الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة ولد في مدينة طنجة في بلاد (المغرب) سنة 703 هجرية حوالي القرن الرابع عشر الميلادي . خرج في رحلة طويلة استغرقت (28) سنة وعمره آنذاك (22) سنة. زارحتى أفغانستان والهند والصين شرقاً، وبلاد البلغار في شمال أوربا غربا وكل الأقطار الاسلامية في آسيا وأفريقيا. حكى الكثير عن عادات الصوم والإفطار ورؤية الهلال وصلاة العيد قبل سبعمائة عام: رأى من يفطرون بلحم الخيل، ومن يحين وقت العشاء وهم يفطرون ويأتي الفجر وهم في صلاة التراويح!! خرج من المغرب في شهر رجب وظل يتنقل في مدن الساحل في شمال افريقيا. وصف صلاة العيد في تونس وشاهد ركب السلطان أبو يحى وكيف أن أقاربه وخواصه وخدمه جاءوا «مشاة على أقدامهم في ترتيب عجيب» يصف في مصر الاحتفال بيوم الركبة وهو يوم رؤية هلال رمضان. يجتمع الفقهاء في كل مدينة وقرية بعد صلاة العصر يوم 29 شعبان في دار القاضي. ثم ينتقل الجميع في ما يشبه الزفة في موالد السودان إلى مكان مرتفع خارج القرية. يصف عادات رمضان في دمشق (سوريا) وقد بلغها في التاسع من شهر رمضان. يقول:أن لا أحد من أهلها يفطر وحده. يجتمعون في المساجد والساحات ويأتي كل ما عنده تماماً كما يحدث الآن في عادات الشعب السوداني. يسهب في وصف الكرم الدمشقي ومرضه الذي شفي منه ثم يقصد بعد ذلك مكة ليصف هناك عادات الصوم والسحور والآذان. يصل الرحالة ابن بطوطة مدينة مكةالمكرمة مع الركب الحجازي الآتي من الشام. بعد أن يصف الكعبة والحجر الأسود والمسجد الحرام. يصف عادات أهل مكة في رمضان ويقول أنهم يبدأون من شهر رجب. يحتفلون بهلال رجب. يبدأون بضرب الطبول عند أمير مكة، ثم تقوم الطوائف والمذاهب الدينية باحياء الليالي كما يحدث الآن في موالد مصر والسودان. مما يذكره عن عادات السحور، أنها تعلن بآذان يطلقه المؤذن الزمزمي. ثم يقوم بترديده بقية المؤذنين. وعندما يحين ساعة الإمساك تنطفئ القناديل المثبتة في أعالي المأذنة. فيعرف من يسكنون المسافات البعيدة لهذا لا تبنى الديار إلا بأسطح. يبدو بأنه أخذ بالمدينة المقدسة لانه عاد إليها مرات عديدة بعد أن غادرها. بعد أداء شعائر الحج خرج إلى الكوفة وبغداد واصفهان ثم عاد إلى مكة ليخرج منها مرة أخرى إلى اليمن والصومال وأفريقيا الشرقية. عاد للمرة الثالثة لمكة التي مكث فيها من قبل عامين. هذه المرة غادرها إلى الشمال الأوربي عن طريق اللاذقية «بلاد الروم وبر الأتراك». من عجائب ما رآه في بلاد البلغار شمال البحر الأسود، إن أذان العشاء يحين موعده والناس يتناولون الافطار. وإن الفجر يحين موعده والناس في صلاة التراويح!!