شارك وفد رفيع بقيادة دكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية في ملتقى رجال الأعمال السودانيين والصنيين «ببكين» مشاركةً يؤمل منها المزيد من التطور الاقتصادي والتنموي بين البلدين. لم يكن اختلاف الايدولوجية الحاكمة في البلدين يوماً مثار خلاف في دفع التعاون الثنائي، وتحسب للصين مواقفها الإقليمية والدولية المساندة لقضايا السودان. من هذا المنطلق يأتي ملتقى رجال الأعمال في البلدين، ليناقش السبل الكفيلة بتعزيز شراكات المؤسسات العامة. كما شارك السودان من قبل في دورات لمنتديات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. حرصاً منه على تفعيل قطاعات الدولة والحزب في الأعمال التجارية، ومشاركة أكثر من «25» مؤسسة إن دلت انما تدل على متانة العلاقات التجارية بين البلدين ومدى اهتمام الدولة بالملتقى، وما يمكن أن تخرج منه نتائج وتوصيات في سبيل تطوير العلاقات التجارية بين القطاعين الخاصين في السودان والصين. على مدى العشر سنوات الماضية، في ظل وفاق وآفاق كبيرة لتطوير التبادل التجاري، في مجالات الانتاج والتصنيع الزراعي بشقيه الزراعي والحيواني، وفي هذه المجالات يزخر السودان بامكانيات ضخمة وموارد طبيعية، يُعَدّ المستغل منها ضعيفاً مقارنةً بهذه الثروة الضخمة، وبما للصين من تكنولوجيا وتمويل وخبرة يمكن أن تتكامل الجهود لخلق شراكات واستثمارات ناجحة خاصةً في مجالات الزراعة والتعدين والصناعة،ما حدا للسودان أن يصدر قانوناً للاسثتمار فيه ميزات تفضيلية كثيرة للمستثمرين، وتعتبر الصين على رأس المستثمرين المستفيدين من هذا القانون. السودان والصين يأملان من خلال هذا الملتقى تحقيق النهوض التنموي، وإحداث طفرة اقتصادية تسهم بشكل فعال في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في السودان، بالرغم من أن المأمول والواقع لم يكن بمستوى ما يطمح إليه السودان، والكثير يُنتظر من الصين شريك القارة السمراء ومن المؤمل أن تستغل الفرص المتاحة لإحداث طفرة في الشراكات الممكنة وفقاً للمقدرات الاقتصادية في البلدين. كما يأمل السودان من هذا الملتقى أن يخرج بأفكار بناءة ورؤية مشتركة حول المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من تجربة الصين في التنمية الاجتماعية والريفية المتوزانة التي توجد لها الظروف المواتية في الريف السوداني المتنوع. وتخلق المشروعات الصغيرة فرصاً كبيرة للعمل، وتوجد اسواقاً جديدة، وتقود إلى تحسين ورفع مستويات معيشية للشعبين بتمليك أدوات الانتاج، وتوفير المناخ الصحي للإبداع والإبتكار في كافة المجالات التنموية. كما يأتي اهتمام السودان بالمشروعات الصغيرة للإسهام في التقليل من حدة الفقر، وتخفيف معاناة المواطن، وتوفير فرص العمل، وزيادة دخول أصحاب المهن الصغيرة إسهامها بشكل أفضل في اجمالي الناتج القومي مما أفضي إلى انشاء بنوك تعمل في التمويل الأصغر. الجدير بالذكر أن العلاقات التجارية السودانية الصينية شهدت تطوراً ملحوظاً ونمواً مضطرداً، جعل السودان الشريك التجاري الثالث في أفريقيا.