أعتقد أن الجهود التي يبذلها البعض من قيادات الوطني بالولاية الشمالية وعلى رأسهم الدكتور أمير محمد عميد كلية التقانة وأمين الأمانة الاقتصادية بالوطني من أجل طي صفحة الخلاف الذي طال أمده بين جماعتي الواليين الأسبقين الشيخ ميرغني صالح؛وعادل عوض،فالدكتور أمير يسعى الأن عبر عدد من الملتقيات والإفطارات الجماعية بدنقلا وشرق النيل،والحفي.وعبر قيادات لها وتحظى بتأثير واحترام كبير من كل الأطراف..ولكن السعي والأمل لم يبلغا مقصدهما..!! فالقيادات توجد بينها خلافات حادة وتباين في بعض الرؤى ووجهات النظر،ومن ثم عدم الاعتراف بالآخر داخل منظومة الوطني.ورغم المساعي الحثيثة والجادة من أجل وحدة الصف لكننا نجد أن هنالك قضايا كثيرة تفرض نفسها على جدول المبادرة التي تحث الأطراف على صفاء الضمائر وتوحيد الرؤية داخل مؤسسات الحزب!! الولاية الشمالية عانت كثيراً من هذه الخلافات والمشاكل الفرعية.فهذه المبادرة تأتي بطريقة مغايرة لما قبلها وبعيداً عن تلك التي قادها الشهيد فتحي خليل في السابق؛حيث جاءت عبر قيادات الحركة الإسلامية القدامى بالولاية باعتبارهم أدوات لهندسة السياسة القائمة التي تدار بها أروقة وجوانب الوطني،وهم يحظون باحترام كبير من الشيخ ميرغني صالح وأعوانه والدليل على ذلك أن عدد من أعوانه شهدوا أحدى الملتقيات التي أقامها د.أمير بمدينة دنقلا.والمبادرة عند انطلاقتها وجدت ترحاباً حاراً من قبل تلك القيادات المعنية التي كانت تصف في السابق بالمتفلته قبل الانتخابات وبعدها.. ومن المعروف لدى الجميع أن تلك القيادات قادت معارضة قوية لحكومة عادل عوض سلمان ووصفتها بالفاشلة وغير مسئولة تجاه شعبها. هذا كان خلافهم مع حكومة عادل مما جعل عدد منهم يخوض انتخابات أبريل 2010م كمرشحين مستقلين ببعض الدوائر الجغرافية بالشمالية.. ولكنهم للأسف لم يوافقهم الحظ بالفوز فيها الدوائر..ورغم الأشواط الطويلة التي قطعتها المبادرة للوصول إلى مصالحة حقيقية لتصفية الضمائر وإزالة الغبن والضغائن حتى تعود الأمور لسيرتها الأولي.. لكن المصالحة من وجهة نظر بعض القيادات ذات المصالح الشخصية قد تجعلها خاسرة لأنها ظلت تعمل في أمانات الحزب ورئاسته في بعض من المناطق لأكثر من 4 سنوات متتالية دون تغيير في الوجوه والدماء؛وعلى رأسها أمانات الاتصال ومنصب نائب رئيس الوطني بالمحلية دنقلا وغيرها .. حيث إن الولاية حسب رأي عدد من المراقيبن عانت من تمترس هذه القيادات وينبغي أن تدور عجلة التغيير.. حيث أن المبادرة وفلسفتها في ذلك الوقت ومقارنتها بمطلوبات الخطاب السياسي الجديد في مختلف جوانبها ومع اقتراب خوض انتخابات والي الشمالية وفقدان الوطني لأعداد كبيرة من المواطنين قد يؤثر في رصيده الشعبي والجماهيري وتتطلب كذلك إعادة رؤية ثاقبة للأوضاع المتردية للمواطن ودور الولاية المستقبلي. وفي الإعتقاد إن هذه الفترة بالذات تحتاج فيها الولاية إلى الإستقرار السياسي لكي يتفرغ الناس لمعركة ما بعد الوفاق. وهي معركة مهمة بدأتها لتتجاوز أزمات الولاية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبإستقرار الوفاق بين قيادات الحزب سيمكن الولاية في الأعوام القادمة من تحقيق الرفاهية والرخاء لأبناء الشمالية.