هل هلالك يا رمضان ، أطل الشهر الفضيل بخيراته ، لكن السؤال الذي يفرض حضوره بشده ويتسلق أعصاب العطش هل يمكن أن نستفيد من أيام الشهر المبارك ونرمم جراحنا في المطلق وجراح الوطن بصفة خاصة وننسى الأحقاد والتكالب على المصالح الذاتية والحسد الذي يعد إحدى سمات مجتمعنا ، أقول الحسد واللي يزعل عليه الإنتظار حتى موعد إنطلاق مدفع رمضان وبعدها يمكنه أن يشرب من النيلين الأزرق والابيض وكله خير وبركة ، فضلا من المعروف أن أيام هذا الشهر الطيب الجميل قصيره وقبل أن يأخذ الإنسان نفسه يجد أن أيامه ذهبت بطيبها وخيرها ، وبعدها تعود « ريما « إلى عادتها القديمة ، وريما هنا يقصد بها قادة الحراك السياسي ناس الحكومة من طرف يعني بالمفتشر من أجعص جعيص وحتى آخر مسؤول جربان زي حالاتي ، فضلا عن زعامات المعارضة بكافة ألوانها ناس الدكتور حسن الترابي والصادق المهدي إضافة إلى الكورجة المسلحة ، إلى جانب المحسوبين على الحكومة والذين يعارضون سياساتها ولكن من تحت الطاولة ، على كل هذه الكورجة المعتبرة إتخاذ خطوة مضيئة في هذا الشهر الفضيل ومحاولة التصالح مع أنفسهم أولا ومن ثم التصالح مع الخصوم لعل وعسى يستطيع السودان أن يصعد إلى العلالي ، علينا يا جماعة الخير أن نستفيد من أخطاء الآخر ، أقصد من اخطاء دول الربيع العربي ، فالعناد والمكابرة والعنتريات التي ما قتلت ذبابة هي التي جعلت الشقيقة مصر تعيش في أتون معركة الله أعلم كيف ومتى سوف تنتهي ، إذن على الحكومة خلال هذا الشهر الفضيل أن تعقد ورشة عمل ليتعلم صقور الإنقاذ مباديء الأتكيت أقول مباديء الاتكيت لأن هؤلاء لايمكنهم بأي حال من الأحوال تعلم كامل منهج الاتكيت وإذا حصل وأن تجاوز الواحد منهم عنجهيته وشرب كامل منهج الأتكيت فربما يطب ساكت ويذهب غير مأسوف على حماقته ، وبالنسبه لزعامات المعارضة فإن عليها ترويق المنقا ويالشايل المنقا ، وأن تنسى الأحقاد وأن تدخل إلى قاعة تعلم الأتكيت ، أقول قولي هذا وفي ذهني أقطاب الحركات المسلحة والذين ينبغي عليهم فتح جبهة ناعمة لتعلم الأتكيت وإذا شرب كل هؤلاء أقصد صقور الحكومة وزعامات الاحزاب وأقطاب الحركات المسلحة منهج الأتكيت فربما ينصلح حال الوطن ويخرج من وكساته مثلما تخرج الشعرة من العجين ، عفوا يا جماعة الخير ليس الساسة وحدهم بحاجة إلى ورشة الأتكيت السائق السوداني الذي يعد الأرعن من نوعه في العالم بحاجة ماسة إلى دخول ورشة الأتكيت ، ورجال المرور من كبيرهم أقصد من مديرهم ويؤسفني عدم معرفة إسمه بحاجة إلى الإلتحاق بورشة الأتكيت ، للأسف السائقين لدينا في المطلق يمتازون بدرجات عالية من الحماقة والرعونة وخلال أيام هذا الشهر الفضيل تنمو وتترعرع حماقتهم ويرتكبون الحوادث الفاجعة ، أما رجال المرور فهم أولى بالدخول إلى ورشة الأتكيت لأن هناك نوعيات منهم وجوههم وتصرفاتهم تقطع الخميرة من الديار ومن الشارع ويمكنها أن توقف حركة السير .