دقت الطبول وهمست الموسيقي وارتفعت الاصوات مندفعة من الحناجر صادحة .. ***** بأبي وأمي أنت يا خير الورى وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا لك يا رسول الله منا نصرةٌ بالفعل والأقوال عما يُفترى نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ من دون عِرضك بذلها والمشترى ***** فتقدم عليُ راقصاً وتبعه مصعباً وعلاءاً وآخرون اسكرتهم هذه الكلمات العذبه في مدح الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وبالمكان والنظام والترتيب الجيد الذي لم يترك فيه شيئاً يعلق علي الظروف أو مساحة لتبر ير الأخطاء. أتدرون أين حدث ذلك ؟ في معقل السفاره الامريكيه- الفلل الرئاسيه! حيث تساءل أحد الحضور (من كان يتوقع أن نسمع مدح الرسول صلي الله عليه وسلم هنا؟) ولكنه حدث عند الافطار الرمضاني الذي اعده رونالد هوكينز مدير قسم الشؤون العامه بالسفاره الامريكيه- بالخرطوم لمجموعه مقدره من نجوم المجتمع السوداني والاكاديميين، محترما فيه ثقافتنا الدينيه، وعاداتنا وتقاليدنا في المائده الرمضانيه بأدق تفاصيلها ، الشي الذي يدل علي فهمه المتعمق للمجتمع السوداني، وليكون أقرب الي قلوب الضيوف ردد هوكينز عبارة ( رمضان كريم، كل عام وانتم بخير،.. ) بلغه عربيه سليمه مرارا وتكرارا لكل الضيوف عند الاستقبال وعند الوداع، ورافقتها ابتسامه وحفاوه جعلتني اتساءل كم من الوقت بذله للتدرب لاجادة ذلك .. فقلت لنفسي يا للروعه ويا لهذه الدبلوماسيه ويا لهذا السعي الدؤوب لكسب صداقة السودانيين عن معرفه ودرايه، والتي عبر عنها أيضا بكلمات جميله حملتها الكروت التي وضعت مع الهدايا التي وزعت الي الضيوف وكانت الكلمات ( تحيات الموسم أصدقاؤكم بالسفاره الامريكيه بالخرطوم) وأكتفي بهذا القدر وأملي في فهم الرساله كبيراً! * حليمه محمد سليمان