أنا شخصياً أتوقع ذلك.. فالسيد النائب الأول لرئيس جمهورية السودان- الموحد حتى الآن- موجود في الولاياتالمتحدةالأمريكية وسوف يشارك في اجتماعات (نيويورك) الخاصة بالسودان والعلاقة بين شريكي نيفاشا برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يمثل السيد سلفاكير الحركة الشعبية لتحرير السودان، بينما يمثل الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، حزب المؤتمر الوطني.. ولقاء الشريكين هناك سيبدأ يوم الجمعة القادم. أما مدعي ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو ، فيصل إلى واشنطن خلال الأيام القليلة القادمة لحضور جلسة استجواب في الكونغرس الأمريكي، ثم يغادرها إلى نيويورك لحضور -لا أقول للمشاركة- في اجتماعات السودان التي تلتئم وتنعقد على هامش اجتماعات الأممالمتحدة. إذن ستكون هناك فرصة سانحة لدق الأسفين في العلاقة بين الرئيس البشير ونائبه الأول بأن تتبنى جماعة من داخل الحركة الشعبية ومن داخل وفدها الرسمي الدعوة للقاء مباشر بين النائب الأول لرئيس الجمهورية وبين مدعي ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية التي حاكت التهم في مواجهة الرئيس البشير وتعدت مرحلة الاتهام إلى مرحلة المطالبة بالقبض عليه في العام 2008م. نحن لا نعرف موقف السيد سلفاكير الذي سيتخذه إذا طُلب منه ذلك، وهو بالنسبة لنا أمر حتمي خاصة من الجماعة المتنفذة داخل الحركة والمعروفة اصطلاحاً ب ( أولاد قرنق). .... وإن حدث اللقاء والمصافحة والاجتماع، فإن أمر الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية سيكون في (خبر كان) ولن يجد السيد الفريق أول سلفاكير ميارديت فرصة لمباشرة عمله في الخرطوم، إذ أننا نتوقع ردة فعل عنيفة حال حدوث ذلك، وربما طالت غيره ممن يمثلهم أو يعبر عنهم.. حيث أن العقل الجمعي الشعبي الرافض للاتهامات في حق السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، لن يقبل أن تمتد يد - مهما كانت- لمصافحة صاحب التهم المزعومة. نعلم أن العلاقة بين الرئيس البشير ونائبه الأول، هي علاقة متينة وقوية انبنت على الثقة بينهما على مر السنين عززت قوتها تفاصيل التعامل الرسمي والإنساني خلال أيام وشهور طويلة. نرى أن فئة ضالة ستمارس ضغوطها على النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت حتى يقبل بأن يلتقي بأوكامبو، وربما تقدم أوكامبو نفسه، بالطلب عن طريق وسيط أمريكي، لكن عقلانية السيد سلفاكير وحكمته وحنكته - حسبما نرى- ستجعل رفضه أقرب من موافقته ، لأنه يعلم إن تم ذلك فإن الحريق الذي سيشتعل لن ينطفئ أبداً.. أبداً.