ظلت المملكة العربية السعودية حاملة لواء الشرف منذ أن اصطفاها الله لتكون مهبط الوحي.. وزينها بالبيت.. وجعلها مدار الأفلاك.. ومستقر الرسالة الخاتمة و«عطر ترابها» بخير من وطء الثرى.. وعمرها بالمساجد.. وأنارها بالحرمين الشريفين.. وجعلها مهوى الأفئدة وغاية المنى، ومنتهى الآمال.. يستنشق العاشقون طيبها ويتفيأون ظلالها خيالاً.. ومحالاً.. ممكناً وإمعاناً.. ما من ناطقٍ للشهادة إلا وقلبه يئن من وطأة الحنين إلى تلك البقاع الشريفة على ساكنها - أفضل الصلاة وأتم التسليم- وعندما إختار الله تعالى تلك الأرض الطاهرة.. كان من علمه ان أهلها خير من يخدمها.. بعلمٍ مؤسس ورؤى خلاقة وقدرة فائقة.. «لأن طاقتهم الإستيعابية لعظم هذا الدور تفوق طاقة بقية البشر» وتلك لعمري مسألة من لدنٍ عليم خبير.. تتلألأ تلك الأماكن وتتوهج كل عام وكلما تبدى منها حسن ظهر آخر أشد لمعاناً وبريقاً.. قطيفة ورخام ثريات.. ونفحات جنان مقام وروضة وملايين تشكوا لواعج الصبابة شَفْها الحب والتبريح.. وأسهر ليلها شوق الصمت والدموع أمام القبر الشريف.. يزداد الشوق وتتسع رقعة الإسلام ويزداد عدد الباحثين عن إرواء الظمأ.. وإكمال «خماسية الأركان» وما أن يستطيع السبيل حتى يهنأ بقوس قزح يضخ مزيجاً مؤتلق الألوان.. وتضطرم في النفس أحاسيس لا يسبر غورها إلا من تتلذذ بآهاتها..! ما أعظم خادم الحرمين الشريفين.. وما أوسع افقه وأنبل عطائه و«المدد الالهي» يجعله في كل عام يرتقي في إسراء للإعراج نحو غاية كبرى وخدمة مثلى للملايين التي التي تزوره طوال العام دون كلل ولا ملل يمد يده.. الكريمة.. ويقول أنتم ضيوف الرحمن.. حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً..!سطوة جبارة.. وإرادة خارقة يتمتع بها الاخوة السعوديون إنضباط ومهنية عالية -إلتزام وثقافة وأدب في التعامل.. شكر خاص أزجيه للسفارة السعودية بالسودان. ولمعالي السفير «فيصل بن حامد المعلا» وكل الطاقم العامل الذين يعرفون «ماذا تعني الدبلوماسية-ويفهمون المعنى الواسع للإنسانية-ولا يتعاملون إلا بمهنية!! مدرسة ليتعلم منها -كل من لا يجيد التعامل مع المو اطنين-ويتقاعس ويهمل ويطول في عمله.. إطرقْ باب السفارة لتفهم ماذا أعني. زاوية أخيرة: شوقي الى تلك الديار وطيبها.. شوقي لربع زانة القنديل.. شوق يبعثر خاطري.. شوقي لها لا يحويه التأويل!