الأرض فمات الطفل بعد مدة وجيزة ولم تمس النساء بسوء.
- يتبع -


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.