دعونا نتجاوز جميعنا دورات الحكم الوطني.. أي منذ أن أطل علينا شفق وفجر الاستقلال السوداني عام (1956م) ومقارنات السالب والموجب في شأن البناء والتنمية والخدمات.. ومتراكبات نظم الحكم المدني والعسكري أو التوافقي.. وكل هذا نريد أن نسجله تحت إطار الحكمة الأزلية (رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين) كما يقول الله سبحانه ثم (...... وآتيناه الحكم صبياً) ولابد من (القوي الأمين) وليس من أحد إلا ويحمل في مكنوناته معنى الآية الكريمة (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها.. واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) ومن بين الأمانات أعجوبة وحكمة المشير: (عبد الرحمن سوار الذهب) حين سلم الحكم الذي أُسند إليه بعد انتفاضة أبريل (1985م) وهي أعجوبة كما ذكر لنا العالم الجليل ( راشد الغنوشي)- حفظه الله- في محاضرة جامعة للطلاب العرب بواشنطن الأمريكية في عام (1991م) بأنه لم يثبت في أضابير التاريخ السياسي أن شخصاً أودع حكماً منضدة التداول وتنحى عنه طواعية بغير ضغوط أو كلابيش أخرى (كما فعل سوار الذهب).. ونحن في حكمنا الشعبية نقول (الناس على دين ملوكهم).. والرئيس إن قال هذا الشيء أعوج فيقولون وراءه.. نعم أعوج.. ولكن (إنما الدين النصيحة) كما ذكر المصدوق صلى الله عليه وسلم وبثوابت التجارب وتعاقب الأنظمة والقوانين والتحديات لم نجد أنجح أو أقوى وأثبت من قواعد ومتفرعات الشريعة الإسلامية أو أحرص على الدنيا والآخرة معاً من القرآن الكريم.. والدين.. ذلك إن كره الناس أو جهلوا أو قارنوا وثابت (لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) و (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ومن هنا تأتي الرواشد والموجهات حيث ندعوا نحن في كل عباداتنا ورفع أكفنا فنقول: اللهم ولّ علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا.. ثم نحرص على أن نستخير رب العباد في الشأن كله.. دقيقة وصغيرة. وكبيرة المتعاظم ثم أمرنا الله أن نشاور بعضاً في كل أمر كذلك.. وعلمتنا التجارب والتداولات أن نقيم لذلك ونبني هياكل ومؤسسات للشورى، وجلسات تفاكرية حسب المنطق والعقل القطاعي، والمنحى الجغرافي والمنعطف الظرفي.. وأن نقوم شأننا على القوة واليقظة.. وقد أمرنا بذلك لأن الطريق الذي ننتهجه تعتوره وتحوط به المتغيرات الظرفية في كل حين وتتصيده البغضاء والحسد.. ثم لأنهم يريدون أن نتبع ملتهم.. وقد أمرنا الله تعالى أن نتجاوزهم ولا نصغى لهم أبداً.. أبداً.. فها نحن إذن وخاصة في دولة السودان نتحرى المنهج والدين الإسلامي وهو يقول لنا (ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة.. ولا تنس نصيبك من الدنيا.. وأحسن كما أحسن الله إليك).. ولهذا قال المجتبى صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).. وإذا كانت دعواتنا في كل وقفاتنا هي أن يظلنا بظله وأن يرزقنا رزقاً حلالاً طيباً مباركاً.. وبين مجالسنا كلها إفطارات رمضان المباركة بعد أيام قليلات.. فكما أقول لكم دائماً.. إن لم يسرع أحدكم ويبادر عند صلاة القيام (التراويح) سوف لن تترك له النساء أو الصبيان موقعاً خالياً يقف هو مؤدياً عليه صلاة القيام هذه.. وهي ميزة يتسابق عليها ويحرص الرئيس والوزراء والمعتمدون والآخرون.. وهنا تأتي رباعية التمكين (.. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.. ولله عاقبة الأمور) ولأننا نحن ومنذ أن كنا تحت المراقبة وبين السجون والمعتقلات كنا دائماً بين المواطنين ونستمع لنقدهم وإشاداتهم وملاحظاتهم.. وحتى وإن كنا مسؤولين تنفيذيين أو تشريعيين أو بين الأدغال أو على المنابر وفي المدن والقرى والفرقان أو مؤسسات التعليم والجامعات فإننا نفحص ونُقَوِّم السالب ما أمكننا ذلك ونصوب الإنحرافات.. لأن الله سبحانه يقول (... ولا تبخسوا الناس أشياءهم) إنطلاقاً من قوله تعالى (.. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرَى.. ثم يجزاه الجزاء الأوفى)- كما أكرر دائماً- فإن غض الناقدون والشانئون طرفهم عن كل حسنة ولم يروا بأعينهم طريقاً سُفلت أو رُدم أو سداً قد شُيِّد أو جسراً قد أُقيم.. أو لم يقرأوا بثقة قول الله (.. ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) ونأمل في الله أن يكون تكدس الناس حول القرى الكبرى (أبو حمد) و (الفولة) و (بورتسودان) و (دارفور) و (مدني) والتنقيب والتنجيم تحت ووسط الأرض هو فأل وخير.. وهناك الرعي والزراعة.. وتعال إلى (الخرطوم) لترى معجزات الله على أرضه.. وهي أرض لقمان الذي أرشد ابنه للحسني- كما يقول (بروفيسور عبد العال عبد الله) حفظه الله- ثم ألم ير أولئك الشانئون العلم ومنابره كيف تعدد وارتقى أو يروا الزاحفات والطائرات أو حاميات الوطن العزيز.. أو لم يروا الهواتف والمواصلات ثم سلعاً ومنتجات تدخل يد وبيت كل من أرادها.. وغير ذلك من التواصل الاجتماعي والثقافي والرياضي.. والزيجات بالذات في مواقع شتى وأقربها أعراس مدن وقرى (واوسي) بشمال بحري (أربعة) ألف شاب وشابة أو يزيدون.. ولكن الشانئين يرددون أن التفريط قد حدث في انشطار الجنوب عن لحمته الأولى.. والذي سنعيده سيرته الأولى كذلك تحت راية (لا إله إلا الله) ويقولون- أي الشان- إن الرئيس يصدر قرارات من بينها الحد الأدنى للمرتبات وإنصاف المظلومين.. ولم يسرع أحد بها للتنفيذ.. وأن القيادة العليا تقول جددوا نفرات القوة الشعبية.. لأنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.. وايضاً أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل.. ويقولون إن الخدمات على مستوى الأحياء والقرى والفرقان ومواقع الرعي كلها دون مستوى الرعاية الحقيقة- وكما تذمر لي بالأمس الشاب سائق الأمجاد (محمد علي جبريل) بأحياء (مايو) وما جاورها وبعضهم يقول الرسوم التي كان يراقبها صلاح كرار والطيب سيخة.. ويوسف عبد الفتاح صارت اليوم شأناً مباحاً أثقل الكواهل.. وهم أي الناس.. يقولون.. ويقولون.. ويقولون.. وأنا أقول لكم حافظوا على قربكم من سارية (لا إله إلا الله).. والشريعة هي عدم الخنوع وهي الأخذ بالأسباب.. والله أكبر..